بمناسبة افتتاح المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بقبلي والدورة الثالثة عشرة لمهرجان دوز العربي للفن الرابع صدر كتاب بعنوان ذاكرة نفزاوة المسرحية . تونس (الشروق) منطقة نفزاوة ( ولاية قبلي ) منطقة عريقة في التاريخ التونسي مر بها عقبة ابن نافع وهي بوابة الصحراء الكبرى وقد مر بها الرحّالة مثل البكري والتيجاني وكتبوا عن قراها اسفل شط الجريد كما كانت من المناطق التي ساهمت في الحركة الثقافية والفنية وفي مكافحة الاستعمار وبناء الدولة ويكفي ان نتذكر المرحومين محمد وعلي المرزوقي والمرحوم الطيب المرزوقي الذي كان من رواد الصحافة التونسية وغيرهم من اساتذة وشيوخ الجامع الاعظم واوائل القضاة اذ اسهمت هذه المنطقةفي تاريخ القضاء في تونس. هذا الحضور لنفزاوة في تاريخ غاب عنه الحضور المسرحي وظلت التجربة المسرحية في تونس مجهولة وهو الجهد الذي قام به المسرحي مكرم السنهوري المدير الفني للمركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بقبلي من خلال كتابه ذاكرة نفزاوة المسرحية تاريخ واعلام الذي صدر منذ ايام. هذا الكتاب قدمه الدكتور محمود الماجري وَمِمَّا جاء في تقديمه : ان لفرادة التجربة المسرحية بجهة نفزاوة على غرار ما تتميز به كل جهات الوطن الاخرى ما يؤهلها لان تكون مثالا قابلا للدرس والتمحيص لانها نشات بفعل المراهنة على المحلي الى ان تطورت شيئا فشيئا ليكون لها ما يميزها عن غيرها من التجارب « ويضيف « هذا التاليف على صغر حجمه ينبه القائمين على الشأن الثقافي بجميع انتماءاتهم رسميين كانوا او غيرهم ومن مشرفين على مؤسسات انتاج مسرحي عامة او خاصة وكذلك الناشرين والباحثين ان الذاكرة المحلية التي تمثل العمق الحقيقي للبلاد ومن ورائها الذاكرة الوطنية المتعلقة بالمسرح بصدد التلاشي والاندثار لو لم يتم التعجيل بالمحافظة عليها». ينطلق المسرحي مكرم السنهوري في كتابه من سنة 1948 تاريخ تاسيس اول جمعية وهي جمعية الشباب المرزوقي التي بادر بتاسيسها مجموعة من طلبة جامع الزيتونة ومن اشهر مسرحيات الجمعية اسلام عمر الحجاج بن يوسف الام مدرسة حَنْبعل وغيرها وظل هذا النشاط متقطعا مرورا بمرحلة الستينات والسبعينات الى ان تاسست فرقة بلدية دوز للتمثيل بعد عودة الفنان منصور الصغير من ليبيا سنة 1985 ولم تبدأ الفرقة في عملها وكان اول عمل لها رجوع الغائب سنة 1990 للتواصل اعمالها بمعدل عمل جديد كل عامين تقريبا لتكون بذلك العمود الفقري للتجربة المسرحية التي توجتها بتاسيس فضاء دار المسرح والفنون وتاسيس مهرجان دوز العربي للفن الرابع سنة 2005 . وتدعم النشاط المسرحي في قبلي بتاسيس جمعيات اخرى مثل جمعية الصم والبكم وجمعية المسرح النفزاوي وجمعية مسرح المدينة في جمنة وجمعية الواحات بشنني وجمعية قناديل المسرح بسوق الاحد وجمعية همس للفنون بالقلعة كما تزعمت بتاسيس الشركات الخاصة مثل فن الضفتين بدوز وصالح للفنون كما توقف الباحث عن تجربة المسرح المدرسي وخصص ملحقا لاعلام المسرح في نفزاوة بتقديمهم. اهمية هذا الكتاب انه يوثق لتجربة مسرحية مهملة ومنسية في منطقة بعيدة عن المراكز التقليدية لكنها نجحت في ان تكون حاضرة في المشهد المسرحي في تونس .