شهد موسم التمور 2018 / 2019 بجهة الجريد انخفاضا في الكمّ وتحسّنا في الجودة مقارنة بالموسم الفارط فالتقديرات الأولية لإنتاج التمور حسب تصريح المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية بتوزر يوسف عزابو بلغت حوالي 58,7 ألف طن. توزر (الشروق) وتمّ تسجيل نقص في الكمية بحوالي 16 % مقارنة بالموسم المنقضي والذي بلغت كمية التمور فيه حوالي 68 ألف طن وانطلقت البيوعات بأسعار مشجعة على رؤوس النخيل منذ منتصف شهر جوان المنقضي وهي سابقة في تاريخ الواحات بالجهة بسبب تزاحم المصدرين على الشراءات وبأسعار مرتفعة مقارنة بالموسم الفارط والمتراوحة هذه السنة بين 2000 مليم و3500 مليم الكلغ الواحد. انطلقت الاستعدادات للموسم الحالي حسب تصريح المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية بتوزر يوسف عزابو عند انتهاء الجني خلال الموسم المنقضي بالانطلاق في تنظيف الواحات وتمّ تنظيف حوالي 6000 هكتار من مساحة 8500 هكتار مناطق سقوية عمومية أي بنسبة 70 % وذلك بإزالة فواضل التمور والنخيل وأشجار الرمان والجريد اليابس واستعمال الناموسية خلال الفترات المتداولة والتحكّم في عملية تخزين التمور بعد جنيها بتهيئة المخازن وتنظيفها بهدف التقليص من نسبة الإصابة بدودة التّمر والحصول على منتوج جيّد والمراهنة على التصدير والنهوض به. موسم التصدير خلال النصف الأوّل من شهر أكتوبر من كلّ سنة تنعقد جلسة على مستوى وطني يتمّ من خلالها الإعلان عن انطلاق موسم تصدير التمور وفي جهة توزر يبلغ عدد المؤسسات الحاصلة على ترخيص للتصدير 24 وحدة تكييف وتصدير التمور والتي تمثل نسبة حوالي 21 % من الكمية و23 % من حيث القيمة من مجموع الصادرات على المستوى الوطني وهي 129 ألف طن إلى حدّ الآن بعائدات 762 مليون دينار وبالنسبة لولاية توزر فهي 27220 طن بعائدات 173,6 مليون دينار أما مخازن التبريد لدى الخواص من فلاحين وتجّار فهي في حدود 180 ألف وحدة بطاقة خزن قاربت 30 ألف طن. شهدت جهة الجريد خلال شهري مارس وأفريل أي فترة تلقيح العراجين انخفاضا في درجات الحرارة أدّى إلى وجود نسبة من الثمار غير الملقحة والمعروفة باسم "الصّيش" وتبيّن الأرقام المتوفرة من المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بتوزر أنّه تمّ هذا الموسم تلقيح 13,6 مليون عرجون منها 8,8 مليون عرجون صنف دقلة نور علما وأنه خلال الموسم الفارط تمّ تلقيح حوالي 15 مليون عرجون منها 10 مليون عرجون دقلة نور ولئن انخفض كمّ الصّابة الحالية فإنّها شهدت تحسّنا في الجودة. تبلغ درجة تقدّم النضج داخل العرجون بالنسبة لدقلة النّور 15 % في الواحات القديمة و30 % بالإحيائات الجديدة ولم تنطلق بعد عملية الجني وبالنسبة للأصناف الأخرى بلغت درجة النضج 100 % ونسبة الجني 75 % إلى حدود يوم 16 سبتمبر في حين تقدّر درجة نضج تمور العليق وأخوات العليق ب30 % نقص اليد العاملة المختصة عبّر الفلاح عامر الحامي صاحب مقسم بواحة ذراع الجنوب إيحاءات جديدة بنفطة والتي تمسح 200 هكتار ويستغلها 100 فلاح عن ارتياحه للموسم الحالي ووصفه بالفريد فالبيوعات قال إنّها تمّت بصفة مبكّرة وبثمن معقول والتغليف بنسبة 100 % في ضيعة مقسمه والتمور سليمة وتمّ البيع بصفة مبكرة إلا أنّ التقلبات المناخية خلال فترة التلقيح أدت إلى عدم تلقيح نسبة في حدود 5 % من المنتوج والمعروفة محليا باسم " الصّيش " . وأيّده أحمد عصامي فلاح بالواحة القديمة بدقاش فهو يعتبر الموسم الحالي جيّدا فالأسعار قال إنها تغطي هذا الموسم كلفة الإنتاج لكنّها تتضاعف من يوم لآخر بسبب شيخوخة الواحة القديمة ونقص الإنتاج والنقص الفادح لليد العاملة المختصّة ,فتلقيح النخلة الواحدة