تونس الشروق : تعيش تونس هذه الايام على وقع عديد الفعاليات التي تهدف الى تحسيس الجمهور بضرورة احترام الحقوق الدنيا للحيونات تزامنا مع إحياء اليوم العالمي للحيوان... قد يبدو للبعض انه من باب الترف ان تخصص جريدة الشروق هذه المساحة للحديث عن حقوق الحيوانات في تونس وشرائح اجتماعية واسعة تعيش اوضاعا صعبة بسبب ما يمارس ضدها من ظلم وحيف اجتماعي وسياسي واقتصادي. والحقيقة انه حتى في ظل هكذا اوضاع، لا يمكن غض الطرف عن ما تتعرض له الحيوانات في بلادنا من جرائم تصل الى درجة القرف في مجتمع يجد في تعاليم دينه توصيات تدعوه الى التعامل مع الحيوان برفق اضافة الى ما يوفره القانون التونسي من حماية للحيوان. دينيا، نهى الاسلام عن تعذيب الحيوان، ومن أشكال التعذيب الكي بالنار، فقد مر النبي مرة على حمار قد وسم في وجهه من خلال الكي فقال: (لعن الله من وَسَمَهُ)، وكذلك النهي عن اتخاذها كراسي لفترة طويلة، وأن لا تستخدم هدفا لتعلم الرماية. قانونا، ورغم بعض النصوص الترتيبية التي تناولت القواعد التي يجب احترامها عند تربية الحوانات لغايات اقتصادية كتربية الماشية او رياضية كتربية الخيول او ثقافية كعرضها في حدائق الحيوانات او في المحميات فان المشرع لم يتجرأ الى حد الآن في سن قانون واضح وصريح يحدد حقوق الحيوان ويعاقب من يتعدى على تلك الحقوق. من المسالخ الى الشوارع... أقر في شهر اكتوبر من السنة الفارطة رئيس عمادة الأطباء البياطرة أحمد رجب بأن وضعية المسالخ، التي يعمل بها البياطرة "كارثية ومزرية وتبعث على الإنشغال". وحسب ما تحصلت عليه الشروق من شهادات فان الحيوان هو الضحية الاولى في هذا المشهد المزري. وحسب احد البياطرة الذي يراقب عمليات الذبح والسلخ في مسلخ بلدي يقع شمال العاصمة فان الطرق المتبعة في نقل الدواب ترتقي الى الجريمة. اذ يتم تكديس عشرات الدواب في عربات صغيرة تفتقد الى التهوئة اضافة الى عدم احترام الحد الادنى من شروط الصحة والنظافة. ذات المصدر كشف ان الشياه وخاصة الخيول والحمير والابقار يتم ضربها لتوجيهها نحو المكان المخصص لعملية الذبح وفي غالب الاحيان تكون هذه الحيوانات في حالة اغماء او قد تكون ميتة قبل ذبحها. وبين سعي الدولة في توفير السلامة للمواطنين ضد الحيوانات السائبة وبين ما تتطلبه هذه المهمة من شروط، لازال استعمال البلديات للرصاص الحي للتخلص خاصة من الكلاب يثير حفيظة الجمعيات والمنظمات الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الحيوان في تونس وفي الخارج. اتهامات جلب اعتماد المصالح الصحية التابعة للبلديات على الاسلحة النارية للقضاء على الحيوانات السائبة وخاصة الكلاب والقطط لتونس الكثير من النقد محليا ودوليا. حتى ان منظمة امريكية غير حكومية اتهمت بلادنا بإبادة الحيوانات من خلال قتلهم بطرق وحشية. وكنا في مقالات سابقة تعرضنا الى هذه الانتقادات اذ وامام ما يقترف في حق الحيوان. شهدت تونس تحركات قادها الآلاف من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي والجمعيات الناشطة في مجال حماية الحيوانات وتوّجت بوقفة احتجاجية يوم 29 ماي 2016 أمام المسرح البلدي بتونس العاصمة. واتهم المتظاهرون الدولة التونسية صراحة بمسؤوليتها في إبادة الحيوانات. كما طالبوا بوقف قتل الحيوانات السائبة وإيجاد حلول أكثر انسانية للتصدي لهذه الظاهرة وتفعيل قانون حماية الحيوانات. الى ذلك دخل الأطباء البياطرة على الخط معبرين عن استعدادهم للتطوع من أجل تقديم التلاقيح والعناية اللازمة لهذه الحيوانات. كما عرفت العاصمة السويدية ستوكهولم وقفة احتجاجية أمام سفارة تونس نظمها نشطاء من الجالية التونسية بالتنسيق مع جمعيات للتنديد بقتل الحيوانات في تونس. يذكر ان تونس تعد 1900 بيطري يمارسون في القطاعين الخاص والعام. وحسب عديد الجمعيات، يتم القضاء سنويا في تونس ما يزيد عن 10 آلاف بين كلاب وقطط.