عاد النادي الإفريقي ليلة إلى تونس في ساعة متأخرة بما أن الوفد قضى ليلة الجمعة في الإسكندرية قبل أن يتحول صباح أمس إلى القاهرة التي غادرها في رحلة انطلقت في الساعة الثامنة ليلا. نادي باب الجديد حقق في الاسماعيلية ما عجز عنه في أولمبي سوسة قبل أسبوع لدى استضافته لفريق قسنطينة الجزائري ليظفر بأول ثلاث نقاط في رصيده ويعيد بالتالي توزيع الأوراق في مجموعته قبل تنقل صعب إلى لوبومباتشي لملاقاة مازيمبي الكونغولي في الجولة الثالثة. ومن حسن حظ الأفارقة أن رحلة الاسماعيلية كانت موفقة رياضيا على مستوى النتيجة وأيضا عدم تعرض اللاعبين إلى بطاقات من شأنها أن تحرمهم التواجد في اللقاء المقبل والأمر ينسحب على كل اللاعبين بما في ذلك ياسين الشماخي الذي ثبت أن الحكم الغابوني للقاء قسنطينة لم يشهر في وجهه أي انذار وبالتالي فإن البطاقة التي حصل عليها في مباراة الاسماعيلي هي الأولى في رصيده. إقصاء الاسماعيلي حرص مسؤولو النادي الإفريقي على الإشادة بحسن الاستقبال في الاسماعيلية كما ينتظر أن يكون موقف مسؤولو الفريق إيجابيا في صورة ما استنجد بهم مسؤولو الفريق المصري لتدعيم ملفهم تفاديا لعقوبات من قبيل الإقصاء من المسابقة القارية. وجاء الموقف الايجابي من الأفارقة حتى لا يتم إقصاء الفريق المصري وبالتالي سحب نقاط الفوز في الإسماعيلية وإبقاء الصراع منحصرا بين ثلاثة فرق فقط في المجموعة. وعانى الأفارقة كثيرا في الإسماعيلية ناهيك أن البعثة والجماهير انتظرت لأكثر من ثلاث ساعات بملعب الدراويش قبل أن تغادر تحت حماية أمنية مشددة خوفا من التجاوزات التي لم تكن لتغيب رغم ذلك بعد أن تعرضت إحدى حافلات الفريق إلى الرشق بالحجارة. أرقام جديدة كسر النادي الإفريقي ليلة أمس الأول رقما مهما للإسماعيلي المصري في المسابقات القارية بما أنه أذاقه هزيمته الأولى على أرضه منذ تسع سنوات. نادي باب الجديد حقق أيضا ثالث فوز للكرة التونسية في مصر والثاني له على أرض الكنانة بعد رباعيته خلال نهاية تسعينات القرن الماضي أمام المصري البورسعيدي. ومن الأرقام أيضا أن انتصار الاسماعيلية كان الأول أيضا للكرة التونسية منذ انتصار النجم الساحلي على الأهلي في نهائي دوري الأبطال 2007. على الصعيد الشخصي حقق الأفارقة أول انتصاراتهم في دور مجموعات دوري الأبطال خارج الديار باعتبار أن الفريق كان قد انهزم أمام غولد فيلدر الغاني والزمالك المصري وتعادل مع فريق السكك الحديدية الموزمبيقية في نسخة 1997 فيما نال غازي العيادي شرف تسجيل أول هدف وأول ثنائية خارج تونس في مثل هذا الدور. الليلي ينجح يمكن التأكيد أن مباراة مساء أمس الأول كانت الأفضل في مسيرة النادي الإفريقي هذا الموسم سواء مع الإطار الفني السابق أو الحالي. الليلي ترك «جلباب الخوف» خلف ظهره واعتمد رسما يتماشى مع قيمة اللاعبين المتوفرين تحت تصرفه خلال الفترة الأولى فكان الإفريقي ثقيلا على دفاع الفريق المصري وهدد مرماه في مناسبات عديدة بل أنه خلق فرصا في الشوط الأول كما لم يفعل منذ انطلاق الموسم. مدرب الأحمر والأبيض أحسن إدارة اللقاء فهاجم في الشوط الأول واعتمد الدفاع بشكل معتدل حيث تأخرت الكتلة نسبيا مع انتهاج أسلوب المرتدات في الفترة الثانية فحافظ على الفوز ليكون قد توفق بنسبة كبيرة في المهمة وهو الذي وصف مواجهة أمس الأول قبل انطلاقها بأنها «مباراة تكتيكية بالأساس». ثلاثي يصاب تعرض ثلاثة لاعبون من النادي الإفريقي إلى بعض الإصابات التي ترك تقديرها إلى حين العودة إلى تونس والحديث أساسا عن إصابات للثلاثي المتكون من ياسين الشماخي وأسامة الدراجي وبلال العيفة الذي لم يقو على الاستمرار وتم تغييره بزميله الشاب اسكندر العبيدي. مبدئيا فإن إصابة الدراجي القديمة لن تمنعه من التواجد في مباراة الكلاسيكو يوم الأربعاء أمام النجم الساحلي وهو ما ينسحب أيضا على ياسين الشماخي رغم الأوجاع التي يعاني منها على مستوى الركبة. ويبقى العيفة اللاعب الوحيد الذي تكتنف إصابته بعض الغموض رغم أنه أكد للمسؤولين والإطار الفني صباح أمس أنه بخير وقد يكون ذلك مؤشرا عن جاهزيته للكلاسيكو. بلخيثر يغادر بالتزامن مع نهاية مباراة النادي الإفريقي في الإسماعيلية كان الظهير الأيمن الجزائري مختار بلخيثر قد وصل إلى مدينة الدمام في المملكة العربية السعودية لينطلق رسميا في مباشرة تجربته الجديدة مع فريق القادسية السعودي. بلخيثر أصرّ على الرحيل ووضع الهيئة وخاصة عبد السلام اليونسي تحت الضغط من أجل الرحيل فلم يكن هناك من بدّ سوى إخلاء سبيله بعقد إعارة لمدة 6 أشهر مع أفضلية الشراء. ووفق ما تحصلنا عليه من معطيات في «الشروق» فإن تجربة بلخيثر مع نادي باب الجديد عرفت نهايتها في دربي العاصمة أمام الجار الترجي الرياضي فالجزائري الذي يتواصل عقده إلى غاية جوان 2020 لم يعد راغبا في البقاء فيما سئم اليونسي أساسا من بقائه في الفريق وبالتالي فإنه يمكن التأكيد أنه لن يعود إلى مركب المرحوم منير القبايلي في الصائفة القادمة حتى مع انتهاء إعارته.