عقدت الهيئة المديرة لمهرجان سوسة الدولي بفضاء مسرح «سيدي الظاهر» ندوة صحفية كشفت فيها عن برنامج الدورة 61 التي ستلتئم من يوم 12 جويلية إلى 18 أوت. (الشروق) مكتب الساحل و أكّد مدير المهرجان محمد خلف الله على صعوبة البرمجة «التي تفرض معادلة تقوم على مفارقة المستوى الفني للعروض وطلبات الجمهور والميزانية المتوفرة»، معتبرا أنّ «العملية ليست سهلة بالمرة وقد تعبنا كثيرا وسط جملة من العراقيل منها عقود الفنانين فإلى آخر لحظة هناك عروض قد ألغيت بعد أن تمّت برمجتها وهذا ضاعف في تعبنا». برمجة حسب ذوق الجماهير قدم مدير المهرجان مضمون برنامج هذه الدورة التي ستضمّ 25 عرضا سيفتتحها الفنان مروان علي صحبة الفنانة الشابة صفاء سعد وسيختتمها الدكتور خالد سلامة والمولدي حسين بعرض «جورنال» وقال خلف الله إنه «تم فيها مراعاة مختلف الأذواق وخاصة ميزانية المهرجان حتى يتم تجنب التداين والذي لم تقع فيه إدارة المهرجان منذ التأسيس» حسب تأكيده. وضم البرنامج 15 عرضا موسيقيا منها 5 عروض لمبدعي الجهة (مروان علي وعلاّم عون ومهدي تفيفحة ومنذر بن عمار صحبة جي جي يا، والدكتور خالد سلامة والشاعر الغنائي المولدي حسين ) و5 عروض من خارج تونس (فيصل الصغير من الجزائر، حاتم عمور من المغرب، مروان الخوري من لبنان وفايا يونان وسلاطين الطرب من سوريا)، و4 عروض لفنانين تونسيين (صابر الرباعي ولطفي بوشناق وزياد غرسة وكافون وارماستا) وعرض واحد للأطفال (عالم السيرك) وسهرتان سينمائيتان، وعرضان مسرحيان (عسكر الليل لسفيان بن فرحات وولد أمو للصادق حلواس) وعرض في نوعية «الوان مان شو» لوجيهة الجندوبي "بيغ بوسة " و4 عروض تنشيطية مسرحية تقترب من نوعية «الستاند آب» (لطفي العبدلي، جميلة الشيحي، نضال السعدي، كريم الغربي وبسام الحمراوي). وعلّق مدير المهرجان على عرض العبدلي قائلا «عروض العبدلي مثل المرقة البايتة الي يزيدولها كسكسي ولا أي حاجة أخرى وتصبح وجبة»، حسب قوله. واستفسرت «الشروق» عن غياب العروض المسرحية الكبيرة وسبب تواصل غياب أسماء مثل توفيق الجبالي فأجاب مدير المهرجان قائلا «حاولنا برمجة سي توفيق الجبالي ولكن للأسف لم أجد كيف أتصل به وإنشاء الله الدورة القادمة سنبرمج مثل هذه العروض المسرحية». حسان الدوس يتطاوس! وأشار مدير المهرجان منذ بداية الندوة إلى فنان قال إنه أطنب في الشروط المجحفة ويفرض التهرب من الأداءات ويريد تنفيذ كل ما في مزاجه من رغبات على حساب مهرجان سوسة وصرفنا النظر عن هذا العرض في آخر لحظة، وقد استفسرت «الشروق» عن هذا الفنان وهل هو حسان الدوس بعد ان علمنا أن عرضه تم إلغاؤه في آخر لحظة فأجابنا الكاتب العام للمهرجان معز كريفة قائلا «كان في الانتظار برمجة عرض حسان الدوس ولكن تفاجأنا للأسف بنوعية تعامل غريبة أولها رفض تاريخ العرض رغم أننا اتفقنا عليه مسبقا فالتجأنا إلى تغييره حسب رغبته ثم فرض شروطا مالية مجحفة حاولنا تجاوزها والوصول إلى اتفاق بعد مفاوضات مضنية ولكن ما راعنا إلا وهو يملي شروطا اخرى لا تقدر إدارة المهرجان على توفيرها مثل الخلاص المسبق قبل العرض إلى جانب الطريقة الفوقية النرجسية التي يتعامل بها والنقطة التي أفاضت الكأس هو أنه فرض علينا إعفاءه من الأداءات منها نسبة 5 بالمائة وطلب منا