تونس «الشروق»: احتضنت مدينة حلق الوادي على امتداد الفترة من 15 إلى 17 أوت الجاري مهرجان عيد السمك في دورته الثالثة بعد تفعيل تنظيمه خلال الدورة الفارطة وتجاوز توقّفه "القهري" السابق طيلة خمسة سنوات. ويعدُّ المهرجان مناسبة جامعة للتظاهرات الثقافية والاقتصادية وموعدا سنويا ينتظره المتساكنون وزوّار المدينة ومصطافيها إضافة إلى المهنييّن بمختلف أنشطتهم وخصوصا منهم أصحاب المطاعم. وكان الجمهور الحاضر والزائر على حدّ السواء على موعد مع عروض فنيّة وتنشيطية متنوّعة بشارع روزفلت الشهير الذي يمتدُّ على مسافة حوالي 3 كلم وذلك في تناغم تكاملي مع العرض التسويقي والاستهلاكي لأشهر أطباق الأسماك بمختلف أنواعها وبتسعيرة شعبية مُوحّدة لمزيد استقطاب الحرفاء. ووقع تركيز نقطة بيع للأسماك خلال فعاليات هذه الدورة. وتضمنت برمجة هذا المهرجان خرجة مادونا وإقامة كرنافال وعروض ماجورات ودومى عملاقة وتنشيط للشوارع انطلاقا من منطقة العوينة ومرورا بالبحيرة 2 ووصولا إلى ساحة النّصر في حلق الوادي أين أقيمت احتفالية لانطلاق المهرجان بإشراف مسؤولين مركزيين وجهويين ومحليين. هذا إلى جانب تنظيم ورشات عمل وزيارة المطاعم التي شهدت عروضا تنشيطية إضافة إلى إقامة معرض لذاكرة حلق الواد من خلال صور ورسوم ولوحات زيتية. وتضمن المهرجان في يومه الأول عرضا فنيا وموسيقيا بمشاركة سفيان صفطة بمشاركة ركحية لأولاد حلق الوادي. هذا وسهر رواد المهرجان بفضاء الكراكة مع العرض الرئيسي الذي قدمته حضرة رجال تونس بقيادة الشيخ توفيق دغمان والذي تخلله تقديم وتكريم أعضاء المجلس البلدي بحلق الوادي . وتضمن اليوم الأخير للمهرجان مواصلة التنشيط بشارع روزفالت وكذلك لورشات العمل وإقامة مسابقة تخص أبرز وأقدم اللوحات والرسوم لمدينة حلق الوادي من خلال الصفحة الرسمية للمهرجان على موقع التواصل الاجتماعي وكذلك إقامة مسابقة لأحسن روبوتاج وتقرير صحفي. واختتمت فعاليات هذه الدورة بعرض قدمه الرابور عبد الرحمان قارورة إلى جانب سهرة للفنانين عبد الوهاب الحناشي وشكري عمر الحناشي . وبرزت خلال أيام مهرجان عيد السمك جهود هيئة المهرجان والسلط المحلية ودعم مكوّنات المجتمع المدني لمختلف فقراتها من أجل إبراز خصائص مدينة حلق الوادي الحضارية والتاريخية والطبيعية والسياحية والتي جعلت منها على مرّ حقبات تاريخية متتالية وجهة للإقامة الدائمة لعديد الجاليات الأجنبية لما عُرفت به المدينة من فضائل التعايش السلمي والتآلف الاجتماعي والتي بقيت مقصدا شعبيا للاصطياف والترفيه. هذا وخلفت هذه الجهود المتناغمة من حيث احكام التنظيم وتنويع تنشيط المدينة والشاطئ ومواقع السّهر تحقيق رغبات الزائرين وإيجاد قفزة نوعية على مستوى الدورة الاقتصادية والحركة السياحية بمدينة حافظت على ديمومة بهائها وتنوّع إرثها التراثي والحضاري المادي واللامادي.