قفصة (الشروق) مرت الشركة الوطنية للسكك الحديدية وتحديدا منطقة الجنوب الغربي، بعديد الازمات والصعوبات، التي أثرت سلبيا على مردودية الشركة، خاصة بعد الثورة. ورغم الخسائر الفادحة مازالت السلطات المعنية لم تتمكن من ايجاد الحلول. هذه الخسائر التي تطال الشركة ناتجة أساسا عن كثرة الاعتصامات من قبل شباب الجهة المعطل عن العمل، الذين وجدوا في السكة الحديدية ورقة ضغط على الحكومات المتعاقبة وبالتالي تكبدت الشركة خسائر مادية فادحة، وما شهده الخط ال13 الرابط بين قفصة وصفاقس السنوات الماضية خير دليل على ذلك. وبعد مفاوضات عسيرة مع المعتصمين بمنزل بوزيان، تم استئناف العمل من جديد لتتنفس الشركة الصعداء ولو جزئيا لأنها تشحن الفسفاط من أقاليم المتلوي والمظيلة فقط اما الشحن من الرديف وام العرائس، فهو متوقف والسبب ليس الاحتجاجات هذه المرة، السبب طبيعي. فبعد فيضانات اكتوبر 2017 التي شهدتها الجهة، تم تسجيل اضرار كبيرة على الخط عدد15 الرابط بين المتلويوام العرائس والرديف. وذكر مصدر مسؤول بالشركة ل"الشروق" ان المسافة المتضررة تبلغ حوالي 6 كلم وان المياه القوية جرفت السكة الحديدية وبعض الجسور، خاصة ان هذا الخط معروف بصعوبة تضاريسه الجبلية وكثرة الاودية. وهذه الفيضانات ساهمت في تراجع كميات الفسفاط المنقولة بالقطار. معاينة الأضرار...لكن وفي هذا الاطار، اكد لزهر زيتوني كاتب عام نقابة المحطات بقفصة ان الشركة، قامت بمعاينة الاضرار، من خلال زيارة الرئيس المدير العام السابق انيس الوسلاتي. وتم تكوين لجنة لتقييم الاضرار. وتم اخذ القرار لإعادة صيانة المسافة المتضررة. واضاف لزهر ان اللجنة المكلفة بالصفقات العمومية، بالشركة انهت كل الاجراءات المتعلقة بالصفقة. وتم الاعلان عن طلب العروض في ثلاث مناسبات. لكن الصفقة تسقط بسبب تدخل بعض المقاولين، بهدف تعطيلها لأسباب غير واضحة. لوبيات الشاحنات على الخط وقد بلغت كلفة الصفقة 30 مليون دينار. وحسب المعطيات المتوفرة فإن لوبيات الشاحنات، ربما دخلت على الخط، لإفشال الصفقة، حتى يتواصل شحن الفسفاط بالشاحنات. وقد اكد ايضا لزهر زيتوني ان الادارة العامة للشركة الوطنية تسعى جاهدة الى انهاء الإشكال وتعيين المقاول للانطلاق في المشروع، الذي يعتبر مهما إذ ان الخط عدد 15 يعد شريانا حيويا لشحن الفسفاط، من اقليم الرديف. وقد قدرت كمية الفسفاط المخزنة بالرديف حوالي 1.230 مليون طن اما في ام العرائس فإن الكمية المخزنة حوالي 886 الف طن. كما ان هذا الخط كان يشهد سفرات لقطار المسافرين بين المتلوي والردف وام العرائس. وقد بات اهالي هذه المدن محرومين من النقل الحديدي. محدثنا اشار ايضا الى ان الشركة، تواجه عدة صعوبات. ولن تتحسن الوضعية، الا بعد صيانة وتعهد الخط عدد 15 ليرتفع عدد قطارات شحن الفسفاط الى حوالي 17 وبالتالي تستعيد الشركة مكانتها في الدورة الاقتصادية باعتبارها مؤسسة وطنية. تعطيل... متعمد ويرى العديد من اعوان الشركة ان تعطل مشروع صيانة الخط عدد15 اسبابه واضحة. وهناك اطراف تتعمد تعطيله حتى يبقى المجال مفتوحا، امام لوبيات الشاحنات. ويتواصل استنزاف الاموال العامة، خاصة ان كلفة نقل 1طن من الفسفاط عبر الشاحنات تصل الى 25د. اما كلفة نقل نفس الكمية عبر القطار فتصل الى 10 دنانير فقط. كما ان الشاحنات تمثل خطرا محدقا على اهالي الجهة. وقد بلغ عدد الشاحنات، التي تشق مدن قفصة من 400 الى 600 شاحنة كمعدل يومي. تضرّر السياحة من جهة اخرى، تأثر الجانب السياحي بمدينة المتلوي من الاضرار التي لحقت بالخط 15. إذ توقف نشاط القطار السياحي الجرذون الاحمر، الذي ينطلق من محطة المتلوي لولوج منطقة الثالجة وجبالها، ليعبر 7 أنفاق تم حفرها خلال فترة الاستعمار بين سنة 1906و1914. وتبلغ المسافة بين المتلوي والثالجة وصولا الى كاف الدور، حوالي 16 كلم. لكن القطار اصبح الان في عطلة مفتوحة في انتظار صيانة الخط بين المتلوي والثالجة وايضا الجرذون الاحمر الذي يعد في حاجة اكيدة الى الصيانة خاصة ان الجرذون كان له دور سياحي وترويجي باعتباره يوفر منتوجا سياحيا للتونسيين والاجانب. وللاشارة فإ ان الخط عدد15 له مردودية اقتصادية هامة وان تعطل مشروع صيانته يتطلب تدخل رئاسة الحكومة مباشرة لأنها مسألة وطنية ويجب محاسبة كل من يثبت تورطه في تعطيله .