تصدرت الجمعية النسائية بصفاقس المشهد الرياضي في كرة اليد النسائية خلال الموسمين الاخيرين وحققت نتائج ممتازة وغير مسبوقة تمثلت في التتويج بثلاثية خلال موسم وحيد بعد غياب دام سنوات عديدة عن منصات التتويج ولا شك ان هذه الصحوة والقفزة النوعية التي عرفها الفريق يقف وراءها رئيس الجمعية مراد بوعصيدة الذي وفر كل ضمانات النجاح والمفاجأة ان بوعصيدة اكد ل»الشروق» قراره بالاستقالة من مهامه. الكل يتذكر الوضعية التي كانت عليها الجمعية النسائية بصفاقس والمشاكل الادارية والمالية التي تتخبط فيها مع رؤساء سابقين وتقدم بوعصيدة لتحمل المسؤولية بعد ان كان ضمن الهيئة المديرة لشبيبة الشيحية وفي الوقت الذي كان فيه النادي الافريقي مسيطرا على الساحة نزل بوعصيدة سوق الانتدابات بقوة وانتقى افضل العناصر من الفرق الكبرى على غرار أمل الحمروني (ظهير ايمن من النادي الافريقي) وبثينة عميش(جناح ايسر من جمعية مقرين) وجيهان بالشيخ (منسقة النور الرياضي بأريانة) وهالة مساعد (لاعبة الخبرة من نور اريانة) ورحاب الجرادي (افضل لاعبة في بطولة الوطني «ب» كبريات من الجمعية النسائية بصيادة) وسهام العويني (لاعبة دائرة عائدة من تجربة احترافية في ايطاليا) وخاصة الابنة المدللة لجمعية مقرين مروى الذوادي ولم يتوقف الامر عند هذا الحد بل اقدم بوعصيدة عن انتقاء برز اللاعبات لفريق الصغريات حتى يكون هو الآخر قادرا على تحقيق الهدف المعلن وهو التتويج بالألقاب. وفي ظرف وجيز كوّن بوعصيدة فريق الاحلام وتمكن من الاطاحة بكل منافسيه التقليديين على البطولة ونقصد الافريقي والمهدية ومقرين وطبلبة. وتوّجت الجمعية النسائية بصفاقس بالبطولة ثم البطولة العربية للأندية الفائزة بالكأس في صفاقس وخاضت الدور النهائي لبطولة افريقيا للأندية الفائزة بالكأس في الحمامات وانهت سنة 2018 كأحسن ما يكون بلقب السوبر العربي ليحصد الفريق ثلاثة القاب في موسم واحد وأضاع لقب كأس تونس في الدور النهائي مع الجمعية النسائية بطبلبة. وتواصل العمل هذا الموسم والفريق متراهن بارز على البطولة والكأس بفضل الاستقرار المالي والاداري الذي وفره رئيس الجمعية مراد بوعصيدة الذي تحمل كثيرا وصرف من ماله الخاص دون ان يبخل باي شيء على فتيات الجمعية ولكن يبدو ان بوعصيدة لم يعد قادرا على تجمل العبء بمفرده حيث اكد انه وجد نفسه كمن «يحرث في البحر» بما ان التتويجات ليس لها أي فائدة مادية او حتى معنوية وقد اكد بوعصيدة ان السلط لم تلتفت الى الجمعية ولم تكترث للمتاعب والمصاريف التي يتكبدها الفريق بسبب التنقل يوميا عبن طريق كراء حافلة خاصة للتدرب في قاعة قرمدة او الشيحية كما ان البلدية والولاية لم تسند المنحة للجمعية طيلة توليه رئاسة الفريق مع الاشارة ان المنحة لا تتجاوز 5 الاف دينار وهي منحة مخجلة لفريق يراهن على الألقاب ويشرف الجهة ومعدل جرايات لاعباته قرابة 20 ألف دينار شهريا. ويبدو ان بوعصيدة لن يتراجع عن قراره ولا شك ان المتضرر هو الجمعية النسائية بصفاقس التي اعتلت القمة وقادرة على البقاء فيها بتظافر الجهود ودعم مجهودات رئيس الجمعية الذي قدّم الكثير دون ان ينتظر كلمة شكر من احد مع الاشارة ان عدة مسؤولين في عدة فرق اخرى يطرقون باب مراد بوعصيدة للبحث عن الدعم واغلبهم يجدون ضالتهم عنده.