أن نساعده على التحيل بأن نسلم له وثيقة تثبت انه دفع الأداء وفي الحقيقة انه لم يدفع». صابر الرباعي الكبير كبير... وبقدر ما كان تعامل حسان الدوس غير حرفي ويعكس الكثير من الغرور والإجحاف رغم أنه مازال يتلمس طريقه وربما ظهوره التلفزي المستمر كان سببا في هذا الاستعلاء فإن المطرب العربي صابر الرباعي تعامل مع إدارة المهرجان بكل حرفية حسب ما أكّده مدير المهرجان مضيفا «لقد اتصل بنا صابر عدة مرات وأصرّ على الحضور في مهرجان سوسة والذي منه كانت بدايته واتفقنا على مبلغ لا يتماشى مع السوق وقيمته 60 ألف دينار فقط في وقت أن صابر يتعامل ب 250 ألف دينار و180 ألف دينار فبرمجنا هذا العرض لأنه سيزيد في قيمة هذه الدورة ونشكر صابر على أخلاقيات التعامل وعلى تعاونه». الميزانية وموقف الوزارة الغامض! بناء على طلب مقابلة أكّد مدير المهرجان أنه التقى قبل الندوة الصحفية بيومين بوزير الثقافة محمد زين العابدين وكان محور الحديث حول برنامج الدورة والظروف المحيطة بهذه االبرمجة ولكن لم يتلقّ أي منحة إضافية رغم أن هناك مهرجانات أخرى تمتعت إلى جانب منحها القارة من الوزارة بمنح إضافية وصلت حتى المليون دينار حسب قول مدير المهرجان، الذي أضاف أنّ «مهرجان سوسة هو أعرق مهرجان في الجمهورية وكانت ميزانيته في السابق مريحة لتعاون مختلف الأطراف ولكن تقلصت هذه الميزانية في السنوات الأخيرة فاصبحنا نتصرف في قرابة 736 ألف دينار منها 250 ألف دينار منحة الوزارة، 40 ألف دينار منحة البلدية، 1200د معلوم كراء المشربة، قرابة 120 الف دينار من المستشهرين والبقية مداخيل التذاكر في حين أن المصاريف تتجاوز الميزانية ولولا الرصيد المتوفر في خزينة المهرجان لوجدنا صعوبات أكثر وكنا ننتظر دعما إضافيا من الوزارة خاصة وأننا للسنة الثانية على التوالي لم نتمتع باي عرض مدعم». استياء الوزير من وضعية المسرح الجديد وأكّد مدير المهرجان اثناء لقائه بوزير الثقافة استياء الوزير من وضعية مسرح الهواء الطلق الجديد بسوسة والذي رغم أنه لم تمر سنة على افتتاحه بكلفة قُدرت بأربع مليون دينار ونصف هو الآن غير صالح للعروض إضافة إلى أنه تعرض إلى السرقة أواخرالسنة الفارطة بما قيمته 180 ألف دينار لتقاعس البلدية وعدم تكليفها لحارس يحرسه إضافة الى أنها وجدت نفسها عاجزة عن تسديد هذا المبلغ وإجراء إصلاحات لهذا المسرح مما جعل إدارة المهرجان تبرمج كل العروض في مسرح «سيدي الظاهر» والذي تقدر طاقة استيعابه ب 1700 مكان أي أقل من نصف طاقة استيعاب المسرح الجديد مع برمجة ثلاثة عروض في المتحف الأثري بسوسة. تنشيط متميز وقد نشطت الندوة الصحفية عازفة الكمنجة المتميزة الشابة وصال قصاب التي عكست قدرات فنية عالية وزاد في رونق اللقاء حضور بعض الفنانين المشاركين في فعاليات هذه الدورة وهم علام عون الذي سيقدم عرض «تطريز» بإنتاجات فنية خاصة بمشاركة الفنانة آية دغنوج وعازف الكمنجة مهدي تفيفحة والمخرج المسرحي مروان الرياحي في عرض بعنوان «ناعورة» وهي رحلة في تاريخ الفن برؤية إخراجية مسرحية متميزة، وفي لقاء ب»الشروق» أجمع الفنانون الحاضرون على سعادتهم بالمشاركة وعزمهم على تقديم أعمال جديدة متميزة في مستوى الانتظارات والسمعة الفنية الطيبة التي يتمتعون بها. صور منذر بن يزة
