بشر الله المجتمعين في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم بنزول السكينة وشمول الرحمة وحضور الملائكة وذكرهم في من عنده « وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحضرتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده « وكل حرف من القرآن يتلى تحصل به حسنة والحسنة بعشر امثالها قال صلى الله عليه وسلم «من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر امثالها لا أقول الم حرف ولكن الف حرف ولام حرف وميم حرف» الترمذي فضائل القران 4417 وهي لعمري مكارم قل ان تجتمع لغيرهم ان هم عظموه في نفوسهم وصانوه بسلوكهم فخشعت له قلوبهم واخلصوا النية لله في تعلمه وتعليمه والتعبد به وتعففوا عن الاستجداء به والتزلف لأرباب الجاه والنفوذ والمال ابتغاء عرض الدنيا ففي الحديث الشريف « من تعلم علما مما يبتغ به وجه الله لا يتعلمه الا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة «. ابن ماجة المقدمة 233 – 234 يقول الشيخ علي الطنطاوي «وما ذل العلماء الا عندما مدوا أيديهم لأرباب الحكم وأصحاب المال». رجال التاريخ 539 ويقول القاضي الجرجاني في شمم واباء ولو ان اهل العلم صانوه لصانهم ولو عظموه في النفوس لعظمهم ولعل هذا ما يشير اليه قوله صلى الله عليه وسلم « ان الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين « مسلم ، صلاة المسافرين 698. وتعاهدوه بالمراجعة والاستظهار حتى لا يضيع وما أسرع ضياعه فهو أشد تفلتا من الابل في عقالها كما أخبر بذلك الرسول الكريم فقال « تعاهدوا هذا القرآن فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الابل في عقالها «. وفي حديث آخر « انما مثل صاحب القرآن كصاحب الابل المعقلة ان عاهد عليها أمسكها وان أطلقها ذهبت «. ويا ويح من خلا جوفه من شيء من القرآن العظيم فيغدو كالبيت الخرب لا عمارة فيه ولا نفع منه بل هو مصدر للأذى والضرر لكونه مخبأ لمرتكبي الجرائم والآثام ومأوى للأقذار والحشرات قال صلى الله عليه وسلم « ان الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب « الترمذي فضائل القرآن 4/419 والقلب الفارغ من القرآن مرعى للأهواء والشهوات ومهد للأخطاء والتجاوزات. وتستدعي قراءة القرآن حضور القلب وانشراح الصدر وتوفر النشاط وحلول السكينة وائتلاف القلوب فاذا طرأ ملل او خيفت سآمة او حدث خلاف تترك القراءة الى ان يعود الى النفوس اطمئنانها والى القلوب ائتلافها والى المجلس سكينته قال صلى الله عليه وسلم «اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فاذا اختلفتم فقوموا عنه « البخاري فضائل القرآن 1951 وقد وضح الكرماني الاختلاف المنهي عنه فقال « اعلم ان الاختلاف المنهي عنه هو الخارج عن اللغات السبع او ما لا يكون متواترا وأما غيره فهو رحمة لا بأس به» الزرقاني مناهل العرفان 1/ 148 وما بعدها وضرب أمثلة للخلاف وذلك مثل زيادة الواو او نقصانها في قوله تعالى « وقالوا اتخذ الله ولدا « «او قالوا اتخذ الله ولدا « البقرة 116 والتذكير والتأنيث كما في قوله تعالى «ليحصنكم من بأسكم» او «لتحصنكم» الأنبياء 80 او الافراد والجمع كقوله تعالى « كطي السجل للكتاب « او « الكتب « والتخفيف والتشديد « وكذبوا بآياتنا كذّابا « او « كذابا « النبأ 28. وحملة القرآن وقراؤه ودارسوه ان جمعوا آدابه وحفظوا امر الله تعالى فيه حق لهم ان يكونوا من اهل الله وخاصته فعن أنس بن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال « ان لله اهلين من الناس قالوا يا رسول الله من هم قال هم اهل القرآن اهل الله وخاصته «. ابن ماجة المقدمة 438. انتهى