تترقب محافظة إدلب السورية، هجومًا وشيكًا من قوات الجيش العربي السوري، الذي بدأ فعلا تحريك آلياته العسكرية الثقيلة؛ استعدادًا لشن المواجهة المرتقبة مع المجموعات الإرهابية. دمشق (وكالات) ونشرت وكالة «رابتلي» الروسية فيديو لدبابات وأسلحة ثقيلة أخرى تابعة للجيش السوري وهي تتوجه إلى إدلب، ترقبا لبدء عملية عسكرية ضد المسلحين هناك. ويظهر الفيديو عتاد الجيش السوري في طريقه إلى مواقع قتالية قرب قرية أبو دالي جنوب شرق معرة النعمان بريف إدلب. وبعد أكثر من سبع سنوات من الحرب، لم يبق إلا محافظة إدلب والمناطق المحيطة بها، كآخر جيب كبير يسيطر عليه الارهابيون. وقال مصدر ل»رويترز»، إن الجيش السوري يستعد لبدء هجوم على عدة مراحل؛ لاستعادة السيطرة على المحافظة. ويواصل الجيش السوري حشد قواته في محيط إدلب، وسط توقعات بانطلاق الحملة العسكرية في وقت قريب، وهي لا تزال موضع بحث بين الدول الضامنة لعملية أستانا، لا سيما روسياوتركيا، حيث تعتبر الأخيرة مسؤولة عن الأوضاع الأمنية في منطقة خفض التوتر في إدلب. وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم في لقاء خاص مع قناة «روسيا اليوم» اول أمس إن سوريا لا تتطلع لمواجهة مع تركيا، لكن على الأخيرة أن تفهم أن إدلب محافظة سورية، مشددا على أن تحريرها أولوية الحكومة السورية، وسيتم ذلك سواء بالمصالحات أو بالعمل العسكري. ويأتي هذا في وقت صنفت فيه أنقرة جبهة النصرة كتنظيم إرهابي، في مؤشر على أن المفاوضات، التي أجرتها المخابرات التركية مع قادة الجبهة، وصلت إلى طريق مسدود، لاسيما مع اقتراب ساعة الصفر لبدء الجيش السوري بدعم روسي المعركة الأخيرة في إدلب، آخر معاقل المجموعات الارهابية. من جهة اخرى نفذت وحدات من الجيش السوري بالتعاون مع القوات الرديفة، ضربات مركزة على الجيب المتبقي لمسلحي تنظيم «داعش» في تلول الصفا بعمق بادية السويداء الشرقية. وأشارت وكالة «سانا» السورية، إلى أن سلاحي الجو والمدفعية في الجيش نفذا رمايات دقيقة ومكثفة على محاور تحركات المسلحين ومقراتهم وتحصيناتهم في عمق الجروف الصخرية على اتجاه تلول الصفا بالريف الشرقي، ما أسفر عن تكبيد الإرهابيين خسائر بالأفراد والعتاد. وبحسب الوكالة فقد عززت وحدات الجيش انتشارها، وثبتت نقاطها في محاور تقدمها المدروسة، لتشكل نقاط إسناد متقدمة في عملياتها المتواصلة حتى القضاء على ما تبقى من بؤر المسلحين في المنطقة، بالتزامن مع إفشال أي محاولة تسلل لإرهابيي التنظيم باتجاه تجمع مياه سد هاطيل أهم مصادر التنظيم المائية. ويتبع الجيش خلال عملياته تكتيكات عسكرية تتناسب مع طبيعة منطقة تلول الصفا شديدة الوعورة والمليئة بالكهوف والمغاور، مبينا أن حرمان تنظيم «داعش»، من أهم مصادره المائية وكسر خطوط دفاعه وتدميرها أسهم في السيطرة على مساحات جديدة، وسط انهيارات متسارعة في صفوف الإرهابيين. وفي سياق اخر نقل التلفزيون الرسمي السوري عن مصدر عسكري نفيه تعرض مطار المزة العسكري لأي عدوان صهيوني على حد قوله وذلك تعليقا على الانفجارات القوية التي سمعت في المنطقة ليل اول امس. وقال المصدر:» إن أصوات الانفجارات تعود لانفجار مستودع ذخيرة بالقرب من المطار بسبب تماس كهربائي». وسمعت أصوات انفجارات قوية في محيط مطار المزة العسكري قرب دمشق وقالت صحيفة «الوطن» السورية، في تغريدة لها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إن انفجارين كبيرين هزا منطقة المزة في العاصمة. ونشرت قناة الإخبارية السورية مقطع فيديو يبين ارتفاع ألسنة اللهب عقب الانفجارات. رأي خبير الخبير العسكري الاستراتيجي اللواء رضا أحمد شريقي: «الجيش العربي السوري سيكون المنتصر الوحيد في هذه المعركة إن حصلت، لكنه سيترك باب الحرب إلى المرحلة الأخيرة حتى تنفذ كل فرص الحل السلمي، والنصر سيكون إلى جانب الجيش السوري وستعود إدلب قريبا إلى حضن الدولة».