أكد الكاتب والمحلل السياسي الكردي زيد سفوك في لقاء مع الشروق ان الانتخابات العراقية الاخيرة لم تخرج البلاد من سيطرة القوى الاقليمية مشيرا الى أن العراق محكوم عبر توافق امريكي وايراني معتبرا ان الدعوات الى تشكيل حكومة تكنوقراط في بغداد ضرب من الخيال . تونس-الشروق : واعتبر الخبير في الشؤون العراقية والكردستانية ان تطهير العراق بشكل نهائية من التنظيمات الارهابية وعلى رأسهم داعش قد يستغرق سنوات اخرى .كما كشف زيد سفوك ان الرئيس العراقي الجديد صديق قديم لسوريا وقد يعيد العلاقات الى مجراها الطبيعي ويكسر الحصار العربي المفروض على سوريا منذ سنوات . وفي ما يلي نص الحوار: الرئيس العراقي الجديد كلف عادل عبد المهدي بتشكيل حكومة والاخير وعد بأن تكون حكومة تكنوقراط، فهل يستطيع المهدي بحسب رايكم ان ينجح في هذه المهمة امام الضغط القوي من قبل لوبي الكتل ورجال الدين والسياسة والقوى الاقليمية ؟ حكومة تكنوقراط داخل العراق الحالي هو ضرب من الخيال ، ليس بمقدور رئيس أي حكومة في العراق تعيين وزراء بمفرده ، الهدف من هذا الطرح تجميل القادم بأنه سيكون افضل مما سبق وارضاء الشارع العراقي والكردي ، الاتفاق المبطن الذي جرى يلزمه هدوء وعدم اثارة اية مظاهرات او اعتصامات وتفادي الغضب الشعبي في الوقت الراهن ، استطيع تسمية ما جرى بإبرة مسكن للألم وليس علاجا . وضع رئيس الحكومة العراقي الجديد موقعا الكترونيا لاختيار الوزراء ووصل عدد الوزراء المترشحين الى 36 الف شخص . كيف تقبل الشعب والنخب في العراق هذه الالية الجديدة وما هو مدى نجاعتها وفق تقديركم ؟ الشرق الاوسط لم يصل الى هذه الحضارة المتقدمة ، هذا منافي للواقع والغرض منه تهميش بعض الاحزاب والكتل السياسية من التدخل في القرار داخل الدولة ،التعيينات مجهزة وموزعة مسبقا كحال الرؤساء الثلاث لم يبق سوى اعلان الاسماء . بماذا اختلفت اذن الانتخابات العراقية الاخيرة عن غيرها، وما تقييمكم لفوز الاستاذ برهم صالح برئاسة العراق؟ الاختلاف كان واضحا جدا ،لم تسبق الانتخابات دعاية اعلامية او تبادل زيارات والحصول على دعم من اي جهة داخلية او خارجية ، تعيين رئيس الجمهورية والحكومة والبرلمان جاء بتوافق امريكي ايراني وبطريقة هادئة وسلسة، اما بالنسبة لفوز السيد برهم صالح تحديدا فقد كان متوقعا ، الحزب الديمقراطي الكردستاني رغم الاعلان عن مرشحه منافسا لصالح الا انه لم يعط اي اهميه لفوزه ، اعتقد أنه كان يعلم بما تم الاتفاق عليه مسبقا وكان ترشحه فقط بروتوكوليا لا أكثر . تلقى الرئيس العراقي الجديد قبل يومين رسالة تهنئة من نظيره السوري بشار الأسد هل تعتقد ان هذا التطور يأتي في اطار تطبيع العلاقات بين سورياوالعراق ؟ العلاقات لم تنقطع بين البلدين ، هناك جمود فقط ، سوريا ليست بحاجة للعراق في الوقت الراهن ولا يوجد لها مكان في الصراع الحالي ، اللقاءات الدبلوماسية ستتكثف بينهم في المرحلة المقبلة ولا سيما ان الرئيس برهم صالح هو قيادي نشط من الاتحاد الوطني الكردستاني وعلاقة الحزب مع القصر الرئاسي في دمشق متينه وقديمة متجددة. هل تعتقد ان العراق قادر اليوم على الخروج من الجلباب الامريكي وان يعود الى دوره المحوري في الوطن العربي الذي افتقده منذ سنوات خاصة بعد الاحتلال الامريكي للعراق؟ العراق يلزمه عقود من الزمن للعودة الى الحاضنة العربية ، اصبح تابعا بالوكالة لقوى اقليمية ، والاخيرة علاقاتها سيئة الى ابعد الحدود مع العرب ، ثم ان الخلاف بين اربيل وبغداد هو عائق ايضا ، لا بد ان تكون متوافقة داخليا ومطبقة للدستور والقوانين حتى يتم قبولها خارجيا ،ثم ان ولاية ايران عليها يعطي الشرعية للأمريكان بتواجدهم ، وغالبا الاثنان متساويان في الامر ، الوضع شائك الى ابعد الحدود ولا ارى اية حلول في المنظور القريب ، فكل ما يهم امريكا بالوقت الحالي هو حماية ظهرها من خلف «العراق « لحين انتهاء مشاريعها في سوريا . برأيكم كم يلزم من الوقت لتطهير العراق من التنظيمات الارهابية وعلى رأسهم «داعش» الارهابي ؟ هذا التنظيم مهمته الاساسية كانت في رفع سقف ديون دول الشرق الاوسط للنظام الرأسمالي العالمي وبالتالي انهيار القيمة الحقيقية لخزائنهم الباطنية، ومن ثم جعل الشرق مخيما لكل من بداخله غريزة اجراميه وينوي افراغها ، وانتهاؤه كان مرهونا بقرار دولي من القوى العظمى، الا ان تركيا وقوى اخرى استحوذت على نقاط القيادة ووجهتهم لمصالحها نتيجة ضعف تنظيماتهم الاساسية في تنفيذ مآربهم كالاخوان المسلمين وفيما بعد الحشد الشعبي وغيرها ، باعتقادي واتمنى ان اكون مخطئا لا استبعد عشر سنوات اخرى في اقل تقدير ، فداعش اليوم يحمل ذات الاسم ، قد نرى فيما بعد اسم آخر ، القضية اصبحت مرتبطة بالتطرف الفكري وتحتاج المنطقة برمتها الى ثقافة الوعي اكثر من السلاح ، السلاح يحتاج الى ذخائر الغرب مما يعني الرضوخ ، اما الثقافة فهي ملك العقل أي الحرية المطلقة في نشر الامان والمحبة والشراكة بين شعوب المنطقة . تقاسم الرئاسات الثلاث في العراق.. هل بات عرفا ثابتا؟ تونس (الشروق) منذ الاحتلال الامريكي الغاشم للعراق اصبحت الرئاسات الثلاث في هذا البلد قائمة على المحاصصة الطائفية حيث ان كل طائفة تتمسك بإحدى هذه الرئاسات في عرف اصبح شبه رسمي . ولم يثبت في الدستور العراقي، الذي كتب عقب الغزو الأمريكي للبلاد، تقسيمات طائفية في تقاسم مناصب الرئاسات الثلاث للبلاد، وهي رئاسة مجلس الوزراء، ورئاسة الجمهورية، ورئاسة مجلس النواب. ومنذ تشكيل أول حكومة انتقالية عام 2004، فقد تسلم الشيعة رئاسة مجلس الوزراء ورئيسها إياد علاوي (شيعي عربي)، فيما كان رئيسا للعراق غازي عجيل الياور (سني عربي)، وفؤاد معصوم (كردي) رئيس العراق الحالي، رئيسا للبرلمان. ومنذ ذلك الوقت والمحاصصة على ما هي عليه .