استقبل الرئيس السوري بشار الأسد، يوم أمس الأحد، نظيره السوداني، عمر البشير، في مطار دمشق الدولي، في زيارة أعلن عنها بعد عودة البشير إلى الخرطوم ويأتي ذلك في وقت اكدت فيه مصادر ديبلوماسية ان زيارات رؤساء عرب آخرين لسوريا غير مستبعدة مستقبلا. البشير أكّد أن سوريا دولة مواجهة لا يجوز اضعافها دمشق (وكالات) وصل الرئيس عمر حسن البشير رئيس جمهورية السودان مساء اول امس إلى مطار دمشق الدولي في زيارة عمل حيث كان في استقباله الرئيس بشار الأسد.بعد ذلك توجه الرئيسان الأسد والبشير إلى قصر الشعب حيث عقدا جلسة محادثات تناولت العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في سورياوالمنطقة. وأكد الرئيسان الأسد والبشير خلال المحادثات أن الظروف والأزمات التي تمر بها العديد من الدول العربية تستلزم إيجاد مقاربات جديدة للعمل العربي تقوم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وهذا بدوره كفيل بتحسين العلاقات العربية العربية بما يخدم مصلحة الشعب العربي. وأشار الرئيسان الأسد والبشير إلى أن ما يحصل في المنطقة وخاصة في الدول العربية يؤكد ضرورة استثمار كل الطاقات والجهود من أجل خدمة القضايا العربية والوقوف في وجه ما يتم رسمه من مخططات تتعارض مع مصالح دول المنطقة وشعوبها. وأوضح الرئيس البشير أن سوريا هي دولة مواجهة وإضعافها هو إضعاف للقضايا العربية وما حدث فيها خلال السنوات الماضية لا يمكن فصله عن هذا الواقع وبالرغم من الحرب بقيت متمسكة بثوابت الأمة العربية معربا عن أمله بأن تستعيد سوريا عافيتها ودورها في المنطقة في أسرع وقت ممكن وأن يتمكن شعبها من تقرير مستقبل بلده بنفسه بعيدا عن أي تدخلات خارجية، وأكد وقوف بلاده إلى جانب سوريا وأمنها وأنها على استعداد لتقديم ما يمكنها لدعم وحدة أراضي سورية. وأكد الرئيس الأسد من جانبه أن سوريا وعلى الرغم من كل ما حصل خلال سنوات الحرب بقيت مؤمنة بالعروبة ومتمسكة بها موضحا في الوقت ذاته أن تعويل بعض الدول العربية على الغرب لن يأتي بأي منفعة لشعوبهم لذلك فالأفضل هو التمسك بالعروبة وبقضايا الأمة العربية. وشكر الرئيس الأسد للرئيس البشير زيارته وأكد أنها ستشكل دفعة قوية لعودة العلاقات بين البلدين كما كانت قبل الحرب على سوريا. وفي سياق متصل اعتبر سفير دمشق لدى الخرطوم، حبيب عباس، تعليقا على لقاء الرئيسين السوداني، عمر البشير، والسوري، بشار الأسد، أنه من غير المستبعد أن يزور رؤساء عرب آخرون سوريا في المستقبل. وقال عباس، في مقابلة مع وكالة «سبوتنيك» الروسية: «زيارة الرئيس البشير إلى سوريا مهمة باعتباره أول رئيس عربي أو رئيس في المنطقة يقوم بزيارة إلى سوريا منذ بداية الأزمة السورية عام 2011». وأضاف عباس أن «أهم ما جاء في زيارة الرئيس البشير إلى سوريا هو البحث في إعادة المقاربة للعلاقات العربية –العربية».وتابع السفير السوري لدى السودان بالقول: «ننظر في إعادة المقاربات كإعادة التوازن للعلاقات بين الدول العربية، بحيث تبتعد الدول عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وفي نفس الوقت إعادة المقاربات التي تعني التضامن العربي لمواجهة المخاطر المحدقة». رأي خبير الدكتور محمد خير العكام الخبير في الشؤون السياسية والدولية «زيارة الرئيس السوداني إلى سوريا فيها رسالة واضحة، مفادها أن العرب هم الذين يطرقون باب سوريا... قد يكون السودان يريد تقديم رسالة إلى الدول العربية الأخرى كمصر والسعودية وغيرها، يمكن أن يكون للسودان أهداف من هذه الزيارة أكثر من سوريا».