تونسيون يجلسون إلى موائد إفطار قطرية، وتركيّة وكويتية..وآخرون يتلقّون مساعدات إنسانية تحت شعار «الإغاثة «، مشهد أقرب إلى مساعدة اللاجئين وإمعان في إذلال التونسيين، حادثة واجهها الرأي العام التونسي بموجة استنكار كبرى. تونس -الشروق - تداول روّاد مواقع التواصل الاجتماعي في اليومين الماضيين ،صور عدد من التونسيين وهم يجلسون الى موائد إفطار تركية ،وقطرية ويتلقون مساعدات كويتية. والصور أثارت ضجّة كبرى وجزء منها كان يحمل نبرة الحسرة على ما آلت اليه الأوضاع في تونس. والجزء الآخر هاجم هذه الجمعيات مشكّكا في النوايا الحقيقية التي تقف خلف تقديم المساعدات الإنسانية . وطالت الانتقادات حزب حركة النهضة الذي تربطه علاقات وثيقة مع هذه الدول إضافة الى حضور قياداته في توزيع هذه الإعانات. جزئيات عديدة كانت لافتة للنظرفي مشهد موائد الإفطار وفي صور توزيع المساعدات على عدد من التونسيين، فاللافتات التركية التي كانت حاضرة في موائد الإفطار،وقوارير الزيت والعلب الكرتونية .. كانت أكثر العناصر التي أثارت رد فعل قوي من الرأي العام التونسي. فتونس التي تصنّف من ضمن الدول الأوائل في انتاج زيت الزيتون و من أوائل الدول تاريخيا في تصدير هذا الزيت، أصبح مواطنوها يأخذون الزيت كمساعدة إنسانية. «كول ووكّل» تعليقات كثيرة رافقت الصور التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، منها ما قاله الكاتب السياسي باسل ترجمان الذي علّق على هذه الصور في تدوينة نشرها على صفحته في "فيسبوك" قائلا «تحت شعار كول ووكل وشارك الناس في أرزاقها، موائد الإفطار التركية القطرية تذل الناس والصبايحيه تاخو بايها من القصعه كاش». أما نائب المجلس الوطني التأسيسي محمد نجيب كحيلة فقال في تدوينة نشرها على صفحته في فيسبوك «مشهدٌ وضيع، مشهد ذليل، مشهد لؤمٍ وسقوط، أدين بقوّة من يذلّ شعب تونس بكرتونة مواد غذائية ،أدين بقوّة ثقافة التسوّل وكلّ من يسيء لكرامتنا وعفّتنا . أدين بقوّة، هذا المشروع المشبوه الذي ينطق رياء، وسمّوه مشروع توزيع قفّة رمضان، وهو بالكاد يكفي لإعداد وجبتين أو ثلاث. وأدين كلّ من يصطفّ، ممرّغا كرامته في التراب، ليتسلّم شيئا من هذه المواد المسمومة . ثكلتكم أمّهاتكم وحبطت أعمالكم. تجوع الحرّة ولا تأكل بثدييها «. موائد الذل والعار أما رئيس المركز الدولي لحوار الحضارات الشيخ الزيتوني لطفي الشندرلي فقال في تدوينة نشرها على صفحته في "فيسبوك" « هكذا أوصلوا المواطن التونسي إلى فقر مدقع وخصاصة مزرية لم يسجلها تاريخنا تاريخ العزة والكرامة والشموخ دول أجانب تنصب له موائد المذلة والعار في عقر داره أمام العالم ..هكذا أراد الإسلام السياسي الذي نهش البلاد وأسقطها لتدق أبواب التسول وتطأطأ رؤوسنا في شهر رمضان .». الشندرلي أضاف في تدوينته «إهانة كبيرة للمواطن التونسي، وسقوط متدن، وفقدان كرامة، ومهزلة وطنية أن تصبح جمعيات أجنبية توزع إعانات تارة كويتية وتارة تركية ...!؟ . قوارير زيت، علب طماطم...لهذه الدرجة من الإهانة أوصلوا المواطن التونسي.تونس الغالية دولة مستقلة ذات سيادة دينها الإسلام والعربية لغتها والجمهورية نظامها . كما جاء في البند الأول من الدستور. فلا مجال لخرق الدستور والقوانين». عاصفة انتقادات واجهتها تحركات «الجمعيات الخيرية « تحت عنوان المساعدات الإنسانية ،خاصة ان تونس مقبلة على موعد انتخابي بعد أشهر قليلة. وهو ما يُغيّر وجهة ما تقوم به هذه الجمعيات من «المساعدات الإنسانية « الى « الحملات الانتخابية» خاصة أن عددا من قيادات حركة النهضة أشرفوا على بعض الموائد وتوزيع عدد من المساعدات.* تحرّك الجمعيات يخضع توزيع المساعدات الإنسانية خاصة الأجنبية منها الى مسار رسمي يمر أساسا بالدولة.وتخضع تحركات الجمعيات الدولية سواء منها ما ينشط في المجال الخيري أو في أي مجال آخر الى ضوابط محددة في مستوى حركتها. وهو ما لم يتم العمل به في ما يتعلق بما تم القيام به تحت عنوان «المساعدات الإنسانية في شهر رمضان «.