على الرغم من الرمزية التاريخية والثقافية والحضارية لأحداث 8 فيفري 1958 بساقية سيدي يوسف إلا أن اقتران الذكرى بالاحتفالات الشكلية والوعود الزائفة أثار استياء الأهالي ومكونات المجتمع مطالبين بمشاريع تنموية ذات طاقة تشغيلية عالية. الساقية «الشروق»: على الحدود التونسية الجزائرية وتزامنا مع انطلاق الإعداد للاحتفال بالذكرى 61 لأحداث ساقية سيدي يوسف التي امتزجت فيها دماء التونسيين بالجزائريين أثناء القصف الفرنسي، "الشروق" زارت أرياف الجهة التي تفصلها مسافات قصيرة عن التراب الجزائري مثل سيدي رابح والطابية وعين الكرمة والحزيم وقرقور وفرشان وبعض الأحياء الشعبية لمدينة الساقية وحاورت بعض مكونات المجتمع المدني والمسؤولين ... عيشة الشقراني من مواليد 1949 بجهة الساقية، تقضي أغلب وقتها في المناطق الجبلية الممتدة على الشريط الحدودي لجمع مخاريط الصنوبر الحلبي لتلبية مستحقات أبنائها بعد ان أنهوا دراستهم الجامعية دون أن يتحصلوا على شغل يضمن كرامتهم، وإن لم تبد الشقراني رغبتها في الحصول على مساعدات مهينة إلا أنها طالبت مثل غيرها من سكان حي المنجم أو كما يسمونه " المينة " بتهيئة مساكنهم المتداعية للسقوط . فهي مساكن قديمة يعود تاريخها إلى سنة 1920 بعثتها شركة فرنسية لعمال المنجم، وبعد استنزاف ثرواته من الزنك والرصاص تم إيقاف الأشغال مما حول المنطقة إلى مسرح للفقر والبطالة والتهميش . ...فهذا الحي يقع على بعد 2 كلم من مدينة الساقية ويفتقر إلى جل المرافق العمومية وللتهيئة العمرانية وربطه بقنوات التطهير . أما المساكن فقد لفها التين الشوكي، ليتخذ منه السكان المقدر عددهم بحوالي 120 ساكنا سورا لبيوتهم مع إضافة أبواب قصديرية تدلك على أنك أمام منزل فلان أو فلان . وقد أكدوا أن هذه الفوضى جعلتهم يعيشون بين الأفاعي وسط مساكن غمرتها الرطوبة من كل جانب بما ضاعف من انتشار أمراض ضيق التنفس خاصة لدى الأطفال. الساقية «الشهيدة» مجيد الدالي بين أن الساقية لا زالت شهيدة إلى اليوم، فأهاليها يدفعون ضريبة الدم، وضريبة عبارة " المناطق الحدودية " و"الجهات الداخلية " التي وجدتها حكومات ما بعد 14 جانفي سبيلا لتبييض عجزها على بعث منوال تنموي ودراسة خصوصيات الجهة التي يرتكز نشاط متساكنيها على الفلاحة في فرشان وسيدي الوحيشي والحفرة وعين النشمة والحزيم والقل والفريحي. ورغم توفر مساحات هامة من الأراضي الدولية بعين الكرمة 1 و2 إلا أن الإرادة غائبة . فالجهة وعلى خصوبة أراضيها إلا أنها توفر مادة الخضر الفصلية من جندوبة وذلك لعدم بعث منطقة سقوية وتشجيع الفلاحين على الحفر العميق لري مزروعاتهم . التهريب ... وبحكم التواجد على الشريط الحدودي، فإن ما يخيل للزائر هو التبادل التجاري والحركية التجارية، إلا أن ما يحدث هو العكس تماما. فكلما سألتهم في هذا الإطار إلا وردوا " ما يربطنا بالحدود هي قطرة البنزين و"المازوط "وبعض المواد الغذائية " وقد استولت عليها " بارونات " التهريب فأصبحت حكرا على فئة دون أخرى مما عمّق أزمة بطالتنا لعدم تنظيم السوق ومد شبكة من الطرقات وبعث أماكن للترفيه تجلب المارة من الأشقاء الجزائريين وتساعد على استقطابهم حتى يكونوا سندا فعليا ودافعا للتنمية في الجهة. احتفالات شكلية ... عماد روابح (جمعية الأخوة التونسية- الجزائرية) بين أن الاحتفالات بذكرى الشهداء لم تحقق للساقية وللكاف بصفة عامة أي مطلب تنموي منذ 1958 باستثناء رمزية الشهداء التي تقتصر على القصر دون غيره، وقد تمت صياغة بيان مشترك، ضمن فيه 17 مطلبا ملحا للتنمية بجهة الساقية وأولها الطريق الوطنية عدد 173 التي تربط بين الساقية والطويرف على مسافة 30 كلم لفك عزلة الأرياف والانفتاح على جهة جندوبة وتمكين الأشقاء الجزائريين من خلق الحركية عبر المعبر الحدودي بالساقية . كما تمت المطالبة ببرمجة ندوات اقتصادية في ذكرى الشهداء والإمضاء على اتفاقيات فعلية وموضوعية تجعل من تنمية هذه المنطقة الحدودية أولوية الأولويات بعيدا على الوعود الوهمية التي عهدناها منذ سنوات دون أن يتحقق منها أي شيء مثل منطقة