من منكم شاهد الحلقة الأولى من برنامج «تونسنا شو» على قناة تونسنا، ولم يشده البرنامج؟ لقد كان للممثل والمنشط والكوميدي لطفي بندقة، طبخة خاصة، وضع فيها، خبرة ثلاثة عقود من الزمن تقريبا، وبدل أن يكرر نفسه، بدا أكثر جدية في التقديم والتنشيط. لطفي بندقة، اختار أن يكون برنامجه عائليا، وكان كذلك، محاولا بغيرته على التلفزة التي كان لها الفضل في بروزه وشهرته، أن يقدم طبقا فنيا خفيفا، بعيدا عما سماه ضيفه في الحلقة الأولى المبدع والفنان القدير جلول الجلاصي، «قلة حياء»، و»برامج لا يمكن أن يشاهدها الفرد مع أفراد عائلته». صحيح أن فكرة البرنامج، مستهلكة، لكن تنفيذها، جيد كحلقة أولى، استضاف فيها بندقة، زميله في التقليد، وعازف الناي الممتاز جلول الجلاصي، والإعلامي زهير الجيس، الذي تحدث عن سبب نهاية تجربته في قناة التاسعة، وكان مسك الختام مع الممثلة وجيهة الجندوبي، وكانت الحصة خفيفة ظل على المشاهدين. ولأنه ممثل من الزمن الجميل، أبى لطفي بندقة إلا أن يوجه تحية لأرواح الإعلاميين الذين تعلم منهم، هو وجيل بأكمله، التنشيط، وبرزوا معهم، فاستحضر نجيب الخطاب، وصالح جغام ومحمد بوغنيم وحمادي الجزيري، وعز الدين الملوح وخالد التلاتلي، ورضا البحري. كما اهتم البرنامج بالأحداث الآنية من خلال مجموعة من السكاتشات، وأبرزها كان حول موضوع انقطاع التلاميذ عن الدراسة بسبب الإضرابات، لكن نقطة ضعف البرنامج كانت، في دور «الكرونيكور» أو «الكرونيكوز»، حيث لم تقدم كلثوم حندوس الإضافة للبرنامج، وكانت أسئلتها جافة، وتدخلاتها لا تتماشى وروح البرنامج، وقد بلغنا أنه تم التخلي عنها، بعد مناوشة حصلت أثناء تصوير الحلقة الثانية مع الفنان لمين النهدي، إثر انتقاده لها. البرنامج كان متنوعا، وفيه معلومات، سواء فيما يخص القطيعة بين زهير الجيس، وقناة التاسعة، أو معلومات في الثقافة العامة، كالتي صرح بها الفنان جلول الجلاصي، حين قال إن الناي لم يكن موجودا في تونس، وأن من جاء به إلى هذا البلد، هو علي الدرويش، ثم أخذ عنه عزف الناي الفنان صالح المهدي الذي تتلمذ على يده كثيرون ومنهم جلول الجلاصي، الذي كشف أيضا أنه تعلم الكثير من عازف الناي المصري محمد عفّت. حلقة أولى من برنامج «تونسنا شو»، كانت ثرية في محتواها، ورغم استضافتها لنجوم، إلا أن النجم الذي لا يقل نجومية عن ضيوفه كان الفنان لطفي بندقة، الذي تميز بصدقه، وبأخلاقه العالية، لكن عليه مراجعة الفقرات المصورة، الطويلة نسبيا، وخاصة الفقرة التي يستمع فيها إلى نبض الشارع، والتي بدت ثقيلة نسبيا.