بعد غانا، يُواجه المنتخب مدغشقر وفي البال مُواصلة الأفراح وبلوغ المربّع الذهبي الذي لم نعرف له طريقا منذ 2004. لقاء مدغشقر ستحتضنه العاصمة المصرية بداية من الثامنة ليلا وسيظهر فيه منتخبنا بالأزياء البيضاء بعد أن اختار الخصم (وهو المُضيف) اللّعب بالألوان الحَمراء. اعتذار في الوقت المُناسب يُقال إن الإعتذار من شيم الكبار. ومن هذا المنطلق فإنه لا ذنب على ابننا وحارسنا معز حسن بعد أن بادر بتقديم اعتذار طويل عريض على خليفة اعتراضه على قرار تغييره في مباراة غانا. وقد اعتذر معز حسن من مدربه وزملائه والجمهور التونسي مُعتبرا أن تلك اللقطة العَابرة مردّها حماسه الكبير لمواصلة اللعب والمشاركة في ركلات التَرجيح. ولاشك في أن هذا الإعتذار يأتي في التوقيت المُناسب خاصة أن فريقنا في حاجة إلى قلوب صافية وأجواء نقية استعدادا للمباراة الحاسمة التي تنتظرنا اللّيلة أمام مدغشقر. ونقول لمعز حسن إن اعتذارك مقبول شرط أن تتّعظ من هذه التجربة المريرة والتي جاءت لتؤكد أن مصلحة المنتخب فوق كل الاعتبارات ولا فرق بين لاعب وآخر إلاّ بالأداء. ونتمنّى أيضا أن يكون هذا الإعتذار نابعا من القلب لا من باب الاستجابة لإملاءات الجامعة و"الخَوف" على مستقبله مع الفريق الوطني وهو أكبر من معز حسن وكل لاعب لا يحترم "المَريول" التونسي. العامل البدني بذل المنتخب مجهودات كبيرة في لقاء غانا التي أجبرتنا على خوض 120 دقيقة قبل أن تستسلم وتمنحنا ثأشيرة العُبور إلى ربع النهائي لكأس افريقيا. ولاشك في أن الطّاقات المُستنزفة في المباراة الفارطة تضع منتخبنا في تحدّ كبير لإسترجاع مؤهلاته البدنية رغم ضيق الحيز الزمني بين مُواجهتي غانا ومدغشقر (8 و11 جويلية). وستكون الكرة في ملعب المعد البدني فراس بالي لمساعدة اللاعبين على تجاوز التعب والظهور بمستوى جيّد أمام مدغشقر لا بذلك الوجه الشاحب كما حصل في لقاءات أنغولا ومالي ومُوريتانيا. صَافرة كامرونية اختارت ال"كَاف" الحكم الكامروني "أليوم نيانت" لإدارة مباراة تونس ومدغشقر في إطار الدّور ربع النهائي لكأس افريقيا. ويتمتّع "أليوم" بخبرة كبيرة خاصة أنه تحصل على الشارة الدولية منذ 2008 كما أنه يشارك منذ أعوام في مختلف المنافسات الافريقية. وكان "أليوم" قد أدار المباراة الإفتتاحية بين مصر والزمبابوي في النسحة الحَالية من ال"كان". ومن جهتها تعرف أنديتنا هذا الحكم بما أنه تولّى قيادة عدد من مبارياتنا القارية. وكان "أليوم" شاهدا على انتصار النادي الافريقي على الإسماعيلي المصري في النسخة الفارطة من "الشُومبيانزليغ" وكان "نيانت" حاضرا أثناء تعادل الترجي أمام الوداد في ذهاب الدّور النهائي لرابطة الأبطال عام 2011. وفي سياق مُتّصل بالجانب التحكيمي يمكن القول إن تونس لم تلحقها أضرار تُذكر في الدورة الحالية من كأس افريقيا. ونأمل أن يتواصل غياب الهفوات التحكيمية في لقاء الليلة لحساب الدور ربع النهائي وهوالمحطّة التي كنّا قد تعرضنا خلالها إلى ظلم كبير في نسخة 2015 أمام غينيا الاستوائية وعلى يد سيء السّمعة المُوريسي "سيشورن". ومن المُقرّر اعتماد "الفَار" في الدور ربع النهائي وهو اجراء جيّد ومن شأنه أن يحفظ الحقوق. وفي كلّ الأحوال من الضروري أن يأخذ الطرف التونسي احتياطاته تفاديا للشّطحات التحكيمية المُعتادة. نحو الاستقرار كانت خيارات "جيراس" مُوفّقة في لقاء غانا وذلك على عكس مُباريات الدور الأوّل حيث كانت الفوضى هي السّمة البارزة في "تكتيك" مدربنا الوطني. وبناءً عليه فإنّ النيّة تتّجه نحو تكريس الإستقرار في التشكيلة التونسية ومن غير المُستبعد أن يقتصر الأمر على تعديلات طفيفة كأن يلعب المدرب ورقة الخزري الذي أظهر استعدادات طيّبة عندما أقحمه "جيراس" في الشوط الثاني من مباراة غانا وأكد وهبي أنه عاقد العزم على استعادة ثقة المدرب بعد فترة من الشك والضّياع. وهُناك مركز آخر قد تشمله التغييرات وهو حراسة المرمى خاصّة أن التألق اللاّفت لفاروق بن مصطفى في الشباك يفرض ترسيمه في تشكيلة اللّيلة مقابل الإحتفاظ بمعز حسن على بنك الإحتياط من أجل حمايته بعد خروجه عن النصّ في مباراة غانا.