حَكمت قرعة كأس الكنفدرالية الإفريقية بتواجد النجم و»السي .آس .آس» في المجموعة نفسها ومع ذلك فإن الفريقين تَعاهدا على العُبور سويا لتكون الفرحة فَرحتين: الأولى في بوجعفر والثانية في باب الجِبلي. وليس مُهمّا أن يكون اللّقب من نَصيب هذا أوذاك والأهمّ أن تَبقى الكأس في الخَزينة التونسية التي تَتحدّث عن صَولات وجولات الجمعيتين الكَبيرتين من عصر العِملاقين عبد المجيد الشتالي وحمادي العقربي إلى عهد الرئيسين «الشَقيقين» رضا شرف الدين والمُنصف خماخم. وكان الرّجلان قد اتّفقا في «الكلاسيكو» الفَارط على تجاوز كلّ الخُصومات القَديمة والخِلافات المَريرة انتصارا للرّوح الرياضية وتكريسا للوِحدة الوطنية التي تُريد أصحاب العُقول «الصِّبيانية» ضَربها عبر إثارة النَعرات الجهوية. الصُّورة التي وصلتنا من المُواجهة الأخيرة زَيّنتها الورود المُتبادلة بين أبناء الناديين المُنتصرين بالضَّربة القاضية على خِطابات التَفرقة والحكّام «الظُلاّم» ل «المَنظومة» القَائمة والتي كبّدت النجم و»السي .آس .آس» خسائر فَادحة في البطولة المَحلية. ولاشك في أن لقاء اليوم في سوسة سَيأتينا بصُورة أخرى جَميلة عن العَلاقات الوَثيقة بين النَجم و»السي .آس .آس» ومن المُؤكد أن هذه القمّة التونسية ذات النُكهة الإفريقية ستدور في ظروف طيّبة وبمنأى عن الضغوطات خاصّة أن ثقة الناديين كبيرة في تَخطّي دور المجموعات اليد بالبيد بالنّظر إلى تَقاليدهما العريقة في المسابقات الدولية وبصفة خاصّة في كأس الكنفدرالية التي سيطر عليها «السواحلية» و»الصفاقسية» بالطّول والعرض خلال العَشرية الأخيرة. وتَتضاعف ثِقة الناديين في العُبور سويا قياسا بحجم مُنافسيهما الآخرين في المجموعة ولا جِدال في أن النجم و»السي .آس .آس» أقوى بكثير من «سَاليتاس» البُوركينابي و»رينجرز» النيجيري طَبعا وليس «رينجرز» الأسكتلندي ذائع الصّيت والشُهرة. ومن شبه المُؤكد أن مُواجهتي «ليتوال» و»جُوفنتس العَرب» للفريقين المذكورين أشبه بِنِزالات ملاكم من الوزن الثقيل لمنافس من وزن الرّيشة وهذا ما يَعني من الناحية المنطقية أن سَفيري تونس هما المُرشحان للتأهل وقد يَقتصر النِزاع التونسي على صدارة المجموعة ولو أن هذا المَكسب المَعنوي لن يُفسد الأجواء ولن يَنحرف بالقمّة المُكرّرة بين النجم و»السي .آس .آس» عن مَسارها الطبيعي. الثقة العالية في ترشّح النجم و»السي .آس .آس» من شأنه أن يَنعكس أيضا بالإيجاب على مَردودية «الكَوارجية». ذلك أن انخفاض منسوب الضّغط قد يدفع اللاعبين إلى تقديم عروض كروية تَتوفّر فيها جميع مُقوّمات الفُرجة والمُتعة ومن المُرجّح أن تَرتفع مُعدّلات الإثارة بالنّظر إلى الصّراعات التَكتيكية الكبيرة بين المدرب الخبير «روجي لومار» والفني الشَهير «رود كرول». ولاشك في أن هذه المُواجهة التونسية - الإفريقية تُعتبر في نظر الرّجلين من اللّقاءات «المَرجعية» التي يكون فيها وقع النجاح قَويا في نُفوس الجماهير الرياضية والصّحافة المحلية وحتّى الدولية. «كلاسيكو» سوسة قد يَنتهي بلا غالب ولا مغلوب مِثلما قد يكون الإنتصار من نصيب النجم أو»السي .آس .آس» وفي كلّ الحالات نُريد أن تكون هذه القمّة مُمتعة أداءً ونظيفة سُلوكا ولا خوف طبعا من التحكيم الذي قد يرتكب بعض الهفوات التقديرية دون أن يتسبّب في الإحتجاجات و»الإجتياحات» المعهودة وذلك لسبب بسيط يَكمن في الثقة الكَبيرة في الصّافرة الأجنبية وحتّى المصرية في الوقت الذي أصبحت فيه الثقة شبه معدومة في حكّام الجريء. البرنامج: كأس الكنفدرالية الإفريقية (الجولة الأولى من دور المجموعات / مُنافسات المجموعة الثانية) في سوسة (س17): النجم الساحلي - النادي الصفاقسي (الحكم السينغالي عيسى سي)