وقد تواصل بنسق أرفع من ذي قبل إسهام الجيش الوطني في مجال الحركة التنموية بالبلاد، فشارك جنودنا في بناء السدود والمطارات والمواني وتهيئة الطرقات وفي مقاومة زحف الرمال بولايات الجنوب وإحياء عديد من المناطق القاحلة مثل منطقة رجيم معتوق بأقصى الجنوب التونسي التي أصبحت منطقة خضراء الناضرين خضرة وغلالا، علاوة على تدخل وحداتنا الدفاعية في عمليات النجدة كلما قويت سيول الأمطار، أو استدعى الأمر تدخلهم في المحافظة على الآثار، إلى جانب ما يتألق فيه جنودنا سنويا في مختلف الرياضيات الفردية والجماعية، وقد ظل وما زال هذا المجهود النافع لوحدات جيشنا مبعث إعتزاز كل التونسيين. كما إزداد الدور الخارجي لجيشنا، بمساهمة وحدات من جنودنا إلى كمبوديا، في أقصى القارة الآسيوية، سنتي 1992 و1993، تأمينا لحياة الأفراد وحماية لمنشآت الأممالمتحدة، ولمراكز إيواء اللاجئين إلى جانب إصلاح جسور تلك البلاد المعطلة، وقد تبعتها مهمة أخرى لوحداتنا الدفاعية إلى الصومال، سنتي 1993 و1994 باضطلاح جنودنا البواسل بتأمين قاعدة الشحن والتفريغ قرب مطار موقاديشو، ومداواة المرضى وإجراء التلاقيح على الأطفال والأمهات تحصينا لهم من خطر الأوبئة، وكذلك الشأن في سنتي 1994 و1995 برواندا، وغيرها من البعثات، خارج الوطن، لمراقبة مناطق متنوعة من السلاح وغيرها من الأعمال التي عادت بالفائدة على شعوب تلك البلدان، بما يحمد لجيشنا مساهمة جنوده وحسن اضطلاعهم بكل المهمات التي كلفوا بالقيام بها داخل الوطن أو خارجه . وبمناسبة الإحتفال بهذه الذكرى العزيزة لابد من التذكير بالدور الفاعل لوزارة الدفاع الوطني الحالية والمتمثل في عمل كل وحدات الجيش لانجاح المسيرة التنموية المظفرة في مقاومة الإرهاب وحماية الحدود بحرا وبرّا وجوّا، خدمة للبلاد والعباد ورفعا من مستوى عيش أبناء الوطن، بما يقوم به جيشنا الوطني من انخراط فاعل في الجهود التنموية، والمساعدة في كل البرامج التنموية، كتفجير المياه من الآبار العميقة في مناطق الجنوب الشرقي والغربي، وبناء المساكن لذوي الدخل المحدود، وترميم المعالم الأثرية ونجدة المصابين في بعض الكوارث الطبيعية على غرار الفياضانات، وكلها أعمال تذكر فتشكر تقوم بها وحدات جيشنا. إن جيشنا الوطني هو صورا للوطن والدفاع عن حرمته والنضال والتضحية من أجل التوفق إلى أن تظل تونس أرض عطاء وفضاء بذل واجتهاد، وبلد خير ونماء، ترفرف رايتها عاليا في سماء الحرية، ناعمة بالأمن والأمان وبالإستقرار والتنمية والتضامن، وبالعيش السعيد، تستقطب السياح والمستثمرين فيجدون في ربوعها ما افتقدوه في بلدان أخرى، حتى وإن كانت أوفر ثراء وأكثر نماء، ولكنهم لا يجدون في تلك البقاع ما نتمتع به في تونس من أمن وتنمية وحرية وتضامن وديمقراطية في ظل مجتمع متضامن متكافل يجتهد كل يوم لتأمين مستقبل أفضل للأجيال القادمة وكل عيد وجيشنا الوطني بألف خير . برلماني وقنصل عام سابق