التبادل الحر وعودة "الساكمو" مشيرا إلى أن الصفقات التي يتم إمضاؤها لتأثيث الاحتفالات تتم بإقصاء أبناء الجهة وهو غير مقبول تماما. ركود تنموي ... وأضاف روابح أن الساقية تمر بمرحة نكبة اقتصادية لغلق " الشركة المغربية لصناعة المحركات الحرارية " بعد أن تعطل التصدير في اتجاه العراق بما أدى إلى إهدار 400 موطن شغل قار وبيع المؤسسة التي يقدر ثمنها ب 84 مليار دينارا بمبلغ ضئيل قدره 1.7 مليار دينارا في صفقة يشوبها الفساد المالي وفق شكوى مسجلة لدى رئاسة الحكومة لكن دون رد إلى اليوم . ورغم محاولة بعض المستثمرين إعادة نشاط المؤسسة في تربية الأبقار إلا أنه مشروع وهمي وقع التحيل به على الجهات المعنية التونسية لكسب استثمار أجنبي وذلك بعد جلسات ماراطونية محلية وجهوية شكلية. مشاريع معطلة ... وأكّد روابح أن مشروع بناء دار الشباب والمستشفى المحلي بالساقية معطلان لأسباب إدارية ومالية. وعلى الرغم من رداءة الخدمات الصحية وعدم توفر التجهيزات اللازمة بالمستشفى الحالي وغياب مركز لتصفية الدم إلا أن اللامبالاة قد عمقت حيرة الأهالي حول عدم الاستجابة لمطالبهم في هذا المجال أما الربط بقنوات التطهير فهو غائب تماما بكل من حي " المنجم " وبعض المساكن بحي " الكرفاح " وهو ما يتطلب برمجة قناة تطهير للحد من سيلان المياه الملوثة بوادي الساقية. وقد طالب ببعث محطة للنقل البري تيسر التنقل إلى الجهات الساحلية عبر الساقية مع مد طريق سيارة حتى تتحول الساقية إلى منطقة عبور فعلية بين الجزائر وتونس. بلا أنشطة ثقافية... شباب الجهة تذمر من الركود الثقافي وغياب برمجة لحفلات فنية ومسابقات فكرية وأنشطة رياضية. وعلى الرغم من توفر مركب ثقافي ومركز للاصطياف والتخييم إلا أنهما " هيكل بلا روح " لغياب التبادل الثقافي التونسي الجزائري . والمطلوب هو الاستجابة لتطلعات أبناء الجهة ورغبتهم في الانفتاح على الآخر عبر دور الشباب والثقافة . غياب المتابعة من الجانب التونسي بين محمد قرية رئيس البلدية أن ذكرى أحداث الساقية اقترنت بعدة وعود تونسية - جزائرية في مجالات مختلفة إلا أن افتقار الجهة إلى أطراف فاعلة وطنيا قد جعل مطالبها التنموية " في مهب الريح" لتذهب ذكرى وتأتي أخرى ويبقى الحال على هو عليه أو أسوأ. والمطلوب هي متابعة الوعود والاستحقاقات وإمضاء الاتفاقيات والمحاضر في إبانها لا الوقوف إلى جانب المسؤولين لمجرد البهرج الإعلامي لا غير . وتبقى الساقية في حاجة إلى مطلب موضوعي وهو سوق مشتركة للتبادل التجاري وتيسير الانتصاب أسبوعيا بالمنطقة سيما أن السوق البلدي تم كراؤه حاليا ب 122 ألف دينار بما لا يمكن من دفع الاستثمار البلدي والمساهمة في انتداب العملة والسواق وغيرهم ودعم العمل على تعميم الغاز الطبيعي بكامل أنحاء الجهة. برنامج استثماري استثنائي مكرم السنوسي (معتمد الساقية) أوضح أن الجهة تتطلب برنامجا استثماريا ودعما استثنائيا للمشاريع المبرمجة مثل المنطقة الصناعية بعين الكرمة على مساحة 200 هكتارا وتوجيه الاهتمامات التنموية للقطاع الفلاحي وتسوية الوضعية القانونية للعقارات بالمنطقة الغابية. ونظرا لأهمية أحداث الساقية في الترويج للصناعات التقليدية فقد أردنا أن تتواصل العروض من يوم 01 إلى 10 فيفري وتنظيم دورة مغاربية للعدو الريفي مع استشارة جميع المندوبين الجهويين لتقديم عروض فنية وشبابية تستجيب لعراقة الجهة على جميع المستويات. أحداث ساقية سيدي يوسف وقعت أحداث ساقية سيدي يوسف على الحدود الجزائرية التونسية، كرد فعل على الدعم التونسي للثورة الجزائرية والتي سقط فيها العديد من الشهداء الجزائريين والتونسيين. وتعرّضت الساقية الى غارة وحشية يوم 8 فيفري 1958 وهو يوم سوق أسبوعية بالقرية، وتواصل القصف نحو ساعة من الزمن مما حول القرية إلى خراب وقد بلغ عدد الشهداء 68 منهم 12 طفلا أغلبهم من تلامذة المدرسة الابتدائية و9 نساء وعون من الجمارك فيما بلغ عدد الجرحى 87 جريحا. أرقام ودلالات 6 مشاريع المعطلة 2 عدد الأحياء التي تتطلب تدخلا فوريا 200 هكتارا مساحة المنطقة الصناعية بعين الكرمة