على إثر انتشار ظاهرة الاحتكار والمضاربة ببلادنا، انطلقت وزارة التجارة في حملة ميدانية واسعة، نفذتها في مداخل تونس الكبرى. كما تمت مداهمة عشرات مخازن التبريد وحجز أطنان من المنتوجات الفلاحية، كانت معدة للتهريب الى السوق الليبية ومسالك التوزيع الموازية. تونس (الشروق)- وقد انطلقت هذه الحملة الوطنية خلال الليلة الفاصلة بين 29 و30 نوفمبر الجاري بمداخل تونس الكبرى منها مرناق والمحمدية والمرناقية حيث خضعت مئات الشاحنات المحملة بالخضر والغلال للتفتيش وتم تحويلها الى سوق الجملة ببئر القصعة من ولاية بن عروس. وعملت الفرق الميدانية لوزارة التجارة وفق خطة محكمة للرصد والتحري لتتبع مصادر السلع وإثبات نقاط توزيعها. كما تمت خلال يوم أمس مداهمة عشرات مخازن التبريد بمنطقة مرناق بعضها مخازن عشوائية لتخزين مواد فلاحية، كانت ستهرب الى السوق الليبية والبعض الآخر منها سيوجه الى السوق الموازية أو بغاية احتكارها. حجز كميات هامة من الزبدة والملفت للانتباه، أنه عند مداهمة مخزن للتبريد بمنطقة القلايعية بمرناق معد لتخزين الخضر والغلال، تم التفطن الى تخزين حوالي 859 كيلوغراما من مادة الزبدة، بهدف المضاربة فيها، مع العلم أن هذه المادة شهدت نقصا في السوق خلال هذه الفترة مما أدى الى ارتفاع أسعارها. وقد تم احتكار هذه المادة لأن تونس مقبلة على احتفالات برأس السنة الميلادية. كما تم حجز غلال تهدد صحة المستهلك وسلامته بعد أن تم تخزينها في ظروف غير ملائمة. وحسب مصالح وزارة التجارة فإنه لن يتم التهاون مع المخالفين. وتم تحرير محاضر في عدد من المخالفات الاقتصادية. مراقبة الشاحنات وبمحطة الاستخلاص بمرناق، قامت فرق المراقبة الاقتصادية بإيقاف عشرات الشاحنة المحملة بالغلال والخضر، التي أغلبها غير حاملة لفواتير وتستعد لضخ تلك الكميات في السوق السوداء، دون المرور بسوق الجملة ببئر القصعة. وقد تفطنت مصالح وزارة التجارة الى أن صاحب شاحنة محملة بأطنان من مادة «الفلفل» قام بعملية تمويه. وخلال استفساره أكد أن الفلفل أحمر وأنه سينقله الى أحد المصانع. وبالتثبت في السلع تبين أنه فلفل أخضر وأن صاحبه كان ينوي ضخه في مسالك التوزيع غير القانونية. وخلال حديثنا مع عدد من أصحاب الشاحنات المحملة بالخضر والغلال، أكدوا أنهم يتجنبون المرور ببئر القصعة، نظرا الى ارتفاع الأداءات الجبائية، مؤكدا أن الأسعار المقترحة من وكلاء البيع بسوق بئر القصعة منخفضة جدا. وقد تتسبب لهم في خسائر مالية. كما ظهرت علامات الارتباك والخوف على عدد من أصحاب هذه الشاحنات، الذين أكدوا أنهم اقتنوا هذه المواد الفلاحية بأسعار مرتفعة من ذلك أن الفلفل تم اقتناؤه ب1900 مليم دون أن يستظهروا بفواتير تفيد ذلك. وقد تولت مصالح وزارة التجارة تحويل تلك الشاحنات الى سوق الجملة بغاية توفير العرض للحد من ارتفاع الأسعار. برنامج استعجالي وفي هذا الصدد، أكدت كريمة الهمامي المديرة العامة للمنافسة والأبحاث الاقتصادية في تصريح ل»الشروق» أن هذه الحملة تندرج في اطار برنامج استعجالي للتحكم في الأسعار ومقاومة التهريب والتجارة الموازية والاحتكار والمضاربة، مشيرة الى أنه تم شن حملة بمداخل مدن تونس الكبرى. وتم التثبت من كميات الخضر والغلال التي سيتم توجيهها الى سوق الجملة أو بهدف ضخها في الأسواق الموازية والأسبوعية أو بمخازن معدة للاحتكار. وقالت محدثتنا إن الشاحنات المحملة بهذه المنتوجات الفلاحية بعد التثبت منها تم توجيهها الى سوق الجملة بهدف تدعيم العرض للتخفيض في الأسعار، مؤكدة أنه في مرحلة أولى تم حجز 1000 طن من مادة البطاطا. ومازالت العملية جارية. محجوزات بالأطنان وبخصوص الحملة التي تم تنفيذها الأسبوع الماضي، أكدت محدثتنا أنه تم حجز أكثر من 500 طن من الخضر والغلال تم توجيهها الى سوق الجملة مشيرة الى أن هذه الحملة مكنت من التخفيض في الأسعار على مستوى الجملة بمعدل 20 بالمائة، مما ساهم في تراجع الأسعار بأسواق التفصيل.وتابعت محدثتنا أن هذه الحملة ستكون بمثابة برنامج عمل متواصل بهدف التحكم في الأسعار، وذلك للتصدي للمحتكرين والمضاربين وخاصة المحافظة على المقدرة الشرائية للمواطن. وبخصوص التجاوزات التي تم رصدها، أكدت أنها تتمثل في الممارسات الاحتكارية ونقل منتوجات مجهولة المصدر، مؤكدة أن هذه الحملة متكاملة سيتم الانطلاق من الطرقات ثم مراقبة أسواق التفصيل وتجار التفصيل للتثبت من عمليات البيع والشراء. مداهمة المخازن من جانبه، أكد حمادي الزياني المدير الجهوي للتجارة بولاية بن عروس، أن هذه الحملة تم توجيهها الى مخازن التبريد بالمنطقة، وأن العملية أسفرت عن حجز كمية هامة من مادة الزبدة مخزنة بمستودع معد لتخزين الخضر والغلال. وأشار محدثنا الى أن مادة الزبدة مخزنة بهدف احتكارها والمضاربة فيها، مؤكدا أنه سيتم ضخها في مسالك التوزيع القانونية وتأمين مبلغ المحجوز بالخزينة العامة للدولة. كما تم تحرير محاضر في عدد من المنتوجات المخزنة بجهة مرناق، والمتمثلة في حوالي 25 طنا من مادة الإجاص و500 كيلوغرام من مادة «المدالينا» و60 طنا من مادة التمور و 24 طنا من مادة الرمان الى جانب حوالي 150 طنا من مادة التفاح لم يستظهر صاحب مخزن التبريد بفواتير تثبت أنه متحصل على رخصة للتبريد والخزن. نتائج الحملة الأولية بالطرقات: 760 شاحنة محملة بالبضائع تم تحويلها الى أسواق الجملة تحرير 158 مخالفة حجز 236 طنا منها 195 طنا من مادة الخضر و 41 طنا من الغلال حجز 1500 بيضة حجز 3 أطنان من مادة السميد حجز 200 طير دجاج