لم تخلف الإذاعة التونسية ولا التلفزة بقناتيها الأولى والثانية عاداتهما السيئة في تجاهل الأدباء ، ففي سهرتي الأثنين والثلاثاء أحتضنت مدينة الثقافة سهرتين لتكريم الشاعر منصف المزغني شارك فيهما عدد من النقٌاد والأساتذة الجامعيين والمهتمين بالتجربة الأدبية ورغم أن مدينة الثقافة لا تفصلها عن مقر الإذاعة إلا بعض دقائق وكذلك التلفزة إلا أنهما سجلا غيابهما في تأكيد على عدم اهتمام بالأدب والأدباء فالإذاعة التونسية بمحطاتها الأربع الوطنية والثقافية والدولية والشباب لم تهتم بهذه للندوة التي كان من المفروض أن يُتهم بتسجيل كل مداخلاتها لتكون وثيقة سمعية عن تجربة المزغني الذي يعد أحد كبار الشعراء العرب كما تجاهلت القناة الأولى والثانية هذا الحدث ! غياب الأعلام الرسمي السمعي البصري عن ندوة أدبية ليس جديدا فيبدو أن الادب والأدباء والكتٌاب آخر اهتمامات المشرفين على البرامج في هذه المؤسسات التي ينفق عليها الشعب التونسي فنحن لا نلوم المؤسسات الخاصة فلها حرية تحديد شبكات برامجها لكن المؤسسات الرسمية ليست حرة وحضورها واجب وليس منة لا على المزغني ولا على مدينة الثقافة. لقد شعر منصف المزغني بمرارة كبيرة وهذا طبيعي لشاعر قضى أكثر من خمسين عاما في الوسط الأدبي التونسي والعربي والأوروبي وتجاهل الإذاعة والتلفزة له لا يمكن أن يواجهه بالصمت فهذه المرارة من التجاهل والنسيان هي التي قتلت الكثير من الأدباء وتسببت له في أمراض مزمنة وقاتلة بسبب الغبن والاغتيال الرمزي !