على مدى سنة كاملة لم تفوت جمعية الاخوة الفلسطينيةالتونسية حدثا وطنيا الا واحتفت بتونس اكبر مما يحتفي التونسيون ببلدهم وبالعودة الى التأسيس ستعي حتما حجم الوفاء والحب الذي يكنه كل فلسطينيلتونس. ولا غرابة فالمؤسس هو الشهيد البطل أبو عمار... تونس «الشروق» من الثورة الى عيد الاستقلال مرورا بالشهداء الى المرأة التونسية. لا تفوت جمعية الاخوة الفلسطينية حدثا وطنيا تونسيا الا واحيته من داخل غزة المحاصرة...هناك اين دوي الرصاص لا يتوقف...هناك اين الجرح لازال ينزف ولازال النضال مستمرا لتحرير فلسطين...كل فلسطين. فهي وصية الشهيد البطل، قائد المقاومة، ياسر عرفات، الذي استأمن شباب فلسطين على تونس. امانة يؤديها الى اليوم بكل حب واخلاص مناضلو جمعية الاخوة التونسيةالفلسطينية بقيادة الأستاذ المناضل، حاتم الشواء. ورغم قلة امكانياتها وشح مواردها، تسعى الجمعية الى صون الأمانة خاصة بالنسبة لأفراد الجالية التونسية التي تعيش في غزة. ومن يقول الجالية التونسية فهو يقول حتما نساء تونسيات وأطفال ولدوا من رحم الالتحام التاريخي بين الشعبين ابان احتضان تونس للمقاومة الفلسطينية وبعد عودة القيادة الى رام اللهوغزة وباقي المدن الفلسطينية الباسلة. قال الأستاذ حاتم الشواء « هنا يتنزل احتفاء جمعياتنا دوريا بتونس من خلال احياء الأعياد الوطنية التونسية اذ نسعى ان لا ينسى افراد الجالية بلدهم تونس وان تبقى جسور التواصل قائمة بينهم وبين وطنهم الام وذلك اقل واجب يمكن ان يقدمه أي مواطن فلسطينيلتونس التي احتضنت المقاومة ودفعت الثمن غاليا من اجل مساندتها المطلقة للقضية الفلسطينية». والحقيقة ان الجالية التونسية المقيمة في غزة تعيش أوضاعا صعبة. ومائة ثمانون امرأة واطفالهم هو تعداد الجالية التونسية المقيمة في غزة منذ منتصف التسعينيات من القرن الماضي ومن الطبيعي ان تكون لهذه الجالية مشاكل وان تواجه المصاعب ناهيك وانها تعيش في زمن حرب دائمة واعتداءات يومية وهجمات وحشية. من تحدثن إلينا يجمعن على ان من وطئت أقدامه غزة لن يقدر على مغادرتها حتى وان كان ثمن هذا العشق الموت، مثلما صرحت لنا سيدة تونسية بطلة وجدت في جمعية الاخوة الفلسطينية خير سند لتربية ابنائها وتعليمهم وعلاجهم. فالأوضاع هنا صعبة وصعوبة الاتصال برام الله مقر بعثتنا الديبلوماسية اصعب بسبب ظروف الحرب المفتوحة على غزة. لذلك يضاعف رئيس الجمعية، الأستاذ حاتم الشواء الجهد من اجل تامين ولو الحد الأدنى لسيدات تونس وأطفالهن. واضافة الى هذا الجهد، قامت الجمعية تباعا بإحياء عيد ثورة الرابع عشرة من جانفي وعيد الاستقلال وعيد الجلاء كما تولت تشكيل جمعيات للأحباء لمساندة المنتخب الوطني في كاس العالم بروسيا. وبالنظر الى ما تقدمه الجمعية من دعم واحتضان للجالية التونسية، ثمة ما يحرجنا كتونسيين ونحن نرى مناضلين فلسطينيين في حجم الأستاذ حاتم الشواء لا يكرمون في تونس. ولما طرحنا عليه السؤال، تعفف الرجل واكد على انه يلقى كل الدعم المعنوي من وزير الخارجية التونسي خميس الجيناوي ومن السيد محمود الخميري الوزير المفوض خارج الرتبة، بمهام مدير عام للعالم العربي والمنظمات العربية والإسلامية بوزارة الشؤون الخارجية وسعادة سفير تونس بمصر نجيب منيف. والحقيقة ان هذا الدعم الديبلوماسي لا يمكن ان يحجب عنا نحن كتونسيين حق مناضلي الجمعية وفي مقدمتهم الأستاذ حاتم الشواء في اعتراف سياسي تونسي لهم بحبهم لتونس وتفانيهم في خدمتها وصون كرامة مواطنيها بفلسطين.