الجزائر (وكالات) أكّد رئيس أركان الجيش الجزائري، نائب وزير الدفاع، الفريق قايد صالح، أنه ليس لدى الجيش أي طموحات سياسية، متهماً جهات لم يسمها بمحاولة تمييع مساعيه النبيلة، عبر تقليب الرأي العام بالادعاء أن محاسبة الفاسدين ليست بالأولوية.وأضاف خلال زيارة أمس الأربعاء للناحية العسكرية الرابعة في يومه الرابع خلال تفقده القطاعين العسكريين بالأغواط وبسكرة، أن الهدف من تلك المحاولات تعطيل المسعى الوطني، حتى تتمكن العصابة من التملص والإفلات من قبضة العدالة . وفي سياق اخر تطرقت امس وسائل الاعلام الجزائرية الى مرور 3 اشهر على بداية الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإسقاط النظام. وذكرت التقارير ان يوم امس الاربعاء دخل الحراك الشعبي شهره الرابع، دون أن يفقد قوته أو بريقه، فالتعبئة لا تزال قائمة، ولا يزال ملايين المتظاهرين يجوبون الشوارع كل يوم جمعة، ومئات الآلاف من الطلبة يخرجون كل ثلاثاء، بشعارات لم تتغير، تدعو كلها الى رحيل النظام كشعار «يتنحاو قاع « ، والانتقال الديمقراطي الحقيقي، رغم العديد من محاولات القمع تارة والالتفاف على الثورة تارة أخرى. وفي سياق متصل أغلقت السلطات الجزائرية، ليل الثلاثاء- الأربعاء، ساحة البريد المركزي، القلب النابض للحراك الشعبي، والميدان الذي احتضن أغلب التظاهرات والحركات الاحتجاجية الرافضة لنظام الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ولبقاء رموزه، منذ بدايتها في 22 فيفري. وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، لحظة تسييج مبنى البريد المركزي بصفائح حديدية من طرف العمّال، في خطوة أثارت جدلا واسعا بين الجزائريين. وبينما بررت السلطات قرار الغلق بحماية المبنى التاريخي من الانهيار، بعد تسجيل بعض الاهتراءات والتشققات على السلالم بفعل الوزن الزائد، وبالنظر لقدم هذا المبنى العتيق، رأى جزائريون أن هذا الإجراء هو محاولة من السلطة للتخفيف من زخم المظاهرات المناهضة لها. ومنذ بداية الحراك الشعبي، مثّلت ساحة البريد المركزي التي يعود تاريخها إلى حقبة الاستعمار الفرنسي والواقعة في قلب الجزائر العاصمة بالقرب من مبنى البرلمان وقصر الحكومة، قبلة المتظاهرين القادمين من مختلف أنحاء البلاد، والملتقى الجامع لشباب الحراك، الذي يحجون إليه بعد كل صلاة جمعة، لرفع مطالبهم، كما كان هذا الميدان شاهدا على حركة التغيير الذي تشهدها الجزائر، هذا العام.