بعد سنوات طويلة تناهز الأربعين عاما يستعيد المسرح التونسي شخصية كاليغولا وهذه المرة بإمضاء الفنان فاضل الجزيري في انتاج مشترك بين المسرح الوطني وشركة الفيلم الجديد تونس (الشروق) قدم الفنان علي بن عياد في اواخر الستينات مسرحية كاليغولا في فرقة بلدية تونس للتمثيل في زمن الاعمال الكلاسيكية اوما يعرف بالربرتوار التي كتبها موليير وشكسبير ولوركا وبريشت وغيرهم و كانت آنذاك مسرحية كاليغولا من ابرز الأعمال التي قدمها علي بن عياد انطلاقا من مسرحية الكاتب الجزائري الفرنسي البير كامي ( -1913 1960) الذي كتب هذه المسرحية سنة 1938 . الاستبداد تقدم المسرحية في أصلها شخصية الطاغية القيصر الروماني كاليغولا ثالث امبراطور روماني، حكم في الفترة ما بين عامي 37 حتى اغتياله عام 41 ميلادية . كاليغولا هو الامبراطور الروماني الذي اشتهر بالاستبداد في التاريخ الانساني وعرف بالوحشية وجنون العظمة وكانت له صلة قرابة من ناحية الأم للامبراطور الاشهر نيرون الذي احرق روما واسم كاليغولا الحقيقي هو(جايوس) وتولى حكم روما منذ العام 37 الى 41 ميلاديا ولد كاليغولا في (انتيوم) وتربى ونشأ في بيت ملكي وتمت تربيته بين العسكر اعدادا له للحكم واطلقوا عليه هذا الاسم «كاليغولا» ومعناه الحذاء الروماني سخرية منه في صغره وظل يحمل الاسم حتى اغتياله « فقد كان يرى نفسه الاله لهذا العالم والقادر على ان يأمر الشمس بالشروق من الغرب وليس الشرق وكان يتباهى بالقتل ومن بين شعاراته « غريب اني ان لم اقتل، اشعر باني وحيد « و»لا ارتاح الا بين الموتى»... دلالات العودة الواضح ان الفنان الفاضل الجزيري في أول تجربة له في التعامل مع نص كلاسيكي قام بعملية اسقاط على الاستبداد الاجتماعي الذي نعيشه اليوم في العالم العربي وتراجع سقف الحريات فاذا كانت السلطة السياسية تراجعت في قدرتها على قمع المعارضين والمختلفين فقد تولت اجهزة اخرى هذه المهمة منها النقابات والاحزاب الدينية فقد اصبح المواطن محاصرا بالممنوعات التي يفرضها المجتمع من خلال مجموعة من الاجهزة التي لا تملك صفة رسمية لكنها تقوم بدور " الطاغية" ومنذ ان يغادر المواطن بيته تبدأ سلسلة الاعتداءات عليه في " التاكسي" في الفضاء العام تفرض عليه انواع من الموسيقى ويجبر على تقبلها الى غير ذلك من مظاهر سلب الحرية والاعتداء على المواطن الذي يتقبل ذلك في صمت . فكليغولا ليس شخصا مستبدا بل عقلية استبدادية . ويذكر ان هذا العمل تم انجازه في اطار ورشة مسرحية اشرف عليها فاضل الجزيري. البطاقة الفنية لمسرحية كاليغولا رحلة بين الفراق واللقاء،،،مزاجها ترياق لمن ظن انه راق،،،عبودية وانعتاق وما تيسر من الشقاق والنفاق ،،فجمع وطرح واستباق،،،،، نص وأداء: خديجة بكوش، زينب هنشيري، مريم بن يوسف، عبد الحميد نوارة، اديب حامدي، سليم الذيب، محمد بركاتي، محمد كوكة. مدرب صوتي: هيثم الحضيري مكياج: محمد تومي تصميم الملابس: جميلة الكامل. موضب الاضاءة: نورس العرفاوي موضب الصوت: سليم عسكري موضب الركح: منير بن يوسف تصوير: شريف تريمش إدارة الورشة: الفاضل الجزيري مساعدة : أمان النصيري انتاج: المسرح الوطني التونسي والفيلم الجديد. مكلفة بالانتاج: فاتن الجوادي ادارة الانتاج: اسامة الجامعي