بدمٍ بارد وبوحشية كبيرة، أقدم إرهابي أسترالي الجنسية يعرف باسم «برينتون تارانت» على إطلاق النار على المصلين داخل مسجدين في مدينة كرايست تشيرش، جنوب نيوزيلندا، أمس الجمعة، ما أدى إلى مقتل أكثر من 50 شخصاً. ويلنجتون (وكالات) وأعلنت رئيسة وزراء نيوزيلندا، جاسيندا أرديرن، أمس الجمعة، مقتل وإصابة العشرات في الهجوم الارهابي على مسجدين بمدينة كرايست تشيرش. في مقطع فيديو طوله 16:55 دقيقة، نفذ سفاح المسجدين جريمته الشنيعة ب«دم بارد» على ألحان موسيقى عسكرية صاخبة، مستخدما مجموعة متنوعة من الأسلحة المتطورة بلغ عددها 6 قطع استخدم منها 4. وظهر السفاح في الدقيقة الأولى من الفيديو وهو يتحدث أنه سيقوم بالبث المباشر لجريمته. وبدأت الدقيقة الأولى داخل سيارة السفاح وهو يتحدث، وظهر بجانبه رشاشان وبندقية «Shotgun»، بالإضافة إلى سلاح آخر بيده اليمنى، وقام بتشغيل مسجل الموسيقى العسكرية. وتحرّك السفاح في طريقه إلى المسجد لتنفيذ جريمته البشعة، حيث استغرق وصوله إلى المسجد 6 دقائق، وتوقف على مسافة ليتابع حركة الأشخاص ولحظة دخولهم، وبعدما تأكّد من وصول عدد كبير إلى المسجد وقرب أذان صلاة الجمعة، دخل إلى رواق صغير ووضع سيارته هناك ليسد بها الطريق المؤدي لدخول وخروج السيارات. وبدأ السفاح في إسقاط الضحايا واحدا تلو الآخر، حيث رمى سلاحه الأول «Shotgun»، وبدأ في استخدام الرشاش الآلي داخل المسجد بدم بارد، حيث رش المصلين بالرصاص، وقام بضربهم مرة أخرى للتأكد من قتلهم. بعد أن قام السفاح بقتل أكبر عدد من المصلين داخل المسجد، عاد مرة أخرى للخارج في حرية تامة وسط غياب الشرطة، لاختيار سلاح آخر أشبه بالقناصة، لإسقاط أهداف بعيدة المدى، وهذا ما قام به حيث وقف خارج المسجد ليضرب كل ما تراه عيناه. ولم يكتف بقتل المصلين حول المسجد، بل وعقب انتهائه ركب سيارته وبدأ في ضرب كل من يصادفه أمامه. وروى شهود عيان تفاصيل ومشاهد مرعبة لحادث إطلاق النار الجماعي على مسجدين، والذي يعد الأكثر دموية في تاريخ نيوزيلندا. ووصف أحد الناجين من إطلاق النار في «مسجد النور» كيف ركض من أجل إنقاذ حياته أثناء إطلاق الرصاص، إذ قال نور حمزة (54 عاما): «عندما بدأ إطلاق النار هربت مع العشرات إلى الخارج واختبأنا خلف السيارات في موقف السيارات الخلفي للمسجد». وأضاف: «استمر إطلاق النار لمدة 15 دقيقة على الأقل»، مشيرا إلى أن الشرطة اقتحمت المبنى فيما بعد، ورأى حمزة الجثث ملقاة عند المدخل الأمامي للمسجد. ثم نظر من نوافذ المسجد ورأى «أكواما من الجثث». وقال حمزة، الذي جاء من ماليزيا في أوائل الثمانينيات للدراسة قبل أن يستقر عام 1998، إنه «ذُهل من مذبحة اليوم»، وتحدث بينما كانت ملابسه ملطخة بالدماء وهو يساعد الجرحى: «هذه كارثة لنيوزيلندا. يوم أسود»، وفق ما نقلت صحيفة «هيرالد» النيوزلندية. واستهدف الهجوم مسجد النور الكائن في المدينة، والذي يعتبر من أكثر المساجد المعروفة في نيوزيلندا، كما أنّه يضمّ مكتبة تحتوي على الكثير من الكتب الدينية. ويسود الجدل في نيوزيلندا حول حيثيات الهجوم والأسباب المباشرة وراءه، خصوصا وأن المنفذ استغرق وقتا كافيا نسبيا لوصول دوريات الشرطة إلى الموقع المستهدف ومواجهة الجاني. ومساء أمس قتلت الشرطة في نيوزيلاندا برينتون تارانت بالرصاص كما اوقفت 4 اشخاص يعتقد انهم متورطون في الهجوم الارهابي.