تونس - الشروق: المنافسة على أشدها بين المرشحين للفوز برئاسة كتلة حركة النهضة في البرلمان , منافسة واجهتها الكتلة وارتداداتها تبلغ المكتب التنفيذي للحركة . ينتخب اليوم نواب حركة النهضة رئيسا للكتلة البرلمانية للحزب , وسيختار النواب , بين رئيس الكتلة حاليا , نورالدين البحيري , والنائب سمير ديلو , بعد ان تم الحديث عن ترشيح العديد من الأسماء في الفترة الأخيرة , منهم من خيّر الانسحاب باعتبار ادراك محدودية حظوظه ومنهم من رفض خوض هذه الانتخابات . البحيري وديلو لم يبق سوى نورالدين البحيري وسمير ديلو , مرشحين لهذا المنصب , عملا بالآليات القانونية التي تعتمدها الكتلة والتي تنص على مبدإ الترشيح , ومن المنتظر ان تكون المعركة على قيادة الكتلة على أشدها , خاصة وانها تلخص ما يحدث داخل الحركة من تنافس بين "التيار الإصلاحي "أو ما يسمى الحمائم , ويخوض هذا التيار معركة رئاسة الكتلة بمرشحه نورالدين البحيري . في حين يخوض «تيار الصقور» , هذه المعركة اعتمادا على النائب سمير ديلو , لكن التنافس على هذا المنصب , يمكن التعاطي معه في سياقين أساسيين , الأول سياق مباشر وهو الفوز بقيادة الكتلة , والثاني غير مباشر ويتعلق أساسا برهان الدخول الى المكتب التنفيذي للحركة . المكتب التنفيذي المكتب التنفيذي لحركة النهضة من المنتظر تغييره قريبا , و بدأ من الآن الحديث عن الأسماء التي يمكن ان تؤثث المكتب الجديد , الذي يمتلك رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي , سلطة اختيار عناصره , ولشورى الحركة سلطة تزكيتهم . وارتباطا بأن رئيس الكتلة البرلمانية للحركة ينضم بشكل مباشر لتركيبة المكتب , فان الفوز بهذا المنصب يعتبر إنجازا مهما بالنسبة للمرشحين له . الحصول على قيادة الكتلة , معطى جوهري في توسيع النفوذ , بالنسبة للتيار الإصلاحي وتيار الصقور , فحجز مساحة وتمثيلية اكبر في مؤسسات الحركة , هدف أساسي في الترشح الى كل المواقع سواء صلب مؤسسات الحزب المركزية والجهوية والمحلية .. او حتى في كتلته البرلمانية . سلطة مجلس الشورى ولئن كان راشد الغنوشي يمسك بمعظم خيوط اللعبة , في ملف اختيار أعضاء المكتب التنفيذي , فان سلطة مجلس الشورى الذي يمكنه تزكية كل من اختارهم الغنوشي او اسقاط بعضهم , تجعل المنافسة على أشدها , خاصة وان " تيار الصقور " يخشى من ان تكون تمثيليته ضعيفة في هذا الهيكل الهام في تركيبة الحركة , وهو ما يمكن ان يُفسّر الدفع بسمير ديلو لهذا المنصب , بالرغم من انه رفض عضوية المكتب التنفيذي في فترة سابقة . أما في ما يتعلق باختيار شخصية سمير ديلو تحديدا , فهي مرتبطة بالعديد من المعطيات , على رأسها محاولة الابتعاد عن المراهنة على شخصيات يعتبر انتماؤها لتيار الصقور , أمرا شديد الوضوح , وهي شخصيات فشلت في كسب الرهان في الدورة البرلمانية الثانية والثالثة والرابعة , وبالتالي وجب البحث عن أسماء اقل وضوحا في مستوى خياراتها داخل الحركة النظام الأساسي للحركة ينص الفصل 119 من النظام الأساسي لحركة النهضة , على ان «هياكل الكتلة هي الجلسة العامة للكتلة ورئاسة الكتلة ومكتب الكتلة وأعضاء الكتلة في هياكل مجلس نواب الشعب ولجانه التشريعية والخاصة والمنسقين. تنتخب الكتلة في جلسة عامة تعقد تحت إشراف المكتب التنفيذي للحزب ثلاثة من أعضائها لرئاستها يختار من بينهم رئيس الحزب رئيسا للكتلة. ويعاد الترشيح مطلع كل دورة نيابية.....» فوز البحيري تحصل نور الدين البحيري رئيس كتلة حركة النهضة الحالي بمجلس نواب الشعب، على أكثر عدد من الأصوات (44 صوتا)، في الإنتخابات التي نظمتها كتلة الحركة ، للتصويت على اختيار من يقودها في الدورة البرلمانية الحالية وتحصل منافسه حسين الجزيري على 18 صوتا .