مثّلت الانتخابات البلدية الجزئية في بلدية باردو صدمة حقيقية في عديد المستويات، ويتكثّف ثقل هذه الصدمة خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية والرئاسية، وإمكانية إعادة ما حصل في هذه البلدية على مستوى وطني يُنبئ بكارثة حقيقية. تونس الشروق: أولى الصدمات في الانتخابات البلدية الجزئية بباردو تتعلق بنسبة مشاركة الأمنيين والعسكريين ، فالارقام الرسمية التي قدمتها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أكّدت ان نسبة مشاركة الأمنيين والعسكريين بلغت 3,64 بالمائة، أي 10 فقط قاموا بالتصويت من جملة 272 ناخبا في هذه الدائرة. مشاركة الأمنيين والعسكريين نسبة مشاركة الأمنيين والعسكريين كانت الصدمة الأولى ،تلتها الصدمة الثانية المتعلقة بعدد الناخبين الذين صوتوا في اليوم الثاني من الاقتراع وهو اليوم المخصص للمدنيين بعد ان تم تخصيص اليوم الأول للأمنيين والعسكريين، هذه النسبة بلغت 11،66 بالمائة من جملة 44626 ناخبا في هذه الدائرة. هذه النسبة تُعتبر ضعيفة جدا وتحيل الى عديد الاستنتاجات منها مدة مشروعية المجلس البلدي بباردو الذي لم يتجاوز عدد منتخبيه ال12 بالمائة من مجموع الناخبين في المنطقة أي انه يفتقر الى ثقة ما يقارب 90 بالمائة من عدد الناخبين في هذه الدائرة. تكلفة الانتخابات من المعطيات الصادمة الأخرى، ان الدائرة الانتخابية بباردو تضم 14 مركز اقتراع، قام بالاقتراع فيها 5305 ناخبا، أي أن معدّل التصويت في المركز الواحد يصل الى ما يقارب 370 ناخبا، أي ان الهيئة العليا المستقلة للانتخابات قامت بالاستعدادات اللازمة وتجهيز المراكز وأشرف على سير العملية الانتخابية مكلفون من الهيئة وراقبهم ناشطون في المجتمع المدني وقام بحماية هذه المراكز أمنيون على امتداد ساعات الاقتراع ليصل عدد المقترعين في المركز الواحد 370 ناخبا فقط. هذا يقودنا الى معطى ثان وهو ان الأرقام الرسمية التي قدمتها الهيئة مؤخرا تؤكّد ان الانتخابات البلدية الجزئية الواحدة تتكلّف قرابة ال50 ألف دينار، وهو ما يجعل هيئة الانتخابات انفقت 50 ألف دينار على انتخابات لم يشارك سوى 5 آلاف ناخب فقط. فوز النهضة من الجزئيات الأخرى اللافتة في الانتخابات البلدية الجزئية بباردو ان المجلس البلدي السابق تم حله بسبب ما تمت تسميته حينها «تفرّد رئيسته بالرأي» وسوء علاقتها بأغلب نواب المجلس البلدي، وكانت رئيسة المجلس البلدي قد فازت على قائمة حركة النهضة، وأفرزت الانتخابات الجديدة في هذه الدائرة فوزا جديدا لقائمة النهضة التي تحصلت على 8 مقاعد. وكانت النهضة قد تحصلت على نفس العدد في الانتخابات البلدية التي جرت في ماي 2018. ذهبت بعض التأويلات لضعف نسبة الاقتراع الى أزمة الثقة في الطبقة السياسية ،لكن هذا المعطى لا يمكن ان يفسٍّر ضعف التصويت فالانتخابات الجزئية في هذه الدائرة الانتخابية شاركت فيها 10 قائمات ،منها 6 حزبية و4 مستقلة وهو ما يعني ان من تدنت ثقته في الأحزاب كان يمكنه ان ينتخب مستقلين، يضاف هذا الى ان القائمات الحزبية هي الفائزة بالمراتب الأولى وبأكبر عدد من المقاعد. التصويت الإجباري ضعف التصويت الذي يتزامن مع تجربة ديمقراطية ناشئة وفترة انتقال ديمقراطي يجب ان تكون الهياكل المنتخبة فيها أكثر تمثيلية حتى تكون أكثر نفوذا، هذا الضعف أصبح يهدد الدولة بشكل مباشر باعتبار ان أغلب الهياكل المنتخبة أصبحت لا تمثل الرأي العام باعتبار انتخابها من قبل أقلية، ولتجاوز هذا الإشكال يمكن اللجوء الى التصويت الإجباري. يفرض عدد من الدول التصويت الاجباري ،عبر فصول قانونية تؤسس لمعاقبة كل من يتخلّف عن تأدية واجبه الانتخابي وتفرض على كل من يمتنع عن الانتخاب غرامة مالية، أو تأدية خدمات اجتماعية (عقوبات بديلة) ومنها ما يذهب حتى الى العقاب السجني، وتضع قواعد قانونية صارمة للتعاطي مع العزوف عن الانتخاب ،لكنها في الوقت ذاته مرنة مع كل من لا يستطيع الذهاب الى مراكز الاقتراع يومها ، بتمكينهم من مساحة زمنية لكتابة اعتذار وتقديم أسباب عدم القدرة على الانتخاب. الخيانة من الدول التي تفرض الانتخاب بقوة القانون الارجنتين، البرازيل، الاكوادور، لوكسومبوغ، البيرو، سنغافورة، الاوروغواي...إضافة إلى دول أخرى لها نصوص قانونية تتعلق بمعاقبة كل ناخب يتخلّف عن الاقتراع ،لكنها لا تحرص على تطبيقها بشكل حرفي، مثل بلجيكا، بوليفيا، كوستاريكا، جمهورية الدومينيك، لبنان، مصر، ليبيا، المكسيك، باناما، الباراغواي، تركيا، تايلندا .. ومنها دول تفرضه على الرجال فقط. ترقى عملية مقاطعة التصويت الى "الخيانة " خاصة اذا كان البلد يعيش فترة انتقالية يحتاج فيها الى كل مواطنيه للمشاركة في الحياة السياسية، وهو ما يجعل من عملية المقاطعة محاولة عن قصد او عن غير قصد لتعطيل مسار الدولة نحو ديمقراطية راسخة لا يمكن ان تتأثر بنسب المقاطعة. نتائج الانتخابات عدد الأصوات المصرح بها 5305 صوتا 1- حركة النهضة. 1429. 8 مقاعد 2- حزب البديل التونسي 658. 4 مقاعد 3- حزب أفاق تونس. 635 4 مقاعد 4- حركة تحيا تونس 591. 3 مقاعد 5- باردو أولا 501. 3 مقاعد 6- التيار الديمقراطي. 423. 2 مقاعد 7-كلنا باردو 341. 2 مقاعد 8-حزب بني وطني 314. 2 مقاعد 9- شباب باردو. 227. 1 مقعد 10- أوفياء باردو. 182. 1 مقعد