استأثر اقتراح رجل الأعمال التونسي اليهودي روني الطرابلسي في منصب وزير السياحة بأغلب تدخلات النواب خلال الجلسة العامة المخصصة لمناقشة التعديل الوزاري الذي أعلن عنه رئيس الحكومة، يوسف الشاهد ولاحظ النواب المعارضون للتحوير وللحكومة ككل أن روني الطرابلسي ولئن كان تونسيا فإنه دافع في العديد من المناسبات عن الكيان الصهيوني ولهذا السبب لا يمكنه أن يكون وزيرا مشيرين إلى أن الإختلاف معه ليس حول ديانته ولكن حول توجهاته وتصريحاته .. والغريب ان كل تلك النقاشات الحامية من النواب المعارضين لم تشفع بدليل ملموس حول تبني اليهودي التونسي للصهيونية او دفاعه عنها واعتقد ان الرجل دخل مربع التجاذبات السياسية مكرها اذ لم تطاله تلك الاتهامات الا لانه مختار من طرف الشاهد في وقت تسعى فيه بعض الاطراف الى عرقلة التحوير الوزاري واستدامة حالة العطالة التي تعرفها البلاد بسبب التنافر الذي صار معلنا بين رئاستي الجمهورية والحكومة .. الغريب ايضا وكسائر جلسات البرلمان التي يتعالى فيها صراخ النواب لم يهتم احد بقدرات روني الطرابلسي في مجاله اي السياحة ولم يهتم احد الى ان الرجل في كل سنة يساهم في انجاح موسم الحج الى الكنيس اليهودي الغريبة بجزيرة جربة الذي يعد محرارا صادقا يترجم وضعية السياحة التونسية فان نجح نجح الموسم ككل وان فشل فان فنادقنا ستبقى «خاوية على عروشها» تنتظر سياحا ياتون وجيوبهم يصفر فيها الريح ويكتفون بالاكل والشرب والتمتع بخيرات بلادنا خاصة منها المدعومة ثم يغادرون الى بلدانهم دون ان يتركوا في خزينة الدولة من العملة الصعبة ما به يمكنها مجابهة محتلف التحديات التي تعاني منها تونس .. لقد اهمل النواب المعارضون لتعيين روني الطرابلسي وزيرا للسياحة انه رجل أعمال تونسي يهودي مقيم بفرنسا وان والده بيريز الطرابلسي رئيس الجمعية اليهودية التونسية التي تشرف على الانشطة المرتبطة بكنيس الغريبة وانه اي روني الطرابلسي هو الرئيس التنفيذي لشركة Royal First Travelالعملاقة في مجالها والتي تقدّم خدمات سياحيّة لنحو 300 ألف مسافر سنويًّا كما يمتلك العديد من وكالات الأسفار العالمية وهو من أهم مزودي السياح للسوق المغاربية كما انه ناشط في هياكل سياحية تونسية وهو أحد أكبر رجال الأعمال التونسيين في فرنسا وأوروبا اي بالمختصر المفيد ان هذا الرجل سيساهم في القضاء على اهم معضلة تعترض سياحتنا وهي استقطاب السياح القادرين على الانفاق فهو قادر على لان يسوق للسياحة التونسية كافضل ما يكون خاصة ان هذا الدور الحساسا محمول على وكالات الاسفار ولطالما تعاقدنا مع اكبرها في العالم دون فائدة تذكر .. كما ان عمل الطرابلسي لسنوات في مجال السياحة مع ارقى انواع السياح يمكنه من الاطلاع على ما يرغبون في توفره في البلدان التي يزورونها وهو ما سيجعله يضع تصورا لتنويع المنتوجات السياحية التونسية الكثيرة والتي بقيت مهملة لاننا لم نقدر على حسن استثمارها لاستقطاب نوعيات جديدة مهمة من السياح وبقينا نبيع فقط البحر والشمس وكانهما موجودان فقط عندنا .. ان الفلاحة في تونس في حاجة الى فلاح مستنير يقود وزارتها عن قرب وجدانيا وكذلك الصناعة والمالية وغيرها خاصة ان المنطق يفرض اعطاء الخبز للخباز ليصنع الالذ والاطيب منه وان اعطيناه الى نجار او حداد فلن نأكل اصلا لان الطبخة ستحترق .. وهذه هي رغبة اطراف في تونس للاسف لا يرتاح لها بال الا اذا احرقت البلاد ناسية ان من يشعل النيران هو اول من ستطاله.