يواصل المدير التنفيذي لحركة نداء تونس حافظ قايد السبسي سياسة الهروب إلى الأمام ورفض كل مساعي إنقاذ الحزب مستنجدا بحركة النهضة هذه المرة. تونس «الشروق» علمت الشروق من مصادر مطلعة أن السيد حافظ قائد السبسي قد انتقل صباح أمس الى مقر حركة النهضة في مونبليزير وتواصل مع قياداتها من أجل تجديد «الود» و«التوافق» استعدادا للمحطة الانتخابية القادمة بعد أشهر من فك الارتباط بين النهضة ونداء تونس. الدوافع هذه الخطوة المفاجئة التي قطعها قايد السبسي الابن يبدو أنها كانت نتيجة الضغوطات عليه وعزلته مع المجموعة المقربة منه سواء من مجموعة المكتب التنفيذي التي استعادت المبادرة وخلقت أمرا واقعا جديدا رغم تجاهل حافظ قايد السبسي والمقربين منه لهذا الحراك كما يواجه ضغوطا من الهيئة المكلفة بالانتخابات التي تعتبر أن القيادة الحالية وعلى رأسها حافظ تمثل عقبة حقيقية أمام تنظيم مؤتمر ديمقراطي كما يواجه ضغوطات من المساندين لالتحاق منذر الزنايدي بحركة نداء تونس وهو ما يعتبره حافظ قايد السبسي تهميشا لدوره في الحزب كرجل أول. ورغم عقده لاجتماع رسمي مع منذر الزنايدي والاتفاق معه على كل التفاصيل والصلاحيات اختار السبسي الأبن التراجع عن كل ما تم الاتفاق عليه وفِي مواجهة العزلة السياسية اختار الاستنجاد بحركة النهضة كحليف محتمل تطبيقا لنظرية «الجد المشترك» الوهمية التي قادت حركة نداء تونس الى التلاشي! تحالف الخسران نجحت حركة نداء في بدايتها والى حدود انتخابات 2014 في أن تكون القوة الأولى إذ جمعت آلاف التونسيين للدفاع عن النموذج التونسي ضد دعوات الأفغنة والأخونة التي قادتها حركة النهضة وحلفائها من الأحزاب والجمعيات ذات المرجعية الوهابية التي حظيت وتحظى بدعم خليجي وتركي من أجل تغيير النمط الاجتماعي والثقافي التونسي وهو المشروع الذي أفشله حزب نداء تونس. وبسبب حافظ قايد السبسي وبعض المقربين منه تحول الحزب الى شبح ولَم يبق فيه إلا قلة قليلة مازالوا متمسكون بحلم الإنقاذ. الخطوة التي قطعها حافظ قايد السبسي في اتجاه حركة النهضة ستنهي كل أحلام إنقاذ الحزب من هيمنة حركة النهضة التي حوّلت نداء تونس الى تابع لها فحركة النهضة تعاني من ملفات ثقيلة أهمها الاغتيالات والتسفير وملفات فيها شبهة فساد لعدد من وزرائها ومن إختراق الأمن والإدارة وهي في حاجة لمن يمد لها يده من الأحزاب التي لها رصيد سياسي ومحسوبة على العائلة الوسطية مثل نداء تونس الذي يبقى علامة انتخابية محترمة في الوقت الذي تتوجس فيه من حزب تحيا تونس حليفها الحالي. لكن هل ستعفو النهضة عن حافظ قايد السبسي وتتحالف معه من جديد؟ هذا هو السؤال!