هو واحد من الشواطئ التي تجاوزت شهرتها حدود الوطن بل لا نبالغ اذا قلنا ان الاجانب يعرفون كاب سيراط اكثر من اهل الوطن كيف لا وهي التي يزورها المهتمون بالتنوع البيئي من كل اصقاع العالم للاطلاع على خصوصيات المنطقة كاب سيراط باختصار واحد من أجمل الشواطئ في الساحل الشمالي للبلاد التونسية تحوّل منذ مدة الى ملاذ خاصة لعشاق السياحة البيئية من الأجانب والتونسيين لما تتوفر عليه الجهة من تمازج طبيعي ساحر بين مكونات بيئية متنوعة حيث تعانق الجبال الساحل وينساب الوادي مخترقاً السهول إلى أن تلامس مياهه العذبة مياه البحر. الطريق الى كاب سيراط سهلة واضحة قليلة الحركة انطلاقا من بنزرت مرورا بثكنة سيدي أحمد ثم يمينا في اتجاه سجنان مرورا بتسكراية القرية الهادئة قبل أن تحتضنك غابات سجنان الصنوبرية وترافقك الى حدود مفترق البلاكات حينها تسير يمينا على مدى 11 كلم وقبل الوصول إلى الشاطئ تعبر جسر حديدي مشيد منذ فترة الاستعمار فوق وادي كاب سيراط مرافق واقامات تتوفر في المنطقة بعض المرافق الأساسية على غرار المطاعم والإقامات من بينها إقامة القرصان التي تحولت إلى عنوان المنطقة وبجانبها إقامة البحر الأبيض المتوسط وهنا وهناك تتوزع محلات مشاوي السمك ذوالمذاق الفريد مثل سمك الورقة والقراض والقاروص والمنكوس شواطئ عذراء القادم الى كاب سيراط بامكانه اما السباحة حيث ينتهي به الطريق اسفل الجبل اوالذهاب يمينا في اتجاه كريك الميداني اوشمالا في اتجاه قلتة الزيت مثلا وهي شواطئ عذراء ساحرة. في طريق العودة لك أن تتوقف من حين لآخر عند بائعات الخزف البربري السجناني الاصيل لاقتناء بعض التحف والهدايا والأواني الفخارية التقليدية أولشراء ثمار غابية يعرضها اطفال صغار على قارعة الطريق من بندق وتوت بري وعسل. القبور الرومانية غير بعيد عن كاب سيراط وتحديدا في مفترق البلاكات المؤدي الى الكاب يمكن لزوار المنطقة زيارة معلم اثري فريد لكنه غير معروف الا للمختصين بالشان التراثي ولاهل المنطقة ونعني به القبور الرومانية والمعروفة باسم الغرف وهي حسب بعض الباحثين قبور كان يدفن بها الرومان امواتهم مجموعة من هذه القبور موجودة بجانب منزل السيدة جمعة أم الفخار البربري امكانيات سياحية واعدة المختصون بالشان البيئي والسياحي يدركون ان كاب سيراط ومن ورائها سجنان منطقة ثرية بها تتوفر بها عدة خصائص طبيعية وبيئية وتراثية قادرة على ان تكون متى توفرت الارادة السياسية قطبا للسياحة البيئية وهذا يستوجب اولا حل المشكل العقاري ومراجعة بعض القوانين الخاصة بالملك العمومي البحري حتى يتسنى لأصحاب المبادراة على غرار اقامة القرصان مزيد تطوير مشاريعهم. وكان شيئا قد ربطه بها والى الابد من يزور كاب سيراط مرة ويتذوق سمكها سيجد نفسه يعود إليها مرات ومرات.