بشرنا وزير الصناعة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة أن الشركة التونسية للحديد المعروفة عند التونسيين باسم شركة الفولاذ تمكنت رغم خسائرها المتراكمة التي ناهزت عن 250 مليون دينار من تصدير أول شحنة من الخردة خلال شهر فيفري الفارط وبين الوزير ان هذه «الجهود المحمودة» التي اسفرت عن تصدير «الخردة» جاءت بمساهمة كبيرة من الحكومة بفضل سديد اجراءاتها وسليم قراراتها المتخذة خلال مجالس وزارية عديدة تلافت الفشل الذريع في تصدير «الخردة» في سنة 2017 .. حقيقة لا اعلم تحديدا ماذا بامكان المء ان يتصرف ازاء «بشارة» مثل هذه زودنا بها الوزير «لا فض فوه» .. مجالس وزارية ولقاءات ومشاورات واستراتيجيات افرت عن تصدير «الخردة» ونسي السيد الوزير انه لو القى نظرة سريعة على موقع وزارته الالكتروني لعلم ان «بطاقة تعريف» هذه المؤسسة تنص في خانة النشاط على انه «الصناعة» ولا اظن ان الوزير يجهل معنى كلمة «الصناعة» ومدلولاتها فالصناعة تعني الصناعة ولا تعني ان نجمع «الخردة» ثم نكومها ونبذل قصارى جهودنا عبر ممثلياتنا الديبلوماسية في الخارج لتصريف تلك «الخردة» والا لكان من الافضل تحويل مرجع نظر هذه الشركة من وزارة الصناعة الى وزارة البيئة وحماية المحيط .. مع سليم الفرياني شركة تعمل في مجال صناعة الحديد تأسست منذ 23 جويلية من سنة 1962 أي ان عمرها شارف على الستة عقود تصبح بفضل «مجالس وزارية» تصدر «الخردة» .. سيدي الوزير هذا اعتراف ضمني منك ومن حكومتك ان هذه اشركة تخلت عن صبغتها الصناعية وخالفت قانونها الاساسي والافضل ان تتم اعادة هيكلتها وان تحين بياناتها على موقع وزارتك فتنفي عنها نشاط «الصناعة» لتتحول الى «جمع النفايات الحديدية» من حضائر البناء او من أي مكان اخر .. سيدي الوزير ما اعتقدت انه انجاز كبير هو وصمة عار في تاريخ هذه المؤسسة العريقة ووصمة عار للحكومة التي عجزت عن اصلاح مؤسسة هي في حالة «موت سريري» ديونها السنوية بلغت 20 مليون دينار وخسائرها تكفي لو انفقت بعقلانية لفتح مصانع حديد عديدة لكن لانكم ترفضون الخوصصة او حتى تفعيل الشراكة بين القطاعين العام والخاص فستصدر شركة الفولاذ الخردة هذا ان رضي مزودوها بتلك «الخردة» مواصلة امدادها لان ديونها لديهم كبيرة هي ايضا لكن من المؤكد انها ستسدد ما عليها لانها سينتهي بها المطاف الى تصدير ما بقي من تجهيزات حديدية في شركات عمومية كثيرة اخرى هي ايضا في حالة «موت سريري»لان خسائرها ما بين سنتي 2010 و2017 فاقت 7 آلاف مليون ديناروضخت فيها الدولة أكثر من 12 الف مليون دينار .. .ثم بعد ان تنهي مهمتها بنجاح سنقف جميعا على أطلالها لننشد «ليت حكومتنا أنجزتنا ما تعد وشفت انفسنا مما تجد» !!