شهدت منافسات دور المجموعات لبطولة كأس الأمم الافريقية في كرة القدم المقامة في مصر، تفاوتا في أداء المنتخبات العربية، حيث فرضت الجزائر نفسها بين الأفضل، في مقابل تحسن مصري تدريجي وتحفظ مغربي، وشك في الأداء التونسي. وبينما أنهت منتخبات مصر والجزائر والمغرب الدور الأول بالعلامة الكاملة والشباك النظيفة في المباريات الثلاث للمجموعات الأولى والثالثة والرابعة تواليا، انتظرت تونس حتى الجولة الأخيرة لانتزاع التأهل الى ثمن النهائي بشق النفس بعد ثلاثة تعادلات في ثلاث مباريات، في المجموعة الخامسة التي لفت فيها أداء المنتخب العربي الخامس موريتانيا، في مشاركة هي الأولى ل «المرابطون» في البطولة القارية. مصر تتدرج في المستوى كان الترقب كبيرا قبل المباراة الأولى لمصر أمام زيمبابوي وخلفهم نحو 100 مليون مشجع، يريدون لقبا ثامنا بأقدام محمد صلاح وزملائه، في البطولة العائدة إلى أرض الكنانة للمرة الأولى منذ 2006. وجاء الأداء متواضعا، ولولا لمحة الجناح الأيسر محمود حسن «تريزيغيه»، لكان الفراعنة أمام احتمال تعادل سلبي مخيب من المباراة الافتتاحية. روح بلماضي في الجزائر قدم المنتخب الجزائري بإشراف مدربه جمال بلماضي دور مجموعات من دون أخطاء، أنهاه متصدرا المجموعة الثالثة بثلاثة انتصارات (على كينيا 2 - 0، السنغال 1 - 0، وتنزانيا 3 - 0). وأدار بلماضي خطوطه بشكل مثالي في بحث جزائري عن لقب ثان بعد 1990، من دفاع صلب مع ظهيرين سريعين لا يهابان التقدم (عيسى مندي ويوسف عطال)، وخط مقدمة فتاك يقوم على رباعي متجانس وهم القائد رياض محرز ويوسف البلايلي وسفيان فغولي وبغداد بونجاح. المفارقة أيضا أن بلماضي خاض المباراة الثالثة بتشكيلة شملت تسعة تغييرات عن تشكيلته الأساسية، من دون أن يؤثر ذلك على أداء الفريق أو قدرته على تحقيق الفوز والحفاظ على نظافة الشباك للمباراة الثالثة تواليا. ولقى أداء المنتخب إشادة واسعة، لاسيما محورية دور بلماضي الذي تولى مهامه في اوت 2018، في إعادة اللحمة الى تشكيلة من الموهوبين في منتخب عانى في الأعوام الأخيرة من «فشل جماعي». منتخب المغرب يتفوق على نفسه تمكن المنتخب المغربي من تقديم أداء ثابت في مجموعة هي الأصعب، ضمته إلى الكوت ديفوار وجنوب إفريقيا وناميبيا، واكتفى بالفوز بهدف نظيف في كل مباراة، ولم يتمكن أي منافس من هز شباكه. وقدم أسود الأطلس أداء مقنعا لاسيما في الجولتين الثانية والثالثة، بعد أداء متوجس ضد ناميبيا. تونس تنتظر الاستفاقة علامة الاستفهام الأكبر تحوم حول نسور قرطاج المتربصين للقب ثانٍ بعد 2004، المنتخب الذي لا يتفوق عليه سوى السنغالي على صعيد ترتيب منتخبات القارية بحسب تصنيف الاتحاد الدولي (فيفا)، بدا بعيدا عما يمكن لأسماء مثل يوسف المساكني ووهبي الخزري ونعيم السليتي تقديمه. وجاهر المدرب الفرنسي ألان جيراس بوجود مشكلة على صعيد حراسة المرمى، بعد خطأين بهدفين للفاروق بن مصطفى ومعز حسن في المباراتين الأوليين (ضد أنغولا ومالي 1-1)، قبل أن يحافظ الأخير على نظافة شباكه في مباراة التعادل السلبي ضد موريتانيا.