نجح المنتخب أمس في ضمان الترشّح إلى الدور الثاني من كأس افريقيا لكن الفرحة كانت منقوصة إن لم نقل إنها «مفقودة» خاصّة أن فريقنا قدّم مردودا هزيلا أمام موريتانيا واكتفى بتعادل بطعم الهزيمة. فريقنا سيواجه في الدور ثمن النهائي غانا ويحتاج للأمانة «انتفاضة» حقيقية إن كان يُريد فعلا الذّهاب بعيدا في ال»كَان». ورقة الصّرارفي في خِضمّ الجَدل الكبير حول تجاهل بسّام الصرارفي، قرّر مدربنا الوطني تشريك محترف «نيس» منذ البداية ولا نعرف طبعا إن كان قرار «ألان جيراس» تحت تأثير الضغوطات الجماهيرية والإعلامية أم أنّ اقحام الصّرارفي كان عن قناعة؟ خارج الخدمة رغم اختلال موازين القوى بين تونس مُوريتانيا فإن منتخبنا كان خارج نطاق الخِدمة في مُستهلّ اللّقاء. لاعبونا ظهر عليهم التَثاقل والإعياء رغم أن اللّقاء دار في المساء وبعيدا عن الحرّ الذي اتّخذه البعض حُجّة لتبرير التعادل المُخيّب للآمال ضدّ مالي. والطريف أن المعد البدني فراس بالي أكد أن منتخبنا سيبلغ أوج الجاهزية في المباراة الثالثة والحديث عن لقاء موريتانيا. خَطر موريتاني الأداء الباهت لمنتخبنا قابله خَطر مُوريتاني. وقد هدّد الاشقاء مرمى معز حسن في أكثر من مناسبة. وكانت البداية بتسديدة قوية للاعب المعروف في الشارع التونسي «اسماعيل دياكيتي». وقد نجح معز حسن في التّصدي لهذه التصويبة ليكسب القليل من الثقة خاصّة بعد الهجمة الشّرسة التي تعرّض على خلفية هفوته القاتلة في مباراة مالي. وتحصّلت مُوريتانيا بعد ذلك على جملة الفرص السانحة للتهديف وقد تَناوب على إهدارها «دياكيتي» و»دلاهي» و»كُوليبالي». فرصة بعد 40 دقيقة انتظر منتخبنا 40 دقيقة بالتمام والكمال ليصنع فرصة تستحق الذّكر. العملية بدأها الخزري قبل أن تصل الكرة إلى المساكني الذي قام بتسديها نحو المرمى غير أن هذه التصويبة الأرضية افتقرت إلى القوّة وهو ساعد الحَارس ابراهيم سليماني على ابعادها بسهولة. والطريف أن حارس موريتانا كان في شبه إجازة على امتداد الشوط الأوّل الذي كان فيه مردودنا ضعيفا للغاية على كلّ المستويات. ونقول بكلّ أمانة إن مُوريتانيا أحرجت منتخبنا وكانت الأقرب لإحداث الفارق في الشوط الأوّل. «لغز» الصرارفي مرّة أخرى يؤكد «ألان جيراس» أنه لا يملك أيّ تصوّر فني وإلا ما معنى المراهنة على بسام الصرارفي ثمّ سحبه مع نهاية الشوط الأوّل؟ وإذا كان مدربنا على اقتناع تامّ بأن الصرارفي محدود الامكانات فلماذا يَتجاهله في مواجهتي أنغولاومالي ثمّ يُقحمه في التشكيلة الأساسية التي خاضت مباراة موريتانيا؟ والحقيقة أن «جيراس» «ورّط» الصرارفي من حيث يعلم بأنه رمى به في التشكيلة الأساسية ولسانه يقول: «إنّني منحتك فرصة العمر وما عليك إلا أن تُثبت أنّني هضمت حقّك». وبما أن الفريق بأكمله كان خارج الموضوع فإن الصّرارفي لم يكن قادرا على صُنع الفارق وظهر بوجه شاحب مِثله كلّ اللاعبين بإستثناء الحارس معز حسن الذي قام بالمطلوب وساهم في المُحافظة على نتيجة التعادل. فرصة ولكن في مُستهلّ الشوط الثاني كاد البديل ياسين الخنيسي أن يسجّل هدفا يُحرّر به الأرجل المُكبّلة غير أن التسدية الرأسية للخنيسي أخطأت المرمى. وفي المُقابل تحصلت موريتانيا على فرصة لا تُعوّض لإفتتاح النتيجة. وقد رواغ «علي عبيد» كشريدة بطريقة فنية قبل أن يسدّد الكرة نحو المرمى وفي الأثناء اصطدمت بالعوّاضي الذي كاد أن يغالط حارس مرماه على وجه الخطأ. وقد ردّ معز حسن الفعل بشكل وأنقذنا من «الفضيحة». ورقة اللّقاء تشكيلة تونس: معز حسن – ديلان برون – ياسين مرياح – وجدي كشريدة – أسامة الحدادي – إلياس السخيري – كريم العواضي – نعيم السليت ي (محمّد دراغر) – بسام الصّرارفي (ياسين الخنيسي) – يوسف المساكني – وهبي الخزري المدرب: الفرنسي ألان جيراس تشكيلة موريتانيا: ابراهيم سليماني – عبدول با (ديديادي ديارا) (ديالو جويديلي) – باكاري نداي - علي عبيد – مصطفى دياو – ابراهيما كوليبالي – محمّد دلاهي – مولاي أحمد خليل (سليمان آني) – الحسن مختار – اسماعيل دياكيتي – أداما با المدرب: الفرنسي كورنتين ماريتنز التحكيم: الروندي لويس هاكيزيمانا النتيجة: 0 مُقابل 0