أصدرت هيئة النادي الافريقي في ساعة متأخّرة من مساء يوم الاحد الفارط بلاغا عبر موقعها الرسمي تضمّن عديد القرارات منها وضع فريق أكابر كرة القدم تحت إشراف مباشر لرئيس النادي إضافة إلى تعيين لجنة مستقلّة تعهد اليها مهمّة الإعداد والترتيب لجلسة عامة تقييمية في آخر الموسم تليها جلسة أخرى خارقة للعادة في نفس المدّة لتعديل بعض القوانين وجعلها تتلاءم مع متطلّبات المرحلة المقبلة وأكّدت الهيئة أنّها ستواصل مجهودها في اتّجاه خلاص بقية الديون لتجنب العقوبات التي يمكن أن تسلّط على الفريق. وفي جانب آخر أعلنت الهيئة في بلاغها عن تعيين نزار بركوتي في خطّة كاتب عام خلفا للمنّوبي الطرودي كما أعلنت عن تسمية كمال بن خليل كناطق رسمي للفريق بالإضافة الى تعيين بعض الأسماء الاخرى على غرار المنذر الشواشي مكلّفا بالإعلام ورضا كريّم للعلاقات مع الهايكل الرياضية المحلية والدولية وإعادة هيكلة الإدارة مع التأكيد على حرصها على إستكمال أشغال تهيئة البنية التحتية لمركّب الحديقة و إنهاء الأعمال في أقرب وقت ممكن . فشل في رئاسة الفريق فضم رئاسة الفرع تلك هي خلاصة أهمّ القرارات التي اتخذتها هيئة الإفريقي في أعقاب إجتماع السبت الفارط والتي اعتقدت أنّها ستكون كفيلة بامتصاص غضب الاحبّاء بعد الذي حصل في لوبومباتشي لكن الواضح أن رئيس الافريقي عبدالسلام اليونسي قد جدّد التأكيد مرّة أخرى على ضعف الإدارة الحالية وعمق الازمة التي يتخبّط فيها النادي منذ مدّة ناهيك أن القرارات التي تضمّنها نصّ البلاغ كانت جوفاء وعبارة عن أقراص للتخدير سينتهي مفعولها سريعا لأنّ قرار إشرافه شخصيا على فرع أكابر كرة القدم وما احتواه من اشارة ضمنية لسحب البساط من تحت أقدام الخليفي والوسلاتي (وكلاهما رفض قرار التجميد) سيكون الخطأ الأكبر ليس للمكانة التي يتمتّع بها الرجلان أو لجليل الخدمات التي قدّماها للافريقي لكن فقط نقول أنّ الإلتزامات المهنية لليونسي وسفراته المتكرّرة الى خارج الحدود ستحول دونه والتفرّغ للمشاغل اليومية للفريق وهو ما سينتج فراغا إداريا وتسييريا كبيرا ويكفي أن نذكّر أن اليونسي لم يواكب الى اللحظة أكثر من حصّة تدريبية واحدة ومباراتين فقط ( ضد قسنطينة في ملعب سوسة وضد مازمبي في لوبومباتشي) وبالتالي ليس من السهّل أن تتغيّر عادات رئيس النادي ويصبح فجأة الرجل الأكثر ملازمة للمجموعة. اليونسي امتداد لشخصية الرياحي على امتداد الفترة الماضية نادت عديد الأصوات بعودة بعض الوجوه التسييرية التي اقترن حضورها بالفترات الزاهية على غرار المهدي ميلاد ومهدي الغربي ويوسف العلمي وغيرهم ممن تميّزوا بالصرامة والحنكة في التعامل مع اللاعبين ومحيط النادي غير انّ اليونسي كان له موقف آخر ويبدو ان الرجل قد نهل الكثير من خصال الرئيس السابق سليم الرياحي الذي كان يعيّن من يرى فيه القدرة أكثر من غيره على الانصياع وعدم الإفراط في التفكير ليظل الرئيس هو صاحب القرار الأوّل والأخير ولهذا السبب اختفى كل الذين ذكرناهم من المسؤولين ومن أسماء اخرى ممكن أن تأتي بالعلاج لوضعية الفريق العليلة. الدعوة إلى جلسة عامة خارقة للعادة الواضح أنّه بما سبق من قرارات لا يمكن ان تكون هيئة عبدالسلام اليونسي جادة في عملية الإصلاح والإنقاذ التي اجتمعت لأجلها غير أنّ دعوتها للتحضير الى جلستين عامتين في آخر الموسم قد يبعث في ظلّ هذه العتمة بعض المؤشّرات الإيجابية خاصة وان هيئة اليونسي ستحتكم من جديد لإرادة الجماهير و لاشك انّ مصير الفريق الذي تقرّر ب170 صوتا سيجد هذه المرّة نطاقا أوسع للحوار واختيار الأنسب. ورغم الدلالات على وجود انفتاح من جانب هيئة عبدالسلام اليونسي على مطالب شق كبير من الأحبّاء فيما يتعلّق باحتمال اللجوء الى إنتخابات مبكّرة فإنّ تضمين مثل هذا القرار في نص البلاغ لا يعني بالضرورة ان اليونسي ومن ورائه اعضاده سيتنازلون بهذه السهولة على ما تبقّى من مدّتهم النيابية.