طبرقة «الشروق»: تنتمي مدينة طبرقة الساحلية الى ولاية جندوبة وتقع في شمال غرب العاصمة وتبعد عنها مسافة 175كم لتكون المعتمدية الساحلية الوحيدة بولاية جندوبة من جملة 9 معتمديات. بين سحر الجمال وعراقة التاريخ وبحسب علماء التاريخ فان طبرقة استمدت اسمها من تابراكا كما أسماها الفينيقيون قديماً . وتتميز هذه المدينة بإطلالة ساحرة من فوق الجبال على مياه البحر الأبيض المتوسط، حيث تحيط بها أشجار البلوط والفلين التلقائية من كل مكان في نسيج غابي تشابك مع الشواطئ الرملية والمياه واليابسة لينسج لوحة طبيعية نادرة وتتميز مدينة طبرقة بوجود الهضاب والأودية مثل: وادي الزرقاء، ووادي المالح، ووادي نفزة، وعين الصبح، وشتاتة، وطبابة، وسرسار ... وتشتهر المدينة بشواطئها الساحلية الجميلة التي يقبل عليها الزوار للاستجمام فيها، وممارسة رياضة الغوص، وصيد الأسماك على غرار شط المارينا والباجية والارمال وبركوكش وملولة. وتوجد بطبرقة الشعاب المرجانية التي تستخدم في صناعة المجوهرات، حيث تعتبر ثاني أشهر مدينة في تصدير المرجان للعالم، فسواحلها تمتد على 25كم وهي كذلك ثاني مدينة في إنتاج المرجان . وطبرقة هي مدينة تاريخية قديمة سكنها الفنيقيون منذ 2800 عام، وأطلقوا عليها لقب تابركة أي بلاد المرجان أو موطن الظلام، وتذكر البحوث والدراسات التاريخية أن البحار الفينيقي هانون هو أول من أسسها وأسس مرفأً تجارياً فيها مازالت بعض معالمه ظاهرة للعيان الى اليوم . وازدهرت المدينة في القرن الثالث والرابع الميلادي زمن الحضارة الرومانية وتروي التواريخ والمؤرخون انها كانت نقطة تصدير ونقل الحبوب (بلاريجيا مطمورة روما) والرخام (رخام شمتو) والفلين والمرمر الأصفر الذي كان أثرياء الرومان يستخدمونه في بناء قصورهم . وظلت طبرقة مطمع الطامعين فقد استولى عليها إيطاليون إذ حكمتها عائلة لوميليني خلال القرن الثالث عشر ميلادي . الحصن الجنوي فوق قمة الجزيرة وكانت بطبرقة جزيرة عالية تعرف بجزيرة تبركا والتي لا تتجاوز مساحتها 4.5 هكتار وهي هضبيّة صخرية تنمو بها اشجارجبلية وطفيليات والتي كانت عنوانا للجمال الذي استهوى الجنويين فاقامت فيه عائلة لومليني فأقامت فيها حصناً ضخماً فوق جزيرة ضخمة تطل على مدينة طبرقة التي أصبحت بجمهورية جنوة. وأصبح الحصن الجنوي المشيّد على الجزيرة برج مراقبة بحرية وبرية يراقب عبره الجنويون من الذين عمروا الحصن والجزيرة على البحر من اتجاهيه يمينا السفن القادمة من الجزائر وسيارة السفن القادمة من أروبا وخاصة إيطاليا. كما حرص الجنوييون الذي كتب لهم المقام بجزيرة تباركت على التواصل مع باقي تتدائلاتهم بإيطاليا في رحلات بحرية بالجزر القريبة على غرار جالطة والامبادوزا. وكانت جزيرة تابركا التي شيد فوق قمتها الحصن الجنوي تشهد زيارات يومية خاصة ربيعا وصيفا في رحلات تلميذة وطلابية وسياحية تونسيين والاجانب للاستمتاع بجمال الحصن ومكوناته وكذلك الاطلال الفوقية على السواحل البحرية وأعماق المياه البعيدة في المتوسط وكذلك مراقبة بالمنظار حركة السفن البحارة والسفن التجارية والبواخر السياحية غير انه ولدواعي أمنية وتردي البنية التحتية أصبح زيارة الجزيرة والحصن الجنوي غير ممكنة وأصبح اليوم تحت تصرف الجيش الوطني. وتتميز طبرقة عن باقي المدن التونسية بمنازلها البيضاء، وأسقفها القرميدية الحمراء، وكذلك بالتنوع البيئي الذي يضمّ السهول، والغابات الخضراء، والينابيع، والشواطئ الرملية، والخلجان الصخرية التي تكثر فيها الأسماك المختلفة، والدلافين والشعاب المرجانية، عدا عن ذلك تتنوع فيها الحياة البرية، وهي موطن لاستقرار الطيور المهاجرة إليها، كما توجد في طبرقة العديد من الآثار التاريخية؛ وأبرزها: القلعة الجنوبية التي بُنيت في القرن الرابع عشر الميلادي، والإبر أو الصخور المدببة التي يصل طولها إلى عشرين متراً وتعود في عهدها إلى العصر الحجري، ويستطيع الزائر الذهاب إلى المرافق العلاجية الموجودة فيها؛ مثل الينابيع الحارة التي تجري في طبرقة وبالفعاليات المقامة في طبرقة مع جمال طبيعة طبرقة لا يعرف الزائر أي نوع من الملل، وخصوصاً في فصل الصيف، إذ تُقام في طبرقة الكثير من المهرجانات الثقافية مثل: مهرجات الجاز، والموسيقى اللاتينية، وموسيقى العالم، وموسيقى الرأي، ويعتبر مهرجان الموسيقى العالمي الذي يُقام سنوياً منذ عام 1966م في البازيليك من أضخم المهرجانات الدولية الموسيقية في العالم، إذ يشارك في هذا المهرجان الكثير من الموسيقيين العالميين من كافة دول العالم والذين سجلوا حضورهم باحرف من ذهب في ذاكرة مهرجان الجاز بطبرقة واليوم اصبح مهرجان الجاز يقام في مسرح واجهة البحر الذي دخل حيز الاستغلال منذ صائفة 2018..