أكدت النجمة العربية التونسية هند صبري أنها منشغلة في هذه الفترة بتصوير دورها في فيلم تونسي جديد لهند بوجمعة، مشددة على أن شكل الشخصية منعها من حضور أيام قرطاج السينمائية. تغيبت عن أيام قرطاج السينمائية لأجل «نورا» * هناك أزمة إنتاجية في الدراما المصرية والتونسية * تونس – «الشروق» – : أثار حضور الفنانة التونسية المقيمة بمصر هند صبري، بتونس منذ فترة، وعدم حضورها فعاليات أيام قرطاج السينمائية في دورتها الأخيرة، عديد التساؤلات، والتأويلات، لكن هند صبري شددت في حوارها مع «الشروق» أن السبب الوحيد لعدم حضورها المهرجان، هو عدم كشف «لوك» شخصيتها في فيلم «نورا تحلم» لهند بوجمعة، الذي يجري تصويره منذ فترة، لتكون هذه المشاركة لهند صبري، هي الثانية بعد سنتين من تصويرها فيلم «زهرة حلب» للمخرج رضا الباهي، «الشروق» التقت هند صبري في الحوار التالي: * رغم تواجدك بتونس تغيبت عن حفلي افتتاح واختتام أيام قرطاج السينمائية، فهل أنت غير مدعوة مثلا؟ - تغيبت عن «الأيام» لسبب وحيد لا غير وهو أنني بصدد تصوير دوري في الفيلم الروائي الطويل الأول للمخرجة الشابة هند بوجمعة، واخترت أن لا «أحرق» «لوك» الشخصية التي أجسدها، وإخفاء شكل الشخصية، ولا يوجد سبب آخر، علما وأنني أحب السيد نجيب عياد مدير المهرجان وتربطني به علاقة طيبة وبالمناسبة أتمنى له التوفيق في مهمته. * هل من لمحة عن فيلم «نورا تحلم» وعن الشخصية التي تجسدينها في هذا الفيلم؟ - الفيلم كما ذكرتم عنوانه «نورا تحلم» من تأليف وإخراج المخرجة الشابة «هند بوجمعة»، التي سبق لها أن أخرجت أفلاماعلى غرار «يا منعاش» و»روميو وجولييت»، إنتاج شركة بروبقندا (عماد مرزوق)، حاليا يجري التصوير بمنطقة جبل الجلود، وبصراحة لا يمكنني إضافة الكثير حفاظا على عنصر التشويق إلى أن ينتهي على الأقل تصوير الفيلم، لكن ما أؤكده أن هذه التجربة الجديدة في السينما التونسية، ممتعة بالنسبة لي، ومعي في الفيلم، كل من لطفي العبدلي وحكيم بن مسعود وإيمان الشريف وجمال ساسي، وأنا سعيدة بالتعامل مع هؤلاء الممثلين المحترفين، وما أؤكده هو أن قصة الفيلم هي قصة تونسية «برشا»، وتتناول معاناة المرأة الكادحة. * بعد فيلم «الكنز» بجزأيه وفيلم «زهرة حلب» تعودين هذه السنة بفلمين «نورا تحلم» في تونس، والجزء الثاني من فيلم «الفيل الأزرق» في مصر، مقابل حضور غير مكثف في الدراما المصرية؟ - صحيح انضممت إلى أبطال فيلم «الفيل الأزرق» في جزئه الثاني، إلى جانب فيلم «نورا تحلم»، وصحيح أيضا أن حضوري الدرامي محدود في السنوات الأخيرة، وذلك يعود لأسباب فنية وأخرى عائلية، ففنيا كل سنة انشغل قرابة 6 أشهر في التصوير، لاخرج في عمل جيد، وبالتالي احتاج قسطا من الراحة، هذا إلى جانب كوني خصصت وقتا لعائلتي، بعد إنجابي لبنتين في 07 سنوات. * وما حقيقة انسحابك من مسلسل «جميلة وابن السلطان» للمخرجة المصرية كاملة أبو ذكري؟ - لم أنسحب، لكن مازلنا لا نعرف هل سنصوره هذه السنة أم سنؤجل التصوير، وذلك لوجود مشاكل وتحديات إنتاجية كبيرة، إذ هناك نقص في التسويق، ويمكن الإقرار في هذا الإطار بأن هناك تغييرات جذرية في سوق الدراما في مصر كما في تونس وفي العالم العربي... * هل يمكن أن يكون غزو الدراما التركية للفضاءات العربية، من أسباب هذا التراجع للسوق المصرية خاصة؟ - لا أعتقد ذلك، خاصة وأن الجمهور أو المشاهد، يحبذ مشاهدة إنتاج درامي قريب منه على كل المستويات، لكن هناك كما أسلفت الذكر تغييرات جذرية في السوق، منها الصناعة وارتفاع الأجور، وليست المسألة مسألة طلب. * هل ثمة عروض للمشاركة في مسلسل تونسي؟ - لا، لم يعرض علي العمل في مسلسل تونسي، وعلى حد علمي سوق الدراما في تونس هي الأخرى تعاني من الفقر الإنتاجي، وكل شيء يبرمج في توقيت متأخر وينجز العمل بطريقة متسرعة، وبالتالي معيار الجودة سيكون مفقودا... * ما يبنيه الفن والثقافة في البلدان العربية تهدمه الكرة.. ما تعليقك على هذا القول (قبيل انطلاق مباراة نهائي كأس إفريقيا بين الترجي الرياضي التونسي والأهلي المصري)؟ - لدي ثقة كبيرة في الجماهير التونسية، وتشعر بعد مباراة الذهاب، أن هناك من ينفخ في المشكل لمصالحه أو لمصالح أخرى، لكن في اعتقادي كانت مباراة جميلة و الروح الرياضية حاضرة فيها، دون مشاكل تذكر، رغم أن الكرة تبقى متنفسا لدى الناس، وهذا المعطى خطير وجميل في نفس الوقت، عموما ثقتي كبيرة في الجماهير، والدليل أن الجزائر ومصر لم تؤثر في علاقتهما كبلدين شقيقين، مباراة كرة قدم. * هل تراودك فكرة التنشيط التلفزي، وهل ثمة عروض في هذا الصدد؟ - أجل ثمة عروض، وتراودني هذه الفكرة منذ فترة، لأن فيها علاقة أخرى مع الناس (الجمهور)، مبنية على الحقيقة والواقع أكثر، لكن التنشيط يراودني ببعد عربي، لتكون القاعدة الجماهيرية للبرنامج الذي أقدمه أكبر، فأنا أؤمن أننا كعرب الأشياء التي تقربنا أكثر من الأشياء التي تبعدنا وتفرقنا. * بلغت الشهرة العربية، فهل تطمحين إلى العالمية، خاصة وأنك فنانة مثقفة وتجيدين أكثر من لغة؟ - أجل أسعى إلى ذلك ولا أتردد في خوض كاستينغ أعمال عالمية ، لكنني أؤمن بالقدر، وقد تكون المسألة قريبة أو مؤجلة إلى وقت لاحق، وحتى إن لم تحدث فإنني فخورة بما قدمته إلى حد الآن، فمن الصعب أن تفرض نفسك في بلادك، في أجواء لا تخلو من الغيرة والحسد، ثم تصبح نجما عربيا... * أنت من الفنانين الذين لا يترددون في إبداء مواقفهم تجاه ما يحصل في الشأن السياسي، فما رأيك في الراهن السياسي والاجتماعي التونسي؟ - لا أتكلم في السياسة، ولا أفهم فيها، وأخطأت في عدة مواقف في السابق، لذلك خيرت أن أبدي موقفا مرة أخرى (قاطعناها: ما هي رسالتك للتونسيين؟) وما أقوله للتونسيين: «ما نسيبوش.. ما نسلموش.. ما نستقيلوش..».