«الشروق» مكتب الساحل: للسنة الثانية على التوالي يتواجد الفنان الشاب مرتضى في برمجة فعاليات مهرجان سوسة الدولي من خلال حفل احتضنه مسرح الهواء الطلق "سيدي الظاهر" تضمّن أكثر من نقطة إختلاف عن عرض الصائفة الفارطة شكلا ومضمونا عَنْوَنَه ب"ديكالي". انطلق الحفل بالإعلان عن نشر الكليب الجديد لمرتضى على قناته ب "اليوتيوب" بعنوان "ديكالي"حيث وفرت إدارة المهرجان "الويفي" ودعا مقدّم السهرة أيمن طرشون الجمهور إلى فتح هواتفهم في نفس اللحظة التي سيعلن فيها نشر الكليب والذي تم بثه بالتوازي على الشاشة العملاقة قبل أن يؤدي مرتضى هذه الأغنية المصورة صحبة مجموعة راقصة سبقته إلى الركح ،بداية ألهبت المدارج بصيحات الجماهير الغفيرة التي حضرت وأغلبهم من الشباب، ولم يقف تفاعلهم هذا الحد بل صاحب مختلف الأغاني التي أداها مرتضى سوى من إنتاجه الخاص مثل "ما سمعو كلامو"،"برجولية"،"ملك العشق"... أو أغان تجارية لفنانين آخرين في نوعية الراي، الشعبي التونسي... واحتلت هذه الأغاني مساحة زمنية كبرى على غير العادة علل مرتضى ذلك في لقاء ب"الشروق"بقوله "أعتبر هذا التنويع هو تحد إستوجب مني جهدا كبيرا إضافة انه اختيار متعمّد يتناغم مع عنوان العرض ولابدّ من الأغاني التجارية التي يحبها الجمهور ويتفاعل معها ومن خلالها يمكن أن أمرّر جديدي"،تركيبة الفرقة أيضا شهدت تغييرا غاب عنها عازف العود ومهندس العمل ككل الموسيقي الطاهر القيزاني - وهو الذي كان وراء بروز مرتضى مثلما ساهم في بروز فنانين آخرين مثل محمد دحلاب الذي تحصل على التانيت الذهبي في أيام قرطاج الموسيقية سنة 2010 ، وعلاّم عون ، ومحمد بن صالح والعديد من العازفين - ،لم يكن مجرّد غياب بل نهاية تعامل حسب ما أكّده مرتضى ل"لشروق" مفسرا بالقول "قدّرت أن المرحلة مع الطاهر القيزاني يجب أن تتوقف وعليّ أن أبدأ مرحلة أخرى مع كل تقديري لهذا الشخص ولما قام به تجاهي،فهناك قرارات لا تتخذ بالعاطفة فأنا لم أمارس الموسيقى لغاية تجارية بحتة، والتخلّي عن التعامل معه سببه فني إستراتيجي وتواصلي مع الأطراف الأخرى"، كما أبدى مرتضى تواضعا كبيرا في لقاءه بالإعلاميين إلى درجة أنه صرح قائلا "إلى حد الآن أعتبر نفسي أني لم أحقق شيئا لازلت في بداية الطريق أتلمس هذا المجال بكل روية وانضباط أحاول ترسيخ توجهي الفني وطموحي الأكبر أن أصل إلى العالمية لأني أعتقد في القدرة البشرية بقطع النظر عن الأمور المادية"، ولكن ما أبداه مرتضى في هذا الحفل كان أكبر من قناعته ، أولها القاعدة الجماهيرية الكبيرة التي أصبحت تواكب عروضه وتردد أغنيه وتتابعه على شبكات التواصل الإجتماعي وتقبلها لأغانيه رغم أنه يجتهد بمفرده في كتابتها وتلحينها إضافة أنه يعتمد طريقة حرفية في عمله وأكيد بمزيد إثراءها وتعميقها وتطويرها قادر هذا الشاب الذكيّ المبدع إلى التوصل إلى طموحاته بما يمتلكه من مواصفات فنية رسّخت فيه طابعا خاصا يحرص فيه على الكلمة الشاعرية المهذبة والألحان الشبابية المعاصرة بتأطير من الموسيقي طاهر القيزاني ومن والدته الشاعرة المبدعة راضية الشهايبي.