يعلم المتابعون للشأن السياسي اليوم ان مخرجات المؤتمر الانتخابي الأول لحركة نداء تونس لم ترق للبعض ويعملون على الاطاحة بها لكن هناك اشارات الى وقوف نجل رئيس الجمهورية خلف تلك المحاولات. تونس «الشروق»: يلتقي المدير التنفيذي السابق لحركة نداء تونس حافظ قائد السبسي اليوم بعدد من الغاضبين على نتائج انتخابات المكتب السياسي للحركة في مدينة المنستير وذلك للتنسيق لكيفية التصدي لمن يريدون اقرار تلك النتيجة حسب ما تحصلت عليه الشروق من معطيات. عودة إلى المنستير وفي هذا الاطار أكدت مصادر من اللجنة المركزية المنتخبة لحركة نداء تونس أن نجل رئيس الجمهورية لم يقبل بالتركيبة التي تم فرضها في جلسة انتخاب أعضاء المكتب السياسي ما جعله يدفع في اتجاه ابطالها وكانت اولى المحاولات بمطالبة نائب رئيسة المؤتمر عيسى الحيدوسي بالغاء نتيجة التصويت. وامام تمسك رئيسة المؤتمر بموقفها من عملية انتخاب المكتب السياسي وبشرعية الانتخابات التي حصلت رغم رفض باقي اعضاء مكتب المؤتمر الى جانب تمسك القائمة المعلنة بموقفها أيضا من شرعية عملية انتخابهم يلتقي حافظ قائد السبسي اليوم بعدد من الغاضبين في مدينة المنستير لتنسيق كيفية التصدي لتلك النتيجة. ولعل السؤال الذي طرح دائما سواء بعد مؤتمر سوسة او بعد التحويرات التي أدخلت سابقا على قيادة الحزب وهياكله القيادية هو لماذا يصر حافظ قائد السبسي دائما على اظهار نداء تونس «حزب العائلة» او حزب «نجل صاحب الباتيندة» رغم ان ابتعاده عن الواجهة او مشاركة قيادات أخرى فيها لا يمكن الا ان يخدم مصلحته هو اولا. وفي الجهة الأخرى نجد ان أغلب أعضاء المكتب السياسي المعلن عن فوزه في الانتخابات التي جرت يوم الثلاثاء يجتمعون اليوم في مدينة الحمامات لتوزيع المهام فيما بينهم لكن بعيدا عن الغاضبين أي انهم يعتمدون معطى حصولهم على اغلبية في المكتب لابعاد الاقلية الغاضبة ودفعهم الى تكوين شق معارض او مخرب بدل العمل على احتوائهم. انقسام جديد ولعل ما يجعل ممارسة الاغلبية التي يقودها كل من سفيان طوبال وأنس الحطاب وممارسة الاقلية التي يقودها حافظ قائد السبسي غريبة بالرغم من انها مقبولة في العمل الديمقراطي هو كون حركة نداء تونس لم تخرج منذ فوزها في انتخابات 2014 من الصراع الداخلي وكلما مر بمحطة تعد فرصة للتجميع وانهاء الخلافات الا وتحولت الى مناسبة لمزيد ترسيخ تلك الخلافات وتطويرها أيضا. وما يدل على ان النداء لم يستفد من مؤتمره الانتخابي الاول بعد هو التصريحات التي اطلقت أمس من كلا الطرفين حيث قال القيادي في الحركة منجي الحرباوي ان الشق الرافض لاعادة انتخاب المكتب السياسي هي اطراف اعتمدت التحيل وترغب في المرور بالقوة للسطو على النداء مؤكدا ان اجتماع المنستير اليوم يعاد خلاله انتخاب المكتب السياسي. ومن جانبها قالت أنس الحطاب ان ما يحصل في المنستير هو محاولة من حافظ قائد السبسي الذي لم يحصل على منصب قيادي في المكتب السياسي مضيفة ان المؤتمر سيستانف أشغاله اليوم في مدينة الحمامات. اذن وكما قلنا نحن اليوم امام مؤتمرين الاول في المنستير لانتخاب مكتب سياسي جديد للغاضبين والثاني في الحمامات لتوزيع المهام بين المنتخبين في قمرت يوم 9 أفريل؟ اجتماعان في يوم واحد يعقد حافظ قائد السبسي اجتماعا اليوم بالغاضبين في مدينة المنستير لمواصلة أشغال المؤتمر وانتخاب مكتب سياسي جديد للحزب. تعقد انس الحطاب وسفيان طوبال وعدد من اعضاء المكتب السياسي المعلن عن فوزه اليوم اجتماعا لمواصلة أشغال المؤتمر وتوزيع المهام في مدينة الحمامات. لماذا غاب أو غيب فاضل بن عمران؟ تونس «الشروق»: كان واضحا خلال مؤتمر حركة نداء تونس غياب عدد من الاسماء البارزة في الحزب ولعل أبرزهم النائب فاضل بن عمران الذي لم يشارك في المؤتمر كما لم يترشح او يرشح لاي منصب وهو ما دفعنا الى التساؤل عن السبب. وبالاتصال به قال محمد فاضل بن عمران «ليس لدي ما اقول في هذا الصدد الا حديثك مع اللي ما يفهمكش ينقص في العمار». وقد رفض بن عمران توضيح مقصده او اسباب تغيبه عن المؤتمر واكتفى بذكر ذلك المثل الشعبي.