الجزائر (وكالات) خرج أمس مئات الآلاف من الجزائريين في مختلف أنحاء البلاد إلى الشوارع للتظاهر في الجمعة العشرين منذ بداية الهبة الشعبية التي تتزامن هذه المرة مع ذكرى استقلال البلاد، وسط دعوات للاستجابة الى مطالب الشعب في تحقيق انتقال ديمقراطي حقيقي، وبناء دولة الحق والقانون، والإصرار على المطالب التي يرفعها الحراك، خاصة فيما تعلق بضرورة الدخول في مسار حل للأزمة القائمة، والذي لن يتأتى إلا من خلال ضمانات يجب على السلطة تقديمها. وردد المتظاهرون أناشيد وطنية، وأطلقوا شعارات شدّدت على "وجوب الوفاء بالعهد، وتحصين الوطن ضدّ أي تقلبات غير مأمونة". وتمركز المتظاهرون بكثافة في ساحة البريد المركزي وسط العاصمة رافعين شعارات تطالب بالتغيير والاستجابة لمطالب الشعب، فيما عرفت مداخل العاصمة وضع حواجز لقوات الأمن من شرطة ودرك لتفتيش الوافدين ومراقبة المركبات تطبيقا للإجراءات الأمنية الإحترازية في مثل هذه الأحداث. وفي مشهد رهيب رفع آلاف المتظاهرين بشارع ديدوش مراد بالعاصمة النشيد الوطني تعبيرا عن الوحدة الوطنية وكذلك وحدة المطالب الشعبية. وأبت المجاهدة الجزائرية جميلة بوحيرد، إلا أن تشارك في المسيرات الشعبية بالجزائر العاصمة، رغم كبر سنها وحرارة الطقس. وجدّد المحتجون رفضهم أي دور لرئيس الوزراء نور الدين بدوي وكل الرموز السياسية المحسوبة على النظام السابق، على اعتبار أنّه "شارك في تنفيذ السياسات المفلسة في عهد الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة". كما طالبوا بتشكيل حكومة تكنوقراطية تتولى الإشراف على الشوط المؤدي إلى الانتخابات الرئاسية.وتأتي هذه المظاهرات عشية المبادرة التي أطلقتها أحزاب معارضة وشخصيات ومنظمات مجتمع مدني بهدف الشروع في حوار والتحضير لأرضية حل من أجل الخروج من الأزمة القائمة، والانسداد الحاصل، وهي الندوة التي قررت بعض الأحزاب مقاطعتها، لأنها لم تتمكن من فرض توجهاتها.