الشروق: الجزائر - أصيب الشارع الجزائري بحالة هلع شديد عقب ارتفاع حالات المشتبه في إصابتهم بوباء "الكوليرا"، بينما أطلق نشطاء حملة واسعة لمقاطعة مياه الحنفية، واستغلت شركات اقتصادية خاصة هذا الوضع لرفع مبيعات قارورات المياه المعدنية. ولعذوبة مياه الينابيع الجبلية في الضاحية الشرقية للجزائر، تلجأ بعض العائلات التونسية إلى ملء براميل مائية من حنفيات بعض القرى الجزائرية، وهو ما قد يشكل خطورة على المستهلكين حال زحف داء "الكوليرا" إلى القرى الحدودية، مع أن ذلك يظل مستبعدًا في الظرف الحالي. وقد طمأنت وزارة الموارد المائية بسلامة مياه الحنفيات العمومية في كل أرجاء الجزائر. وكان الجزائريون قد استفاقوا، يوم الخميس، على وقع هول كارثة وبائية ضربت سكان 4 ولايات، وخلفت حالتي وفاة يشتبه في إصابتهما بداء الكوليرا بعد 20 سنة من آخر ظهور له بالبلاد، واضطرت وزارة الصحة والإسكان "تحت إحراج شديد لإعلان إصابة 41 شخصًا بداء الكوليرا وإغلاق مؤقت لمستشفى متخصص بمكافحة الأمراض الوبائية في بلدة "بوفاريك" بالبليدة، وسط البلاد. وأعلنت مديرية الوقاية الصحية على مستوى وزارة الصحة في ثبوت إصابة 41 شخصًا بداء الكوليرا من بين 88 حالة مشتبه فيها، تم تسجيلها منذ ظهور أول حالة، في شهر جويلية المنصرم. وقالت مسؤولة الإعلام في وزارة الموارد المائية الجزائرية، نصيرة مدبدب، في تصريحات ل"الشروق"، إنّ "كافة التحاليل المخبرية لمياه الحنفيات خالية من كل شبهة أو تلوث، وبالتالي فسلامة الماء الشروب مضمونة ولا مجال للتشكيك فيها". وأوضحت نصيرة مدبدب أنّ وزاتها تأكدت من أنّ وباء الكوليرا لا علاقة له بتناول ماء الحنفية، ولو وجدنا شبهة لتمّ قطع المياه فورًا، لأن سلامة الصحة العامة للمواطنين هي أولوية الأولويات للدولة". وأوضحت المسؤولة ذاتها أن "كافة محطات معالجة المياه والتي يفوق عددها 90 محطة عبر أرجاء البلاد، تتوفر على مخبر يُتابع كل مراحل المعالجة، وبهذا لا تضخ المياه في الشبكة. وذكرت مسؤولة الاتصال مع الصحافة، نصيرة مدبدب، أنها تُلحّ على طمأنة الجزائريين بصلاحية مياه الحنفيات للشرب والاستهلاك ولا داعي للخوف منها، مع التشديد على أن مياه الحنفيات التي تصل المواطنين عبر مختلف المنشآت والشبكات العمومية مياه سليمة صالحة للشرب والاستهلاك ولا داعي للخوف منها. وبحسب مدبدب فإن هذه المياه تخضع يوميا لتحاليل عديدة وفق المعايير التي تمليها نصوص القانون ووفقا لمقاييس المنظمة العالمية للصحة. وتتمثل "الكوليرا" في كونها من أمراض الإسهال الناجمة عن عدوى معوية ببكتيريا "الضمة الكوليرية" وهي يمكن أن تصيب الأطفال والبالغين على حد سواء، ولا تسبب العدوى إلا نادرا في شكل إسهال خفيف دون أي أعراض أخرى على الإطلاق، غير أن المرضى في 5-10% من الحالات يصابون بإسهال مائي حاد، مع قيئ لمدة تتراوح بين 6 ساعات و5 أيام من تعرضهم للبكتيريا. وفي هذه الحالات يمكن أن يؤدي فقد كميات كبيرة من السوائل إلى تجفف شديد سريع.وإذا لم يتوفر العلاج المناسب فإن المريض يمكن أن يتوفى خلال ساعات، يصاب المرء بها نتيجة شرب ماء أو تناول طعام ملوث بالبكتيريا.