يعتبر مدرب الحراس طارق عبد العليم، صاحب الجنسية المصرية التونسية، ظاهرة كروية فريدة في البطولة التونسية ذلك انه قضّى بين مختلف ملاعب تونس اكثر من 15 سنة اشرف خلالها على تدريب حرّاس الفرق الكبرى والمنتخب الوطني. أولى محطاته في تونس كانت مع النادي الصفاقسي سنة 2002، اين قضى موسما كاملا فاز خلاله مع الفريق بكأس تونس وتأهل للبطولة العربية، ورغم رحيل المدرب «أوتو فيستر» وهو الذي كان وراء قدومه الى تونس، الا ان مسؤولي الصفاقسي تمسكوا به وطلبوا منه الاستمرار مع الفريق، فاستمر معه موسم آخر وفاز معه بالبطولة العربية التي أقيمت في لبنان، ثم انتقل إلى الإمارات لموسم واحد قبل أن يعود الى البطولة التونسية من بوابة الترجي سنة 2005 ليباشر رحلة تدريب حراس مرمى الفريق لمدة ثلاث سنوات، ثم عاد إلى الإمارات مع فريق الشارقة لموسم آخر قبل ان يجدد العهد مع الفرق التونسية مع النجم الساحلي ولمدة 6 سنوات. وفي 27 جوان 2016 تم تعيينه مدربا لحراس مرمى المنتخب التونسي قبل ان يقع التخلي عنه منذ ايام بعد تعيين حمدي القصراوي خلفا له في تدريب حراس المنتخب ليلتحق عبد العليم بحديقة المرحوم «منير القبايلي» في تجربة جديدة مع «الكبار». 14 لقبا ومسيرة ناجحة حارس مرمى الزمالك والمنتخب المصري سابقا طارق عبد العليم يعتبر فعلا ظاهرة كروية في البطولة التونسية وهو الذي بدأت مسيرته في تونس سنة 2002 مما اهله لنيل الجنسية التونسية بعد السنوات التي قضاها بيننا وكأنه واحد منّا. اكثر ما يميّز عبد العليم انضباطه وتفانيه في العمل دون ان تسمع له صوتا، حصد الاعجاب اينما حلّ وهو الذي اشرف على تدريب حراس مرمى الفرق الاربع الكبرى والمنتخب الوطني وكانت مسيرته مع ال»كبار» استثنائية وحافلة بالتتويجات والألقاب وهو الذي يحمل في تجربته 14 لقبا بالتمام والكمال، كوّن أجيالا من الحرّاس ودرّب أشهرهم وأفضلهم بداية بفاضل والخلوفي وتيزيي والقصراوي وصولا إلى أيمن المثلوثي وبن شريفية والجريدي والشرفي ومعز حسان. صلوحية «البلبولي» لم تنته ترك طارق عبد العليم بصمته اينما حلّ، وحتى في المنتخب الوطني يعتبر عبد العليم المساهم الاكبر في بروز حارس المنتخب وشاتورو الفرنسي معز حسان الذي قدم مردودا متميزا في مونديال روسيا مما جعل عبد العليم يقول في شأنه: «حارس فريق شاتورو الفرنسي معز حسّان ألهب المنافسة على حراسة شباك المنتخب أيّاما معدودة قبل ضربة بداية مونديال روسيا وهو حارس ممتاز جدّا خصوصا أنّ إمكاناته الفردية جيدة جدا وبالتّالي فإنّ قدومه للمنتخب سيشعل المنافسة مع بقية الحراس مستقبلا ويعتبر معز حسان مستقبل حراسة المرمى في المنتخب الوطني». وقد أبهر الجميع منذ قدومه . البلبولي مازال قادرا على العطاء أثنى عبد العليم على الحارس المخضرم ايمن المثلوثي وأكد ان صلوحية هذا اللاعب لم تنته بعد وانه قادر على تقديم الاضافة للمنتخب والعطاء لسنوات قادمة لما يميّزه من خبرة وقدرة على الاضطلاع بقيادة الفريق. وبيّن طارق عبد العليم ان «البلبولي» أكد في لقاء بنما في مونديال روسيا انه قادر على مواصلة المسيرة وبإستطاعته اللعب لسنوات اخرى مبينا ان عامل السن لا يعتبر حاجزا مستشهدا بحارس المنتخب المصري «الحضري». من المنتخب إلى الحديقة «أ» أكد طارق عبد العليم ان عقده مع الجامعة التونسية لكرة القدم انتهى منذ جوان الفارط دون ان يخوض مسؤولو الجامعة معه ملف التجديد من عدمه، في الاثناء يؤكد طارق عبد العليم انه تلقى عرضا من النادي الافريقي حيث يقول «اتصل بي مسؤولو النادي الافريقي منذ اسبوع قبل تعيين البنزرتي على رأس المنتخب وكان عرضهم جدّيا وهو ما جعلني اتكتم على الامر حتى اتصل بي رئيس الجامعة منذ ايام واثنى على مجهوداتي في المنتخب وطلب مني المواصلة مع «النسور» خاصة انني تركت افضل الانطباعات اينما اشتغلت لكنني اعتذرت منه وأكدت له انني اعطيت موافقتي للافريقي ولا يمكن ان أخذل مسؤوليه». كما بيّن عبد العليم انه تلقى سابقا عرضا من منتخب بلاده (الفراعنة) لكنه خيّر البقاء في تونس التي فتحت له ابواب النجاح والشهرة وهو ما جعله محبوبا من كل جماهير الفرق التونسية. القصراوي تلميذي في سؤال لطارق عبد العليم عن جدوى تعيين حمدي القصراوي كمدرب لحراس مرمى المنتخب أكد انه يعرف جيدا القصراوي وهو الذي دربه في الترجي الرياضي التونسي وقال في هذا الشأن :»القصراوي حارس له امكانات عالية وكان ناجحا في مسيرته كلاعب واتمنى ان ينجح في مهمته التدريبية الجديدة «. وفي نفس السياق أكد عبد العليم ان المنتخب الوطني لا يعاني من ازمة حراس مع تعدد الخيارات ووجود عديد الحراس المتّألقين سواء في البطولة المحلية او المحترفين وبيّن انه متفائل جدا بمستقبل حراسة المرمى في المنتخب الوطني بوجود معز حسان وسيف الدين الشرفي والبلبولي وغيرهم من الحراس المتألقين. أعرف الشرفي وجاب الله في حديثه عن مستقبل حراسة المرمى في النادي الافريقي فريقه الجديد الذي تعاقد معه ليدرب حراسه للموسمين القادمين، أكد عبد العليم انه يعرف جيدا شبان النادي مثل سيف الدين الشرفي والحارس المنتدب من الترجي الجرجيسي أيمن جاء بالله خاصة انه دربهم في المنتخب الوطني. كما بين ان وجود حارس مخضرم مثل البلبولي سيسمح لهؤلاء الشبان بالاستفادة من خبرته مبينا ان المنافسة ستكون على اشدها بين حراس المرمى في الافريقي وان الاماكن تفتك ولا تهدى في اشارة الى ان الاجدر هو الذي سيكون الحارس الاول للفريق.