وجه فلاحو ولاية القصرين نداء استغاثة، بعد تسجيل 8 بؤر لمرض الحمى القلاعية، الذي يهدد قطيعهم، رغم ان السلطات المعنية، قررت اجراء تلاقيح استباقية لحوالي 400 الف راس من الماشية. القصرين (الشروق) تم تسجيل 8 بؤر، لمرض الحمى القلاعية، بعدد من مناطق القصرين، إذ تم تسجيلها، بكل من معتمدية القصرين الجنوبية بمنطقتي العويجة ومقدودش، وتم تسجيلها بمنطقة وادي الحطب التابعة، لمعتمدية سبيبة. كما تم تسجيل اصابات بمنطقتي الناظور في معتمدية ماجل بلعباس، وتيوشة بمعتمدية العيون. ومن المناطق الاخرى التي انتشر بها هذا المرض، هي منطقة خنقة جازية بمعتمدية حاسي الفريد، اذ تم تسجيل نفوق من 5 الى 10 ٪ من القطيع ، حسب ما صرح به ل»الشروق» رضا القاسمي الطبيب البيطري ورئيس وحدة الإنتاج الفلاحي بالمندوبية الجهوية للفلاحة بالقصرين. تلاقيح استباقية وقد تم إتخاذ سلسلة من الإجراءات الإستثنائية، تمثلت في إنطلاق حملة تلاقيح استباقية، لحوالي 400 ألف رأس من أبقار وأغنام وماعز بكامل ولاية القصرين. واشار القاسمي الى انه، تم خلال سنة 2018 تلقيح حوالي 400 الف رأس وهو ماساهم في الحد من الإنتشار السريع لهذا المرض الذي كان يمكن ان يتحول الى كارثة مضيفا انه تم برمجة حملات تحسيسية للفلاحين للإبلاغ، عن هذه الحالات في وقتها. وأكد محدثنا ان افة تهريب الابقار، هي السبب الرئيسي في انتشار « الحمى القلاعية» وذلك بعد انتشاره مؤخرا بقطر مجاور، كان قد أبلغ المنظمة العالمية للصحة الحيوانية في جوان 2018 عن وجوده، وقد وقد تم الاتفاق مع السلطات المعنية لوضع أحواض مطهّرة للعربات في نقاط العبور بالمناطق الحدودية على غرار بوشبكة وحيدرة وتكون هذه الاحواض مجهزة بتقنيات خاصة ومعايير محدّدة، حتى تحد من انتشار هذا المرض. الوضع تحت السيطرة وتابع القاسمي في حديثه ل»الشروق» ان هذا المرض الموجود الآن و المعروف ب»العترة» ،مازال تحت السيطرة، لكن توجد مخاوف من امكانية ظهور «عترات» أخرى، لذلك يجب رفع التحاليل في إبّانها قصد التدخل العاجل في حال إختلاف العترات. اما عن الأعراض، التي تظهر على المواشي، عند إصابتها، بالحمى القلاعية، فقد ذكر محدثنا انها حالات النفوق خاصة لدى الحيوانات صغيرة العمر، الإطراح، حالات العرج، التهاب الفم، التهابات بين الأظافر، وارتفاع حرارة الماشية. كما قدم عدد من النصائح الوقائية للفلاحين، على غرار التأكد من سلامة الحيوان عند شرائه وعزله مدة 20 يوما عن القطيع، ذبح الحيوان المريض على عين المكان وتجنب نقله حتى الى المسلخ، ردم كل الفضلات المنجرة عنه وتطهير الإسطبلات بمادة الصودا المتوفرة بالأسواق. نداء استغاثة من جانبه، افاد رئيس الإتحاد الجهوي للفلاحين بالقصرين الناجم الطرشي في تصريح ل»الشروق» ان هذه المناطق توجه نداء استغاثة الى السلط الجهوية والمصالح البيطرية للتصدي لهذه الآفة، معتبرا ان الحمى القلاعية ليست المرض الوحيد المنتشر بالجهة، بل هناك مرض «اللسان الأزرق» وهو الأخطر من «الحمى القلاعية» ويهدّد القطيع والفلاحين على حد السّواء.. وطالب الطرشي بضرورة تكوين خلية أزمة لمتابعة هذا الوباء الوافد والخطير وعلى كافة الأطراف التجند لمقاومته مع ضرورة تسخير كل المعدّات. ودعا محدثنا الى عدم التراخي واتخاذ إجراءات التصدي لهذه الأمراض الخطيرة، خاصة ان القصرين تعتبر البوابة الغربية للحدود التي تمتد على قرابة 200 كلم وتتميز بنشاطها الفلاحي وتعيش نسبة كبيرة من السكان فيها على تربية المواشي.