ب03 دينار وتعديل عراجينها ب06 دينار وتغليفها ب05 دينار وقطع عراجينها ب10 دينار دون احتساب ثمن مياه الري وهي 500 دينار للساعة الواحدة والتنظيف ومعدّل إنتاج النخلة الواحدة حوالي 35 كغ أي أنّ الكلفة تقارب الانتاج ويخشى الفلاح أن تتجاوز المصاريف كلفة الإنتاج بسبب نفور الخمّاسة عن الواحة فمنظومة الخمّاسة على وشك الانقراض والنقص في اليد العاملة المختصة في الواحات وتدخّل الدولة ضروري لتحديد سعر تفاضلي للطاقة الكهربائية المخصّصة لمياه الريّ. وانجرّ عن ظاهرة إهمال الواحة القديمة تكاثر للخنزير الوحشي وهو خطر على الفلاّح والمغروسات والنباتات ولحماية الواحة القديمة بدقاش من الأخطار المهددة لها قال عصامي إنه وعدد من الفلاحين يعتزمون تأسيس جمعية لحماية الواحة بدقاش ودعا إلى تفعيل الهيكل الخاص بتأمين العملة الفلاحيين في قطاع النخيل فحوادث السقوط من النخيل متعدّدة وخاصة في الواحة القديمة كما دعا السلطات الأمنية إلى تكثيف حملاتهم وعمليات المراقبة خاصة في مداخل الواحات لكثرة عمليات سرقة التمور في فترة الجني وخاصة هذا الموسم لارتفاع الطلب والثمن. وأشار إلى أنّ البيوعات على رؤوس النخيل في الواحة القديمة بلغت 95 % حسب تقديره وينتظر فلاحو دقاش من المجمع المهني المشترك للغلال الإحاطة الكاملة في مختلف المراحل بتوفير القدر الكافي من الناموسية فهي حسب قوله لا تفي بالحاجة وتوفير الصناديق لجمع المحصول وتحديد سعر يراعي كلفة الإنتاج. وعبّر العديد من الفلاحين عن تذمّرهم من ارتفاع كلفة الإنتاج الناجمة عن النقص في اليد العاملة المختصّة فالأجور في قطاع التمور تتراوح بين 50 دينارا و70 دينارا لمدّة عمل خمس ساعات يوميا للقطّاع وبين 30 و50 دينارا لبقية العملة وأكّدوا بدورهم على ضرورة تأمين عملة قطاع التمور. نقص مياه الريّ قال رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري بتوزر عارف ناجي إنّ الموسم الحالي تأثّر بنقص مياه الريّ لعدم وجود مضخّات الآبار منذ أربع سنوات بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بتوزر وأحدثت آبار جديدة مشبوهة في تجهيزاتها بعد الثورة فلم تتجاوز السنتين وتعطّبت وهنالك فلاحون دورتهم المائية في حدود 30 يوما ,وطالب بفتح تحقيق في حالة الآبار والتي أرجع المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية بتوزر اشكالياتها إلى الصعوبات على مستوى الانجاز خاصة مع المقاولات ممّا ينتج عنه تأخير في انجاز الآبار وهي حسب قوله تقوم المندوبية بمجهودات وتسهر على انجاز ما يتمّ برمجته في أقرب الآجال واتّهم عارف ناجي السّلط والمصالح المعنية باللامبالاة وعدم المصداقية وقال إنّ كاتب الدولة للموارد المائية وعده بزيارة الجهة في أوّل رمضان المنقضي أمام والي الجهة ورئيس منظمة وطنية إلا أنّه لم يف بوعده. وتمثل ما يسمّى بالتوسعات غير الشرعية وهي في حدود 6000 هكتار بجهة توزر حسب تصريح عارف ناجي مشكلا حقيقيا لعدد هام من الفلاحين فهذه التوسعات غير داخلة في دورة الإنتاج وينتظر فلاّحوها تسوية وضعياتهم العقارية ليتمكنوا من ريّها ضمن الدورة المائية والبعض لهم مقاسم توسعات منذ أكثر من 20 سنة وينتظرون منحهم حجج رسمية. وأبدى عارف ناجي ارتياحه للبيوعات على رؤوس النخيل والأسعار وجودة التمور وأعرب في المقابل عن تخوّف الفلاحين من رفع الدعم عن الناموسية فهذه السنة هنالك زيادة في سعر الناموسية الواحدة ب200 مليم وستصل الزيادة إلى 400 مليم خلال السنة المقبلة ليصبح ثمن الناموسية دينار واحد وعبّر عن استيائه من طريقة التفويت فيها فهي يستفيد منها المصدّرون حسب أهوائهم والمفروض التنسيق مع كلّ الأطراف المتداخلة قبل توزيعها حسب قوله.