يبدو ان اكراد سوريا ادركوا جيدا انه لا بديل عن الدولة السورية وأن الدعم والاستقواء بالطرف الامريكي رهان خاسر مهما طال الزمن وذلك بعد ان برزت مواجهات بين الطرفين في دير الزور. دمشق (وكالات) وقالت إلهام أحمد، رئيس الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية، امس الاحد، إن قوات سوريا الديمقراطية "قسد" لا تستبعد إمكانية الانخراط في الجيش السوري مستقبلا. وجاءت تصريحات رئيس الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية، خلال حوار أجرته مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، وقالت فيها إن "قسد" لا تمانع وجود صيغة أو أخرى لانضمام القوات إلى الجيش السوري في المستقبل. وأشارت إلى أن ذلك يمكن تحقيقه، في حالة الوصول إلى اتفاق نهائي حول مستقبل سوريا، ونظام الحكم فيها. وقالت أحمد إنه لم يتطرق المجلس التنفيذي لسوريا الديمقراطية والحكومة السورية، بعد إلى قضايا الأمن بعد. ولفتت إلى أن "جميع المناطق النفطية، في منطقتي الجزيرة وشرق الفرات، ستظل تحت حماية القوات الكردية إلى أن يتم حل الأزمة السورية". وكان وفد من مجلس سوريا الديمقراطية أعلن عن وصوله إلى العاصمة السورية دمشق للمرة الأولى للتفاوض مع الحكومة السورية للوصول إلى "اتفاق سياسي". وقال رياض درار، رئيس مجلس سوريا الديمقراطية، الجناح السياسي لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) في تصريحات لوكالة "سبوتنيك": "لم نتحدث تفصيلا عن عودة الجيش السوري، لكن سنتحدث مستقبلا عن شكل العلاقة بين قواتنا، التي تحفظ الأمن هناك وبين الجيش السوري". ونفي الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية أن يكون موضوع "الحكم الذاتي" موضوعا للنقاش مع الحكومة السورية. من جهة اخرى نشرت صحيفة "سفوبودنايا بريسا" الروسية مقالاً لزاؤور كاراييف بعنوان "الأكراد أعلنوا الحرب على الولاياتالمتحدة" تحدث فيه عن الأسباب التي تجعل كردستان سوريا خارج المشروع الأمريكي ويقع إطلاق النار على الأمريكيين. وجاء في المقال: "الأكراد، مشروع أمريكي حصري. الحديث يدور عن ازدهار الفكرة الكردية في فترة تراجع الأنظمة القوية في الشرق الأوسط. ففي العراق، أنشأت البيشمركة استقلالية شبه كاملة عن بغداد على أنقاض حكم صدام حسين."واضاف "لكن في سوريا، أخطأت الولاياتالمتحدة بعض الحسابات، فلم تقم هنا، مع الأكراد، علاقات دافئة كما مع البيشمركة العراقية. هناك العديد من الأسباب لذلك: أولاً وحدات حماية الشعب أقرب إلى أيديولوجيا حزب العمال الكردستاني من إخوتهم العراقيين، هناك ميول روسية لدى حزب العمال الكردستاني موروثة من العهد السوفياتي، وهذا الشعور انتقل بدرجة ما إلى الأكراد السوريين، ولم يتم تسجيل أي أعمال اعتداء متعمد من قبلهم ضد القوات الروسية في سوريا". في هذا الظرف بالإضافة إلى موقف الولاياتالمتحدة الضبابي تجاه النزاع الكردي التركي، لا توجد فقط علاقة باردة، إنما وبعض العداوة بين الأكراد السوريين وراعيتهم الأولى ويمكن ملاحظة صدامات مسلحة متزايدة بين الجنود الأمريكيين ومقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية. وهكذا، فقد أثار ضجة كبيرة التحقيق الصحفي الأخير عن حادثة دير الزور، حيث نشب بين الأكراد والمارينز الأمريكيين، الذين شاركوا معا في معركة ضد تنظيم "داعش"، اشتباك مسلح، أصيب بنتيجته أحد الأمريكيين بجروح خطيرة مرتين، وفقدت وحدات حماية الشعب أحد مقاتليها.