لا شك ان كل جماهير كرة اليد التونسية تجرعت مرارة الانسحاب من بطولة افريقيا للأمم من الدور ربع النهائي والجميع يسعى لإيجاد تفسير للإخفاقات المتتالية والتراجع الرهيب لمنتخب السيدات في بطلة افريقيا وفي بطولة العالم ايضا. المتابع لشأن كرة اليد التونسية ولمنتخب الكبريات تحديدا يدرك جيدا ان اقصى حلم كان يراود هذا المنتخب هو بلوغ المربع الذهبي وتقديم مستوى يليق بسمعة كرة اليد النسائية التونسية التي تعتبر احد اقطاب هذه الرياضة في افريقيا ولكن للأسف النتائج التي حصّلها المنتخب كانت سيئة جدا. تراجع رهيب حصد منتخب الكبريات انتصارا وحيدا في الدور الاول كان على حساب اضعف منتخبات الدورة وهو الكوت ديفوار وتعادل مع الجزائر والكاميرون بصعوبة كبيرة وهذا بالطبع جعله ينهى مجموعته في المركز الثالث ويصطدم بمنتخب الكونغو الديمقراطية وهو منتخب تحسن كثيرا شأنه شأن بقية المنتخبات الافريقية وخاصة السينغال والكاميرون وغينيا والكونغو برازافيل ومنيت فتيات عصام اللحياني بهزيمة قاسية جدا امام الكونغو الديمقراطية الذي فزنا على حسابه بلقب دورة الجزائر سنة 2014. غياب البرمجة ولا مبالاة المسؤولين صرّح المدرب عصام اللحياني قبل السفر الى الكونفو على اعمدة "الشروق" بان هدف المنتخب هو الصعود على منصة التتويج اي المركز الثالث على الاقل ولكن يبدو ان هذا الهدف لم يكن واقعيا بالنظر الى امكانيات هذا المنتخب الذي كان ضحية غياب البرمجة من الادارة الفنية وهذا نبهنا منه خلال التحضيرات فهل يعقل ان يخوض منتخب بطولة افريقية للكبريات دون اجراء اي تربص خارجي واية دورة ودية ويكتفى بمواجهة فريق اصاغر جمعية الحمامات فالعنصر الابرز والاهم في لتحسين وتقييم اداء المنتخب ومدى جاهزيته . منتخب الكبريات ايضا حرم من المشاركة في دورة الالعاب المتوسطية في تاراغونا بحجة غياب الموارد المالية والتقشف وربما كانت ابرز فرصة للتحضير للبطولة الافريقية. نظام البطولة... زاد الطين بلّة يبدو ان رؤساء الاندية النسائية اتفقوا مع المكتب الجامعي على تخريب ما تبقى من كرة اليد النسائية فهل يعقل ان تكون البطولة ب 16 فريقا وحتى بهذا العدد من الفرق فالفترة التي تهم اعداد لاعبي النخبة اي في اشهر نوفمبر واكتوبر وديسمبر فهي فترة لا تحتوى المواجهات المتوازنة بين الفرق التي تضم لاعبات المنتخب والتي ستأتي في شهري افريل وماي والتي تعرف ارتفاعا للنسق ولكن المنتخب لن يستفيد شيئا في هذه الفترة وكان يجب على المدير الفني ان يراعي هذا العنصر . السيدات آخر الاهتمامات نعم كرة اليد النسائية تأتي في آخر اهتمامات وزارة الرياضة والمكتب الجامعي والحديث عنها لا يكون الا عند المناسبات( حملات انتخابية او نجاحات منتخب او اخفاق في تظاهرة عالمية او افريقية).وربما الصورة التي التقطت في المطار عند سفر المنتخب الى الكونغو تلخص كلامنا فتلك الصورة جمعت لأول مرة الوزيرة سنية بالشيخ ورئيس الجامعة مراد المستيري والعضوة الجامعية هادية بلحسين ونحن نسأل كل هؤلاء ماذا وفرتم لمنتخب السيدات حتى تطالبوه بالنتائج ؟ جيل واعد بشرط حسب راينا المتواضع لدينا منتخب يضم فرديات ممتازة ولاعبات قادرات على التطور والتحسن ولكن بشرط الاهتمام والبرمجة والعمل والآن سينتظر منتخب السيدات سنتين كاملتين ليعود لمنافسة قارية من بوابة بطولة افريقيا 2020 ونتمنى ان تقتنع الجامعة والادارة الفنية ان مصير منتخب السيدات هو المراهنة على المراتب الاولى افريقيا والتواجد بانتظام في البطولات العالمية. وعلينا ان نتعلم من المنتخبات الافريقية التي تجاوزت منتخبنا لكي نستعيد موقعنا الاصلي افريقيا ولا نندثر.