بأيّ وجه سيظهر الترجي في اللّقاء العربي في ظلّ هاجس الإرهاق وضغط الجمهور على خَلفية غياب الإقناع؟ هذا السؤال الحارق سَبق مباراة «المكشخة» والاتّحاد الاسكندري في نطاق إياب الدّور السادس عشر للبطولة العربية التي فاز نادي «باب سويقة» بنسختها الأخيرة والتي تظلّ من المسابقات المُهمّة من الناحية الرياضية وبصفة خاصّة المَالية. الجواب جاء في حدود العاشرة مساءً من ليلة البارحة التي كانت «حزينة» في «باب سويقة» بعد الخروج المُذل والمبكّر على يد الاتحاد الذي لم يكن يحلم بمثل هذا «الانجاز» مُقارنة بالفوارق الكبيرة بين الناديين. تغييرات كما كان مُتوقّعا أقدم بن يحيى على إجراء جملة من التغييرات مُقارنة باللقاء السابق ضدّ «تَاونشيب» في ختام دور المجموعات لرابطة أبطال افريقيا. مدرب الترجي أعاد اللاعبين «الكَوادر» إلى أماكنهم والكلام أساسا عن بن شريفية وشمّام و»كُوم» و»كوليبالي» علاوة على لعب ورقة البلايلي الذي أصبح العنصر الأكثر تأثيرا في التشكيلة الصّفراء والحمراء. بداية جيّدة كانت الانطلاقة الترجية مِثالية حيث افتتح أبناء بن يحيى النتيجة منذ الدقيقة السادسة بعد عملية هجومية مُمتازة. وكان سامح الدربالي قد توغّل من الجهة اليمنى ليمنح يوسف البلايلي تمريرة جيّدة استثمرها اللاعب الجزائري وسجّل منها هدفا صعبا وجميلا من تصويبة قوية. عكس التيّار بعد أن عزّز الترجي أفضليته على الأشقاء (هدف في رادس وهدف لمثله في لقاء الذهاب في مصر) ساد الاعتقاد بأن شيخ الأندية التونسية وسفيرها في الكأس العربية أصبح في طريق مفتوح لإكتساح الاتحاديين غير أن السيطرة الترجية في مستهلّ اللقاء قابلها هدف ضدّ مجرى اللّعب وذلك في الدقيقة 20. وجاء هدف الأشقاء عن طريق خالد قمر المُستفيد من الثغرات الموجودة في المنطقة الخَلفية للترجي الرياضي. ارتباك نجاح الأشقاء في خطف التعادل أربك الحِسابات وتسبّب في ضغط كبير لأبناء بن يحيى وهو ما تجسّم من خلال غياب التركيز في العمليات الهجومية علاوة على تَزايد الهفوات الدفاعية. وفي الوقت الذي كان فيه الترجي الرياضي يُصارع من أجل اضافة الهدف الثاني تجنّبا ل»السّيناريوهات السوداء» فاجأ الاتحاد الاسكندري الجميع وبلغ شباك بن شريفية من ضربة رأسية وذلك في الدقيقة 43. وقد كشف هذا الهدف من جديد حجم المُعاناة في دفاع الترجي. محمّد عمر ب»تكتيك» عال لعب الأشقاء خلال الشوط الأول بذكاء عال ونجحوا من الناحيتين التكتيكية والذهنية. كما أظهروا نجاعة قياسية أمام شباك بن شريفية وقد كان الامتياز طبعا للاعبين ومدربهم محمّد عمر. الضغط العالي مع انطلاق الشوط الثاني اختار بن يحيى أن ينزل بثقله لإنقاذ الموقف خاصّة بعد أن انتقلت ورقة الترشح من ساحة «باب سويقة» إلى الاسكندرية. بن يحيى أقحم الماجري والجويني مكان الخنيسي والجويني ليلعب الترجي الضغط العالي ويخطف هدف التعادل عن طريق «كوم» وذلك في الدقيقة 52. وهذه النتيجة أعاد الروح لكنّها لم تكن كَافية للعبور. وفي بقية الدقائق التي كانت صعبة وثقيلة على الجماهير الترجية تحصّل شيخ الأندية على فرص جديدة للتسجيل لكن غابت النجاعة الضرورية ليخرج الترجي - وهو حامل اللقب - بطريقة غريبة عجيبة من البطولة العربية. الجمهور يُهاجم وبن يحيى على كف عفريت كان الانسحاب من البطولة العربية مُوجعا ومؤلما وكان من الطبيعي أن «يَثور» الجمهور على اللاعبين والفنيين بقيادة خالد بن يحيى الذي عاش أمسية صعبة هاجمه خلالها الأنصار ورشقوه بالقارورات في سيناريو مُتعارف عليه في مثل هذه الخَيبات. هذه الصّدمة الكبيرة قد تعصف بمستقبل بن يحيى في «باب سويقة» خاصّة في ظل الانتقادات اللاذعة التي يواجهها الرجل منذ فترة ليست بالقصيرة. تشكيلة الترجي الرياضي: معز بن شريفية – أيمن محمود – خليل شمّام سامح الدربالي (محمّد علي بن رمضان) - – أيمن بن محمّد – فوسيني كوليبالي – فرانك كوم – أنيس البدري – يوسف البلايلي – ماهر بن صغير (هيثم الجويني) – طه ياسين الخنيسي (بلال الماجري)