كشفت النيابة العامة السعودية، امس الخميس، نتائج التحقيقات بشأن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، في مقر القنصلية السعودية في إسطنبول والذي خلف جدلا واسعا. الرياض (وكالات) وأعلن وكيل النيابة العامة السعودية شلعان الشعلان في مؤتمر صحفي، تفاصيل عملية مقتل خاشقجي، بدءا من الآمر بتشكيل فريق لتنفيذها وانتهاء بمصير جثته. وقال الشعلان إن نائب رئيس الاستخبارات العامة السابق أمر بإعادة خاشقجي إلى السعودية من القنصلية في إسطنبول «بالرضا أو بالقوة». وأضاف أن «قائد مهمة استعادة خاشقجي أمر بقتله في حال لم يقبل العودة إلى السعودية». وقال: «تم قتل خاشقجي بعد عراك وشجار وتقييده وحقنه بجرعة مخدرة أدت إلى وفاته، ثم تمت تجزئة جثته». وأوضح الشعلان أن «التحقيقات بيّنت أن جثة خاشقجي تم تسليمها إلى متعاون في إسطنبول بعد تجزئتها. وقد توصلنا إلى رسم تشبيهي للمتعاون وسيتم تسليمه إلى الجانب التركي». وقال إن الكاميرات الأمنية في القنصلية تم تعطيلها من طرف شخص واحد. وأعلنت النيابة العامة التحقيق مع 21 شخصا، وتوجيه التهم إلى 11 شخصا في قضية مقتل خاشقجي، وطالبت بإعدام من أمر بجريمة القتل ومن نفذها وعددهم 5 أشخاص. وقال الشعلان إن «قائد المهمة أمر بتقديم تقرير كاذب بشأن خاشقجي»، مشيرا إلى «منع المستشار السابق الضالع في قضية خاشقجي من السفر حيث أنه قيد التحقيق». وطلبت النيابة العامة السعودية من تركيا شهادة الشهود، ونسخة من محتويات هاتفه النقال، ونسخة من الرسائل الإلكترونية والتسجيلات المحيطة بمبنى القنصلية. من جهة أخرى أعلن وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، امس، أن بيان السلطات السعودية بشأن مقتل جمال خاشقجي خطوة إيجابية لكنها غير كافية. وقال تشاووش أوغلو إنه ينبغي الكشف عن مكان جثة خاشقجي، مضيفا: «لا تزال هناك أسئلة بلا إجابات عن مكان جثة خاشقجي». كما أشار الوزير التركي إلى وجوب «الكشف عن الذين أمروا بقتل خاشقجي والمحرضين الحقيقيين وعدم إغلاق القضية بهذه الطريقة»، معربا عن عزم أنقرة على متابعة هذه القضية.وقال وزير خارجية تركيا: «سنواصل التعاون مع المجتمع الدولي في قضية خاشقجي». وعلى الجانب السعودي أكد وزير الخارجية عادل الجبير خلال مؤتمر صحفي، امس الخميس، أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ليس له أي علاقة بقضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي. وأضاف الوزير السعودي أن هناك أفرادا ارتكبوا أخطاء وستتم محاسبتهم على ذلك، مشيرا إلى أن التوجيهات واضحة في محاسبة كل من تسبب بمقتل خاشقجي وأن فريق التفاوض كذب في البداية بشأن مغادرة خاشقجي القنصلية في اسطنبول. وقال عادل الجبير إن تسييس قضية جمال خاشقجي تساهم في شق وحدة العالم الإسلامي. وصرح الدبلوماسي السعودي بأن هناك تواصلا مع الجانب التركي في التحقيقات وأن النائب العام ما زال في انتظار الحصول على المزيد من الأدلة من الجانب التركي، مبينا أن المملكة لا تغير مواقفها وأقوالها ولكنها تطور تصريحاتها بناء على نتائج التحقيق. وأضاف: «تم إيقاف 18 شخصا وإعفاء 6 مسؤولين واليوم أدين 11 شخصا وأحيلوا للمحاكمة في قضية خاشقجي». وأفاد الجبير بأن الرياض ترفض تدويل قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي، وأن لديها جهازا قضائيا فعالا، مشيرا إلى أن المملكة تتعرض لهجمة شرسة غير منطقية ولا أساس لها، وأن الإعلام القطري شن ولا يزال حملة منظمة ضد السعودية باستغلال القضية. النجل الأكبر لخاشقجي يتقبل العزاء في والده الرياض (وكالات) أعلن صلاح خاشقجي النجل الأكبر للصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي قتل يوم 2 أكتوبر الماضي بمقر قنصلية بلاده في اسطنبول التركية، أن مجلس عزاء والده سيقام هذا الأسبوع في جدة. وقال صلاح، في تغريدة نشرها امس على حسابه الرسمي في موقع «تويتر»، إن عزاء الفقيد سيقام من الجمعة إلى الأحد بمنزله في مدينة جدة السعودية. كما أضاف النجل الأكبر لجمال خاشقجي أن مجلس العزاء للسيدات سينظم أيضا في منزل الفقيد من الاثنين إلى الأربعاء الأسبوع المقبل.