لكلّ بلاد هاماتها وقاماتها ولكل وطن ركائزه وثوابته التي يحافظ عليها مواطنوه ويمنعون التعرض لها كما يصدون محاولات تشويهها أو الإساءة إليها... وذلك لأن التعدي على تلك الرموز هو إساءة للوطن الذين هم من صميمه وفي العالم المتقدم زاد تثمين الأسماء المهمة التي صنعت التاريخ وحتى تلك التي ترفد الحاضر بإسهاماتها وبفيض دعمها الذي لا ينتهي أمام العالم المتخلف فإن السياسة المهترئة والتجاذبات العقيمة قد أفسدت وشوّهت تقريبا سائر المجالات ووصل أذاها حتى إلى القامات الراسخة وذلك لأن الضرب صار في كل الاتجاهات وبدون هوادة. والمؤسف أن المرحلة التي تعيشها بلادنا شاحبة وكئيبة وطال فيها الأذى وقلة الاحترام بما في ذلك أعلامنا. بل ان هناك من صوّرت له أوهامه أو ربما مكره وخبثه النافع ضارا والمتمكن عاجزا فصار عدوا للناجحين وسيفا مسلطا على رقاب المبدعين دون أن تكون له وظيفة في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ بلادنا غير العناد والإفساد. ولحسن الحظ أن بلادنا لا تعدم أصحاب الضمائر الحية ولا المخلصين لوطنهم أولئك الذين يظلون يمثلون صمام الأمان وجدار الأمل الذي تتكسّر على صخوره محاولات أولئك البائسين. ولقد أسلفت هذا القول واستحضرته وأنا أتابع عن كثب المحاولات المحمومة والساذجة والمقصود من ورائها الإساءة إلى السيد أحمد فريعة وجرّه إلى مربع العدالة الانتقامية بكل ما تعنيه من تضليل وزرع بذور الفتنة والكراهية من قبل هيئة ظننا أنها حلّت وانحلّت وانتهى أذاها إلى غير رجعة. غير أنها ظلّت مثل الكائن الهلامي الثقيل الذي لا نرى منه ولا نسمع عنه إلا ما يثير الضر وما يزرع الشرّ. ولقد عرفت السيد أحمد فريعة العالم الجليل والرجل المهذب الذي يتسارع إلى مجالسته الجهابذة والموهوبون والأقطاب والعلماء. فكيف لمثل هذه الهيئة أن تفعل ما فعلت؟ وأنى لها أن تبحث عن الحقيقة والكرامة وهي التي ضيعت مقصدهما؟ إن سمعة أحمد فريعة ومكانته ترتقي به إلى مرتبة الأعلام نظرا إلى قيمته وأخلاقه ا لرفيعة وتحيّزه للعلم ورغبته الكبيرة والدائمة في خدمته من بوابة المعرفة والتمكين للمهارة والثقافة...