أعلنت هيئة الانتخابات أن عدد المسجلين الجدد فاق المليون وتم تمديد فترة التسجيل الى غاية 15 جوان المقبل، فمن هم المسجلون الجدد؟ ولصالح من سيكون تسجيلهم؟. تونس «الشروق: أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات ان عدد المسجلين الجدد في السجل الانتخابي الى غاية الثامنة من مساء يوم الاربعاء فاق التوقعات حيث بلغ مليونا ومائة وخمسة عشر الف ناخب كما تم الاعلان عن اتخاذ قرار تمديد فترة التسجيل إلى غاية 15 جوان القادم. من هم المسجلون الجدد؟ وحول احصئيات الناخبين الجدد فقد بينت الهيئة ان المليون ومائة وخمسة عشر ألفا يتوزعون بين 53 بالمائة منهم إناثا و47 ذكورا وهي نفس النسبة لمن قاموا بتحيين تسجيلهم والذين بلغ عددهم مائة و71 ألفا وأربعمائة وتسعة وستين. ولعله من أبرز الملاحظات حول المسجلين الجدد هو أن أغلبهم من الشباب حيث نجد 43 بالمائة منهم بين 18 و25 سنة إضافة الى 23 بالمائة أعمارهم تتراوح بين 26 و35 سنة والتصنيف الموالي أي من 36 الى 45 سنة بلغت نسبتهم 15 بالمائة وما فوق ال45 سنة بلغت نسبة مشاركتهم في التسجيل الجديد 20 بالمائة فقط. إذن فان ثمانين بالمائة من المسجلين الجدد أعمارهم أقل من 45 سنة أي من الشباب الذي اختار العزوف في السابق وقد كان احد أهداف الهيئة العليا المستقلة للانتخابات من خلال حملة التسجيل التي تم اتخاذ قرار التمديد فيها اثر نجاحها الى حد الآن في حين أقرت الهيئة بمواجهة صعوبات في الوصول الى فئة المسنين. وفي هذا الإطار فان النجاح في فئة الشباب تم بفضل تحقيق نجاح بنسبة 70 بالمائة من الفئة المستهدفة في المقابل لم تتجاوز نسبة مشاركة المستهدفين من المسنين 14 بالمائة. وانطلاقا من تلك الإحصائيات فان قرابة نصف المسجلين هم ممن لم يكن لهم الحق في التسجيل سابقا أي أنهم بلغوا سن ال18 خلال الفترة الفاصلة بين الانتخابات التشريعية السابقة والمقبلة وبالتالي لا يمكن التكهن بتوجهاتهم السياسية. وحول كيفية تحقيق ذلك الرقم في فئة الشباب بين أعضاء الهيئة ان النجاح الذي تحقق بفضل وضع إستراتيجية ناجعة في الوصول إلى المعنيين في كل مكان يمكن ان يتواجدوا فيه فتمت تغطية المؤسسات التربوية والتعليمية والخدماتية ذات الصلة والمؤسسات الصحية والمؤسسات الخدماتية ذات الصلة بالصحة والإحياء الصناعية والإدارية والمركبات التجارية والأسواق القارة والدورية والتظاهرات الرياضية والثقافية والفضاءات العمومية. من المستفيد؟ وردا على التشكيك في عملية التسجيل من قبل بعض السياسيين فقد بين مجلس الهيئة انه ومنذ بداية عملية التسجيل وضعت عدة آليات وتدابير لضمان جودة عمليات التسجيل واحترامها للإجراءات القانونية والمعايير الدولية منها التكوين المستمر وتوعية الأعوان حول اهمية احترام الاجراءات الى جانب آليات الرقابة المعلوماتية المركزية والجهوية إضافة الى آليات رقابة ميدانية لاعوان التسجيل. كما كشف رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات نبيل بفون ان الرقم الذي تم تحقيقه أضخم رقم حققته الهيئة العليا المستقلة للانتخابات منذ سنة 2011 ، وتوقع تجاوز مليون و 300 ألف ناخب أو حتى الوصول الى 1.5 مليون ناخب جديد بحلول 15 جوان القادم في حال تواصل التسجيل على هذا النسق معتبرا ان بلوغ ما يقارب7 ملايين ناخب من جملة 8.8 مليون ناخب محتمل مؤشر ايجابي يمكن ان يفرز انتخابات ذات جودة. وشدد رئيس الهيئة على أن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات لم تخضع لأي ضغوط من اجل اتخاذ قرار التمديد في آجال التسجيل في الانتخابات التشريعية الى 15 جوان 2019 مشيرا إلى أن القرار سيادي يخضع بالأساس الى الخطة العملياتية للهيئة و للميزانية المرصودة للانتخابات التشريعية و الرئاسية التي قال إنها ستتأثر جراء انحلال المجالس البلدية. اذن فان المستفيد الاول من ارتفاع نسبة التسجيل هو العملية الانتخابية في حد ذاتها حيث يمكن ان تشهد ارتفاعا في عدد المشاركين في التصويت بعد التحاق هذا العدد الهام من المسجلين الجدد كما يعد المستفيد الثاني هو الشباب الذين التحق حوالي مليون جديد منهم لممارسة حقهم في اختيار من يحكمهم بعد ان كان عدد كبير منهم متخليا عن ذلك الحق. سامي بن سلامة .كانوا مقصيين وهم لا يتبعون أحدا تونس الشروق: قال العضو السابق في هيئة الانتخابات سامي بن سلامة تعليقا على الرقم الكبير المسجل من قبل الهيئة انهم اشخاص كانوا مقصيين ولم يدخلوا في دائرة السياسة إلا عندما توجهت اليهم الهيئة حيث هم وعددهم فاجأ الجميع. وأوضح قائلا «لماذا لا يكون المسجلون الجدد من أنصار النهضة أو النداء ؟ وبالتالي لن يتغير شيء إطلاقا بعد الانتخابات المقبلة...سؤال مهم جدا.. والأهم منه أنهما في الحقيقة لم يتوقعا أصلا لا هما ولا غيرهما من الأحزاب أن يتم التسجيل بمنهجية مختلفة عن 2014 و 2018... لم يفطنوا بالأمر إلا في وقت متأخر جدا... ولم يستطيعوا إعداد أنفسهم للعملية... ولو فعلوا لما احتجوا يوما ولا شككوا في العملية وخاصة حركة النهضة..». وتابع «المليون الجديد يتشكل من مواطنين كانوا مقصيين تماما من الحلقة السياسية ومن الحلقة المواطنية... لا يتبعون أحزابا ولا تيارات سياسية في أغلبهم... لم يتم تسجيلهم بفضل أحد... لقد تم تسجيلهم وإدماجهم ودمجهم في الحلقات المؤثرة لسبب بسيط... وهو تغير المنهجية تماما وذهاب الهيئة لهم حيث يتواجدون... أصبحوا موطنين كاملي الحقوق منذ أيام قليلة...كانوا مهمشين تماما لا يلتفت لوجودهم أحد».