قفصة «الشروق»: مدينة المتلوي هي كبرى مدن الحوض المنجمي بقفصة وتم تركيز بها أول نواة بلدية في 11-11-1903 وتتواجد على الطريق الوطنية رقم 3 (قفصةتوزر) وتبعد المدينة عن مقر ولاية قفصة 40 كلم وأصل تسميتها نسبة إلى وادي الأرطي أو الجبل ويعود تاريخها القديم إلى عصور ما قبل التاريخ التي تبرز دلالاتها من خلال الآثار – القبصية – البونية – الرومانية والإسلامية وصولا إلى حقبة الاحتلال الفرنسي التي مازالت بقايا اثارها ومعالمها شامخة ومؤرخة في شكل حصون وجدران وأبراج مراقبة ودفاع وكانت سفوح جبل الثالجة موقعا لاكتشاف الفسفاط في أفريل 1885 من قبل فيليب توماس والذي أعطى أبعادا جديدة لاستيطان المستعمر وقلب «موازين » نمط عيش السكان الذي يرتكز على الزراعة البعلية والرعي واستغلال حاجة الحماية الفرنسية ليد عاملة تضمن انطلاقة «تنمية» جديدة على المقاس لاستخراج الفسفاط يدويا من قبل التونسيين والأشقاء الجزائرين والليبيين عن طواعية وقصريا بالتجنيد الموجه . موقع استراتيجي كانت المتلوي موقعا خصبا لعديد الأحداث والإضرابات والتمرد أشهرها إضرابات مارس 1937 وانتفاضة الحوض المنجمي سنة 2008 والثورة التونسية 2011 وارتبط الفسفاط بإحداث شبكة للسكك الحديدية لنقل خام الفسفاط إلى صفاقس ولتلعب دورا رئيسيا في نقل البضائع والمنتوجات والمسافرين في إطار تنويع نشاط الشركة . وتطل جبال الثالجة على بعد 7كلم من وسط المدينة التي تختزل جمال الريف والطبيعة من خلال تعدد المناظرالطبيعية بغطاء نباتي وشجري على ضفاف مياه العيون وسط تضاريس الجبال الجرداء المتنوعة النتوءات والمقاسم الصخرية التي تكثر بها الالتواءات والأنفاق الطبيعية والمحدثة وهذا التنوع الطبيعي حاولت الدولة استغلاله منذ أكثر من ربع قرن للترويج للسياحة الداخلية عبر الربط بين مدينة المتلوي وجبال الثالجة وأنفاقها وذلك على متن القطار الأحمر «الجرذون الاحمر – أو قطار محمد باي الذي أهدته له فرنسا سنة 1945 بعد مازال الانتفاع به ويعود صنعه إلى سنة 1911 ووشهدت هذه الرحلات السياحية بعد الثورة اضطرابات في المواعيد الى ان علقت بعد تضرر الخط الحديدي على اثر الفيضانات التي عاشتها الجهة في 2018ليبقى الجرذون الاحمر في قائمة الانتظار الى حين صيانة الخط الحديدي.