أتابع نشرة الأنباء على القناة الوطنية الأولى من حين لآخر وقد لاحظت الحضور الكبير في تغطية أنشطة الحزب «الحاكم» حركة النهضة الذي تخصٌص لأنشطته مساحات واسعة قياسا بأحزاب أخرى ! إن الموضوعية والاستقلالية تقتضي بالضرورة منح كل الأحزاب نفس المساحة من التغطية ولأن هذا الاختيار غير ممكن عمليا بسبب كثافة عدد الأحزاب من جهة وتعدد الانشطة من جهة أخرى وتشتتها الجغرافي خاصة مع اقتراب الموعد الانتخابي واشتداد المنافسة ممٌا يجعل من عدالة المتابعة مستحيلة فإن الحل الأفضل للقناة الوطنية هو مقاطعة كل نشاط حزبي مهما كان الحزب وهكذا تتخلص أسرة شريط الانباء من تهم الانحياز لهذا الحزب أو ذاك. فحركة النهضة تكاد تكون هي الحزب الأكثر حضورا في تغطيات القناة الوطنية الاخبارية وأن تكون حركة النهضة صاحبة الكتلة الأولى والحزب الأكثر حضورا في كامل الجمهورية والأكثر تماسكا تنظيميا فهذا لا يشفع له لأن يكون صاحب المرتبة الآولى في التغطيات التلفزية لأن التلفزة الوطنية موفٌق عمومي ولا يحق لأي حزب في السلطة كان أو في المعارضة ان يحتكرها خاصة اننا على مسافة أسابيع من الموعد الانتخابي.