استفاق قطاع غزة على عدوان متجدد على سكانه، أمس، نفذتها طائرات حربية صهيونية من رفح جنوبا الى بيت لاهيا شمالا، واستشهد ثلاثة فلسطينيين، في سلسلة غارات شنتها طائرات الاحتلال، على مواقع وأهداف عدّة في قطاع غزة. القدسالمحتلة (الشروق): ومثّلت بيان ووالدتها إيناس خماش وجنينها عنوان مذبحة إسرائيلية جديدة، ذبحهم صاروخ صهيوني حاقد استهدف منزلهم، على إثره تناثرت الأشلاء في زوايا المنزل وصبغت دماء الأم وجنينها جدرانه، وفزع الأهل والجيران إليه يجمعون بصدمة تلك الأشلاء، فوجدوا الأم قد شٌق بطنها، أما الجنين فقد فتته الصاروخ في زاوية أخرى بالمنزل. وقال الناطق باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، باستشهاد المواطن علي الغندور جراء قصف صهيوني شمال القطاع، بينما استشهدت إيناس خماش وابنتها الطفلة بيان والتين ارتقتا نتيجة غارة إسرائيلية استهدفت منزلهم، في دير البلح وسط القطاع. وأضاف :«أصيب في عدوان أمس، 10 مواطنين بجراح مختلفة، وتلقوا العلاج في مستشفيات القطاع.» ورغم عدم رغبة جيش الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية الدخول في حرب جديدة، إلا أن مسار العمليات اليومية وقوة القصف تواصل لساعات طويلة، قبل الإعلان عن وقف التصعيد المتبادل. وأكد مصدر في المقاومة الفلسطينية، أمس، انتهاء جولة التصعيد الأخيرة في غزة. وقال إن: «المقاومة ردت على جرائم العدو، وهذه الجولة انتهت، والتطورات الميدانية مرتبطة بسلوك الاحتلال». وردت المقاومة على العدوان بقصف عشرات المستوطنات والمواقع العسكرية المحاذية لقطاع غزة بعشرات القذائف والصواريخ، والتي أسفرت عن إصابة عدد من المستوطنين ووقع أضرار ببعض المنازل. وشن الاحتلال حملة قصف مكثفة ضد مواقع تتبع لكتائب القسام وأراض زراعية خالية وصالات أفراح وميناء غزة وفق شهود عيان ل«الشروق»، في إشارة لسقف المواجهة، والمقاومة ترد بسقف قريب باستهداف مواقع الجيش الصهيوني ومحيط قطاع غزة حتى 35 كم. ويأتي العدوان الصهيوني في ظل أجواء متوترة يشهدها القطاع منذ اليومين الماضيين بعد استشهاد عنصرين من كتائب القسام بقصف مدفعي إسرائيلي لموقع للمقاومة أثناء مناورة تدريبية. وأمرت قيادة جيش الاحتلال بإغلاق شواطئ «زيكيم»، أمام المستجمين، بسبب الوضع الأمني، كما أعلنت أن كافة الأنشطة التعليمية للأطفال يجب أن تقام داخل الملاجئ، فيما تقرر إغلاق الشارع الرئيس قرب ناحال عوز في محيط مستوطنات غزة بناء على تقديرات أمنية. من جهتها قالت حركة حماس في تصريح وصل «الشروق»: إن «المقاومة الفلسطينية في حالة دفاع عن النفس وتقوم بواجبها في رد العدوان عن شعبنا». وأضافت الحركة على لسان المتحدث باسمها عبد اللطيف القانوع، أن «ارتفاع وتيرة القصف الهمجي على غزة واستهداف المدنيين أمر مبيت، يتحمل الاحتلال تداعياته، وسيدفع فاتورة أكبر ثمن جرائمه، ولن ينجح في فرض أي معادلة على الأرض». ويستبعد مراقبون فلسطينيون حصول تهدئة في قطاع غزة بالشروط والمواصفات التي تم تسريبها في بعض وسائل الإعلام الصهيونية. فالاحتلال يرفض أي وصول لاتفاق مع المقاومة قبل إعادة «جثث جنوده المفقودين في غزة» حسب زعمه، وفي ذات الوقت ترفض المقاومة الحديث عنهم قبل الإفراج عن محرري صفقة وفاء الأحرار الذي اعتقلهم الاحتلال. ويأتي التصعيد في إطار الضغط لتثبيت قواعد الاشتباك بين الطرفين، لكن تطور القصف الكمي والنوعي قد يدفع نحو توسيع رقعة المواجهة العسكرية رغم عدم رغبة الجانبين فيها.